المقالات

استغاثة مرضى

657 12:58:00 2010-06-18

حسن الهاشمي

 بالرغم من خروجنا من نفق البعث المظلم الذي تسلط علينا منذ مؤامرة 1968م حتى زواله 2003م، فإن العمليات الإرهابية التي يرتكبها أزلام ذلك النظام ما زالت تترى علينا، ناهيك عن التخلف الذي كان سائدا في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية مما أثر في سيكولوجية المجتمع العراقي وجعلته مرتعا للكثير من الأمراض العضوية والنفسية، وبات الشعب المسكين يتلوى من تداعيات الإرهاب من جهة وأوجاع الأمراض التي تفتك بالكثير من الشرائح وتنهش أجسامهم نهشا من جهة أخرى.إن تلك الجرائم التي ارتكبها البعث المجرم بحق العراقيين والإهمال في الجانب الصحي خلف وما زال يخلف مئات الألوف من الثكلى والجرحى وأصحاب الأمراض الجسدية والنفسية، وهم بحاجة إلى رعاية خاصة لا يمكن لإمكانيات الدولة مهما بلغت أن تغطي تلك الاحتياجات الملحة، وإنها دعوة إلى المحسنين وميسوري الحال لمد يد العون والمساعدة لانتشال العوائل المنكوبة والمرضى من واقعهم المزري الذي يعيشونه، ولا ينتظروا ذل سؤال المريض!!. وتلك الحالات المرضية الغريبة ليست بغريبة على العراق فإن بوادرها قد طفحت في أوساطنا منذ أكثر من عشرين سنة وأضحت الآن ثقيلة على أهلها، إضافة إلى ذلك يواجه الفقراء حرب شرسة من غلاء الأسعار ، وانتشار الأمراض، وتفشى ظاهرة السوق السوداء والرشوة والمحسوبية والاحتكار والغش والربا .. ويعانى البائس الفقير من الحياة الضنك حتى كاد أن يكفر، وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يدعو قائلا: " اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر " ، ويقول الإمام علي عليه السلام : " لو كان الفقر رجلا لقتلته ". ولو أردنا أن تنزل علينا بركات السماء علينا أن نتراحم فيما بيننا، وأعظم التراحم هو إنقاذ مريض من البلوى والأوجاع وتوفير معيشة هانئة له ولعائلته، ومن أحيا نفسا كأنما أحيا الناس جميعا، هذا ما ينتظر أولئك الذين يساهمون بإنقاذ المرضى من المآسي التي يعيشونها، وهو من أفضل الأعمال لما فيه الخير والمنفعة والفائدة لعباد الله. ومن حسن عاقبة الأغنياء أن ينتهوا عن الإسراف و التبذير والترف والبذخ ويوجهوا فائض أموالهم إلى ضروريات وحاجيات الفقراء، وهي كثيرة وعلى رأسها بناء المستوصفات والمستشفيات لعلاج المرضى من الفقراء والمساكين، أو المساهمة في تكاليف العلاج الباهضة للأمراض المستعصية..ألم يأن للأغنياء أن يستجيبوا لاستغاثة الفقراء ولاسيما المرضى منهم، ألم يأن لقلوب الأغنياء الذين ينفقون أموالهم إسرافا وبداراً أن ترق لأحوال الفقراء والمساكين، ألم يأن لعواطف الأغنياء أن تلين لآلام المرضى المساكين، ألم يفكر الأغنياء أنهم سوف يموتون ويتركون أموالهم خلفهم ويقابلون رب العالمين ليسائلهم عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. ولا غرابة من الشعب العراقي فإنه شعب شهامة ونبل وحمية، وشعب متجذرة فيه الأصول الإسلامية والعشائرية الحميدة التي هي من بوادرها حالة الإكرام والكرم، وعلى كل من يستطيع أن يتقدم بخطوة بهذا الاتجاه عليه أن يقدم ولا يقصر فهي مسؤولية عظيمة لا تستطيع الدولة ووزارة الصحة أن تنوء بوحدها بها، وتتطلب أن ينخرط فيها الجميع كل حسب طاقته وكل حسب إمكانياته، فالطبيب بطبه والغني بماله وصاحب المهنة بمهنته، فتظافر الجهود حيال تلك المشكلة كفيل بالقضاء على تلك الأمراض التي تفتك بأبنائنا وبناتنا وشيوخنا وعجائزنا، فكلهم بحاجة إلى الاهتمام والانتشال من واقعهم المأساوي ومعيشتهم المضنية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك