د.علي عبد داود الزكي
قبل أيام كنت مع احد أصدقائي وحكا لي حادث شاهدها قبل أيام.. حيث انه كان متوجها للجامعة وهو في سيارته مر في منطقة فيها ازدحام مروري قرب جسر الصرفية حيث يوجد ملجأ على ما أظن للأيتام . وبينما كانت السيارات واقفة في الشارع تسير ببطء شديد جدا وإذا بطفل صغير عمره لا يتجاوز 4 سنوات يخرج من دار الأيتام..وإذا بشرطي قذر وتافه ومتوحش... يتوجه نحو الطفل ويضربه وبكل قسوة ضرب وحشي جدا يضرب الطفل اليتيم المسكين على رأسه ووجهه ويركله بالإقدام... الم يسمع هذا الشرطي بقول نبينا الكريم صلى الله عليه وعلى اله وسلم عندما قال ؛؛ أما اليتيم فلا تقهر؛؛ . والغريب انه لم يتدخل احد من الناس لإنقاذ الطفل المسكين واخذ الطفل وادخله للملجاء... قال صديقي أصابني الغضب الشديد جدا وحاولت الوصول أليه لكنه دخل الى الملجأ... وقال لي لو تحدثت مع مدير الملجأ فلن يفعل شيء فان الشرطة للأسف الشديد في عراقنا الجديد لا تحترم الإنسان ولا تحترم المسئول وصعب السيطرة عليهم في الدوائر والمؤسسات أنهم يضعون قوانينهم لأذية الناس ... يلبسون وجوها لمقابلة الأعداء فقط... ويستهزئون بالمواطنين وما الى غير ذلك .. لذا قال لي صديقي انه فضل أن لا يحدث مدير الملجأ وإنما توجهه مباشرة الى مجلس محافظة بغداد وقدم شكوى وقال بأنه مستعد أن يدلي بشهادته ضد هذا الشرطي القذر الذي لا يمكن أن يكون أنسانا وعجبا لمن وضعه ليحمي الأطفال ...لا اعرف كيف يتم تعيين الشرطة ؟ كيف يتم تعيين من لا يحترم الإنسان ولا يحترم الإنسانية ولا يحترم البراءة... للأسف السلطة في العراق هي ارث دكتاتوري فأي شرطي بدلا من يحمي المواطن ويحمي حقوقه نراه يبتزه ويتجاوز على حقوقه في الغالب... فكم شرطي عراقي نراه يوميا وهو متبسم لأخوته العراقيين ويلتزم بالتعليمات ويطلب باحترام المستمسكات أثناء التفتيش... البعض منهم يقفون على أبواب الدوائر يمارسون سلطتهم المبتدعة لاذل الانسان يمارسون سلطة النفوس المريضة على الناس . المفروض الشرطي في خدمة المواطن وليس التصرف بتعالي على المواطن.. طبعا هنا لا نقول بان جميع الشرطة هم هكذا لكن نقول الغالبية منهم لديهم هذه الثقافة السيئة والمريضة.. فمثلا الحرس الجامعي في اغلب الجامعات العراقية لا يتصرفون بذوق بالتعامل مع الموطنين والطلبة ولا حتى مع الأساتذة.. اغلبهم يتجمعون تجمعات غير نظامية ويجلسون جلسات غريبة ووجوههم عابسة ويتفوهون بالكلمات السيئة. المفروض بهم ان يتعلمون الذوق وفن التعامل مع الناس ويتعلموا الجلوس المؤدب قبل ان يتعلموا استخدام السلاح ... المفروض عملهم ذوق واحترام وليس الجلوس والحديث وكأنهم لا أريد أن أكمل الجملة!!! هذا الحال مستمر وللأسف لا يوجد إداري يهتم لأمر دائرته وأمر الذوق واحترام الانسان ..الذي من المفروض يبدأ فيها من الباب.. السلبيات كثيرة جدا.. لا نريد الخوض فيها الآن..فلا احد يهتم ولا احد يسمع...وكان الذوق والاخلاق وحسن التعامل اصبح من الكماليات التي لا ضرورة لها!!!! طبعا الإدارات في مؤسسات الحكومة العراقية للأسف كلها فرحة لان الحراس والشرطة في دوائرهم يعملون وفقا لمبدأ عدم احترام الإنسان.. ويعملون على إذلال الموطن .. أن سلوكهم استنساخ للسلوك البعثي الدكتاتوري للتعامل مع المواطن... أن الهسترة الدكتاتورية للأسف مترسخة في نفوس الكثير من الإدارات الحكومية التي تشجع على مثل هذه الأمور أللأخلاقية . لا بل البعض منهم يتدخل بخصوصيات الناس ... كان يسال أين تذهب وأين تسكن وتكثر الأسئلة طبعا بشكل خاص مع النساء الجميلات ... هل من الممكن أن نشعر بالأمان ولا يوجد من يحترم الإنسان في عراق اليوم . المؤسسات وأنظمتها وإداراتها الفاسدة وأسلوب الشخصنة في الطلبات غير المبررة وأجهزة الشرطة التي لا نعرف ماذا تريد !! فهل هناك معنى حقيقي للامن الاجتماعي؟!!!.. أن اغلب عناصر السيطرات الامنية اليوم يستخدمون أجهزة الموبايل أثناء واجباتهم ولا نريد أن نخوض في هذا الموضوع لما فيه من سوء اجتماعي ..وهذه ملاحظة عامة ممكن ان يلاحظها او يشاهدها الجميع ... نتمنى أن يلتزم الشرطي بواجبه .. ويمنع استخدام الموبايل أثناء الواجب ... ونتمنى أن يحترم الشرطي وطنيته العراقية ويحترم الإنسان العراقي ... طبعا اغلب إفراد السيطرات في حالة سهو وعدم احترام للواجب نراهم سلاحهم متروك جانبا أو أرضا وهم يتناقشون أو يأكلون أو يتحدثون بالموبايل.. يعني بكل صراحة في الكثير من السيطرات ممكن ياتي اشخاص غير مسلحون يهاجمون افرد سيطرة ويسيطرون عليهم بكل سهولة ويسر..مرة ذهبت للبانزين خانة لجلب البانزين لمولدة المنزل الصغيرة فإذا بالشرطي في باب البنزين خانة يمنعنا من الدخول فقلت له لماذا قال أنها توجيهات فقلت له من أين هذه التوجيهات المقدسة من وزير النفط ام من غيره ؟ !!!! فقال توجيهات وسكت ...طبعا يوجد الكثير من الذين يدخلون للبانزين خانة ويخرجون وهم يحملون البانزين ..هنا قلت له وهؤلاء ماذا يفعلون .. فقال بكل صلافة نحن نسوي فضل على الناس وندخلهم للبانزين خانة حتى يأخذوا البانزين هنا قلت له لا تقل انك تسوي فضل على الناس أنت واجبك حماية البانزين خانة وليس منع الناس من حقوقهم قلت له ليس لك فضل على احد لا أنت و لا غيرك من المسئولين ... هذا البانزين ملكا الشعب ونحن كمواطنين لا نأخذ ذلك مجانا .. بل ندفع ثمنه ...لكن هل لهذا الكلام معنى أمام حكومة طرشاء تعلم شرطتها وحرسها وتشجعهم وتحميهم من أي شكوى تقدم ضدهم ... متى يحترم الإنسان العراقي؟! متى توضع أساس يمكن للمواطن أن يحاسب المفسدين والعابثين بأمنه في عراقنا الجديد؟! متى؟! ... ومن يحاسب من ؟!! نتمنى أن ينتبه البرلمان القادم لاستصدار تشريعات تحمي الإنسان العراقي من جور السلطة ومن فساد المفسدين ويجب أن يتم تفعيل الإجراءات الجزائية ضد أي مخالف... لا نطلب المستحيل .. لكن نطلب التعامل الأخلاقي ... وأخيرا نقول الناس على دين ملوكها... لا يقصد بهذا القول الشعب وإنما يقصد به الموظفين التابعين للحكومة...الإدارات الجيدة ستضع أسس جيدة وسليمة للبلد والإدارات النزيه النظيفة تحتاج الى قانون قوي ليطبق وبقوة وحزم... ويحتجون الى حماية... والحماية لا تأتي من القوة العسكرية والأمنية وإنما تأتي من التضامن للمخلصين المتصدين للعمل.. تأتي من الدفاع عن حقوق الناس ومن يدافع عن حقوق الناس والمجتمع ليس له فضل على المجتمع ولكن ما يفعله سيكون وسام شرف ووطنيه له... قلنا شيء وبقيت أشياء .. لا نطلب حياة مثالية لكن نطلب الحد الأدنى الواقعي الممكن ...
https://telegram.me/buratha