عبد الناصر السهلاني
حقا لم نكن نعرف ماهو السر وراء التلكؤ في اصلاح المنظومة الكهربائية في العراق ولكن بعد حلول الصيف اكتشفنا مدى عبقرية رجل الكهرباء الاول في العراق (ابو حاتم) واهدافه النبيلة لخدمة ابناء شعبه (المحتر) وهكذا هم وحيدي عصورهم فاهدافهم لا تتضح الا بعد حين ومنهم وحيدنا الكريم ، فهو لم يكن يهدف وراء عدم مبالاته بتوفير الكهرباء الا لفوائد نذكر منها:
اولا: زرع روح الصبر وتحمل المسؤولية في نفوس الشعب من خلال مواجهة آلام الحر الشديد فمن لم يتالم ويعاني من العرق سوف لا يحس بمعاناة وعرق الاخرين ، وان قال قائل ما هو الدليل فبالتاكيد سينبري له وزير الكهرباء الكريم ويستدل بنفسه علينا ويقول: ها انا مثال لكم فاني جراء كثرة البرودة التي اشعر بها من خلال (البخيخ) الذي لا يفارق راسي وكثرة اصوات المكيفات في البيت والدائرة اصبحت عديم المسؤولية ولا افكر فيكم ما دامت (السبالت) لا تنقطع ولو للحظة واحدة عني ، فهل تريدون ان تصبحوا مثلي ، كلا والف كلا فانا لا ارضى لشعبي (المحتر) ذلك البرود فلذلك قطعت عنكم الكهرباء لكي لا تبردوا !!!
ثانيا: التاكيد على ممارسة الرياضة فهي من اهم اسباب الصحة التي بها ترقى الشعوب ، فان قال قائل كيف ذلك يا وزيرنا الوحيد فبالتاكيد سينبري له قائلا: ساضرب لك مثالا بسيطا ، اما ترى ان الكهرباء اذا انقطعت على عائلة من العوائل العراقية الصابرة سينهض احدهم مسرعا لشراء البنزين ومن ثم تعبئته في المولدة ومن ثم سحب الحبل للتشغيل ، اليس كل هذا حركة (وفي الحركة بركة) وتقوية لعضلات الرجل واليد والبطن ، وان اعترضت وقلت ان هناك من لايملك قوت يومه وهو بالتالي لا يملك مولدة فيكون محروما من هذه الرياضة ، فسيرد عليك وحيد الكهرباء ويقول مبتسما: لا يا اخي فانه سيمارسون رياضة اخرى فهؤلاء عندهم (المهفة) وفيها الكفاية من حيث تقوية العضلات ، ثم ان الانسان (المحتر) بالتاكيد عندما يكون نائما في الليل وتنقطع عليه الكهرباء فانه سيستيقض وياخذ البيت ذهابا وايابا من شدة الحر ثم انه ربما يتمتم بكلمات اثناء سيره مدحا لي ولوزارتي فيحرك بذلك عضلات فكه وهكذا من الحركات الرياضية التي لا استطيع حصرها هذا فضلا عن توفير الحمامات البخارية الجاهزة (حمامات الساونا) في كل بيت الى غير ذلك من الفوائد الجمة .
ثالثا: ربط الشعب بتراثه واجداده لكي يعيش التاريخ ويستذكر بطولات اسلافه في عصر السلالات حتى يصل الى ثورة العشرين ، فهل ان كان لديهم كهرباء لكي يحققوا تلك البطولات !! اذن فرجل الكهرباء الاول في العراق ذو نظرة ثاقبة وعميقة لا يعرف مداها الا الله عز وجل والراسخون في العلم فالرجل بحق وحيد عصره ولم يفهمه شعبه وربما سيفهمه عندما تتوفر الكهرباء ويحرمون من كل هذه النعم والفوائد الكريمة الوحيدة .
وفي نهاية الحديث اقترح على الحكومة الموقرة ان يخلدوا الرجل بعد مغادرته الوزارة (مأسوفا عليه) بنصب او تمثال في وسط بغداد يكتب عليه (هذا وحيد العراق) لكي يبقى في ذاكرة الاجيال الى الابد ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العطيم.
https://telegram.me/buratha