المقالات

تعدد المرشحين للحكومة .. المزايا والخطايا (الحلقة الاولى)

741 14:44:00 2010-06-20

ميثم المبرقع

اذا غادرنا عقلية الحقبة الماضية وتراكمات الثقافة التي هيمنت على مرتكزات الوعي الجماهير لسنوات عديدة ومازالت رواسبها وشوائبها تأخذ حيزاً في تفكيرنا وهي ثقافة الرجل الواحد والرمزية المفرطة وغياب البديل الحاكم بحسب ما كرسته اداءات وتصورات المرحلة الماضية .. اذا غادرنا هذه الثقافة وتجردنا عن مؤثراتها فسوف نتيقن ان البلاد حافلة بالقدرات والطاقات والقابليات وقادرة على استنبات البدائل وايجاد الرموز والقيادات المتعددة الناهضة باعباء هذه المرحلة.واما مقولة غياب البديل البائسة وضرورة الرجل الاوحد فقد عفى عليها الزمن واصبح جزءاً من الماضي وموروثاته الا ما ارتكز في عقلية بعضنا ومازال يراوده الحنين الى المرحلة الماضية بكل بؤسها وظلمها وظلامها.ومنطقياً وعقلائياً ان تعدد الخيارات والبدائل في كل قضايانا يوفر لنا مساحة من الاختيار الحر وليس الاضطرار المر وتعدد الخيارات يفسح امامنا الافق الواسع ولا يلجأنا الى قبول الامر الواقع والخيار الواحد يقيد التفكير وانطلاقة العقل ويحصره للقبول الاضطراري والاتجاه الاجباري.ولم يكن تعدد الخيارات امراً ايجابياً على مستوى محدد بل يشمل جميع المستويات حتى الفقيه لو توفر له اكثر من دليل لفظي وعقلي في عملية الاستنباط يشعر بحرية الاجتهاد اكثر من غيره ممن لم تتوفر لديه المزيد من الادلة وكذلك الباحث والكاتب لو توفر لديه الكثير من المفردات والالفاظ ستكون قدرته على سبك العبارات وانسيابية اللغة ونسج الالفاظ افضل مما لو لم تتوفر لديه الخيارات في اختيار العبارات. ضيق الخيارات وانحسارها يشل حركة الوعي ويفقدنا اختيار الافضل والامثل ويضعنا في زاوية حرجة لا نستطيع الخروج منها بل ويجعلنا مرغمين على قبول الخيار الواحد فان اضطرارنا الى تناول لحم الميتة لم يكن من خياراتنا او رغباتنا وتناول الحرام لم يأت بتعدد الخيارات بل بانحسار الخيارات بخيارين لا ثالث لهما وهما اما الهلاك والموت الاضطراري او تناول لحم الميتة لانه مفسدة اقل من هلاك النفس كما يعبر فقهاء علم الاصول فهل الجأتنا الى تناول لحم الميتة تعدد الخيارات او غيابها وانحسارها وهل يود احدنا ان يتناول لحم الميتة لولا الاضطرار وغياب الخيار.وضيق الخيار يشل حركة العقل ومنطلقاته ويتساوى عن غياب الخيارات اصحاب الوعي والجاهلون الذين سيلجأون الى ما يلجأ اليه العقلاء ويكونوا بمستو واحد من التفكير الاضطراري بقبول الخيار الوحيد غرائزياً ، بل حتى المخلوقات الاخرى من غير الانسان يمنحها تعدد الخيارات اختيار الافضل غرائزياً كمن يختار النبات الافضل او حتى الحمير تغلب تناول الشعير على غيرها من الاعلاف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك