اكرم الثوري
كنا نؤكد مراراً بان العراق بلد ولود ولديه من الطاقات والقدرات البشرية القادرة على ادارة البلد ومواجهة الازمات والصعوبات وتجاوز العقبات والتحديات.وليس من الصحيح الايحاء باننا لا نمتلك خيارات وبدائل لاي منصب مهم وخطير كموقع رئاسة الوزراء وان تأكيد هذه القناعات بعدم البديل اساءة واضحة لهذا الشعب واشارة خطيرة لاستعارة الخطاب البعثي السابق الذي كان يضخ في مرتكزات الوعي العراقي والعربي الرسمي بغياب البديل المناسب لادارة البلاد.وبعد التغيير الكبير سنة 2003 اصبح العراق حافلاً في كشف القدرات والقيادات الاستثنائية واستنبات الطاقات الفاعلة ولدينا خيارات عديدة في اختيار القيادات والبدائل لهذا الموقع او ذاك فالمؤسسة والدولة فوق الاشخاص فالقادة يرحلون وتبقى المؤسسة واطارها العام الذي لا ينهار بغياب قادته ولدينا تجربة كبيرة في التأريخ المعاصر وفي صدر الاسلام فقد اشار وحي السماء الى هذه الرؤية بقوله تعالى "وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افأئن مات او قتل انقلبت على اعقابكم..) وغياب الرجال الكبار قد يترك فراغاً من الصعب سده ولكنه لم يؤثر على مصير المسيرة واركانها.والتمسك بخيار واحد وحصر كل الخيارات بشخص واحد يضعنا امام تساؤلات خطيرة امام شعبنا ونحن الذين نؤكد وباستمرار انه ليست المشكلة في الاشخاص فانهم يرحلون ويستبدلون لاننا باتجاه بناء دولة وليست امجاد شخصية حتى نغيب كل الخيارات المتاحة لاشغال المواقع الحساسة والخطيرة.لابد من التأكيد والتركيز على ان العراق ودولته ومسيرته السياسية الجديدة لا تتوقف على الاشخاص فليس هناك في القاموس السياسي اختزال البلد برجل واحد وقائد واحد وحزب واحد فمن يحاول الايحاء بهذه الفردية والشخصنة انما يريد تكريس ثقافة البعث السابقة واختزال العراق كله بشخص (المهيب).
https://telegram.me/buratha