عباس المرياني
صيف لاهب وحزيران عاد بكل قسوته ليطرق الأبواب ومن بعده تموز وأب اللهاب ولن تنجلي غبرتهما الابعد المرور على الجسد العراقي البالي معهما الطبيعة بكل خبثها وكأنها نذر يبشر أهل بابل بالحريق.في جميع دول العالم (المتقدم والمتخلف) هناك التزامات متبادلة بين الدولة وشريكها والمواطن.. يحترم قوانينها وتحترم كلمتها وتمنحه سبل العيش والحياة بكرامة ...والعراق لازال استثناء رغم انف الزمن.تعلن حالة التأهب القصوى في دول العالم إذا وصلت درجة الحرارة حد معين وتستنفر كل الجهود والطاقات وتوضع المؤسسات الصحية والخدمية في حالة إنذار من الدرجة فوق البنفسجية وتعد برامج خاصة توجيهية وينصح كبار السن والصغار بالبقاء في المنازل وعدم التسكع في الشوارع مع ضرورة الإكثار من تناول السوائل والمرطبات الخالية من الكوليرا والتيفوئيد خشية أن تتسبب الحرارة في حالات لايحمد عقباها.أما في العراق فان الناس تهرب من بيوتها إلى الشوارع غير ابهة بكل المخاطر لان الآخرة قد انتقلت إلى دنيا العراق وفتحت جهنم أبوابها ولا فرق بين الاثنين طالما أن العذاب من جنس واحد. عشرات المليارات صرفت وأهدرت وسرقت ومثلها من اتفاقيات الربط الثنائي والثلاثي....والسباعي والأمبير لازال يعاني السهاد وعن قريب يرقد .سقطت ذريعة الإرهاب بعدما تم دحره.. ومن قبل كان عكازه تتو كأ عليها وزاراتنا في فشلها والاتهامات لازالت متبادلة بين وزارة الكهرباء من جهة ووزارة النفط من جهة أخرى .ووحيد هو المنتصر الوحيد لانه حافظ على رباطة جأشه في الصمود اما النقد والتجريح مستعينا بسماحة وجهه وخيبة مجلس النواب المنتهية ولايته في اداء دوره الرقابي. تصريحات رنانة ومؤتمرات صحفية وناطق إعلامي يطل عليك بعنتريات وفتوحات جوفاء ومشاريع استثمارية وطاقة إنتاجية كافية كاذبة تجعل صيف العراق ليل باريس الندي وتجعل شتاءه حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة ولكن ما أن يدرك شهريار الصباح حتى تسقط كل الأقنعة وتتهرأ المواقف والتصريحات أمام عذاب الأطفال وحسرة الشيوخ وقلق وخوف المرضى. سبع سنوات ونيف عمر التغيير.. اربعة منها انقضت معها حكومة السيد المالكي ووزيرها الهمام وحيد وهي فترة كافية من الزمن للقيام بالشيء الكثير والكبير لغرض رفع المعانات عن أبناء هذا البلد خاصة مع كل الدعم والصبر والتحمل لكن المشاريع والانجازات بقيت حبر على ورق مكتب الوزير وناطقه الاعلامي.لم يملك وزير الكهرباء شجاعة وعزة الرجال ويقدم استقالته ويعلل الاسباب الحقيقية الفعلية التي تعاني منها المنظومة الكهربائية في العراق ولم يكن مجلس النواب المنقضية ولايته بمستوى التحدي والاخلاص والشعور بالمسؤولية والخوف من الله بل كان مجلسا للحسابات السرية والمنافع الشخصية وتقاسم المغانم الحزبية وواحدة من هذه المأسي هو بقاء وحيد كوزير للكهرباء طوال تلك الفترة التي انقضت من عمر العراقيين باسوء ماتكون وهذا ليس هو المهم طالما ان البعض قد صفى حساباته مع الاخر ونعمة امبير المولد فيها عزاء للمغفلين.
https://telegram.me/buratha