المقالات

هل تمكنت اميركا من تغيير المعادلة الانتخابية في العراق؟

1002 11:47:00 2010-06-17

احمد نعيم الطائي

ان المسلسل غير المترابط الذي تعمل عليه غرفة خلق الازمات الاميركية لاسيما بشأن تغيير قواعد العملية الديمقراطية الاخيرة في العراق جاء نتيجة افتقار الولايات المتحدة لخطط مدروسة وواعية ، لذلك اعتمدت على سيناريو متغيير وفق متطلبات المرحلة لأدراكها مسبقاً بفشل ادارتها في البنتاغون والخارجية بتسيير الاوضاع وفق ما تتطلبه المصالح الاميركية في العراق بالتحديد.

إن حرص الادارة الاميركية على زج الرموز الشيعية في ادارة العراق ، جعل من انتخابات عام 2005 نموذجاً لايشوبه التزوير اوالتزييف ، ولم تتدخل في ادارة عمل المفوضية بشكل يمكن ان تغيير من النتائج شيئ يذكر ، بالوقت الذي حرصت على تشجيع المكون السياسي الشيعي من المشاركة الفاعلة في العملية السياسية ، لانها تعتقد ان استهلاك الرموز الشيعية في مرحلة صعبة ومعقدة للغاية يمكنها ان تضعف هذه الرموز وبالتالي تكون قد فقدت شعبيتها ، مما يمهد لمرحلة قد تكون الساحة فيها مهيأة لخلق رموز جديدة تتحالف معها الولايات المتحدة من غير الشيعة لخلق توازنات تخدم مصالحها وترضي المحيط العربي والاقليمي الموالي لها.

التدخل الاميركي المباشر وغير المباشر في تغيير نتائج الانتخابات التي اجريت في السابع من اذار 2010، وحرصه على أبقاء مجلس المفوضية الحالي بعد ان واجه اعتراضات عديدة من اعضاء مجلس النواب السابق الذين اشاروا بالوثائق على ضعف ادارة المفوضية في ادارة أنتخابات مجالس المحافظات، الامر الذي يبرز زييف ادعاء اميركا على ارساء دعائم الديمقراطية في العراق.

هذا التدخل الاميركي في تغيير المعادلة الانتخابية فشل الى حد كبيرحين واجه ارادات شعبية وسياسية ومواد دستورية تجاوزها بقصد خبيث، ممهداً لفتح باب الصراعات خارج دائرة استحقاقات النتائج الحقيقية للانتخابات، في اسوء حالتها انها اسست لتيار سياسي يعتبر مطلب اقليمي تتطابق فيه المصالح الاميركية في الوقت الراهن وعلى المدى البعيد مع دول الجوار والاقليمي ؟ لاسيما في ظل اشتداد الصراع الايراني الاميركي وتصاعد مخاوف الانظمة العربية من النشاط النووي الايراني.

هذا التدخل ترك مؤشرات اضافية على التدخل الاميركي المباشرالواضح في تغيير طبيعة واتجاهات الحكم في العراق خارج الاستحقاقات الحقيقية لنتائج الانتخابات ، وذلك من خلال انحيازه ودعمه الاعلامي واللوجستي المتعدد الواضح للقائمة العراقية التي فشلت بشكل كبير قبل اشهر قليلة من الانتخابات العامة في انتخابات مجالس المحافظات ، فكيف لها ان تتصدر القوائم خلال هذه الفترة القليلة من عدم تحقيقها لنتائج محلية يمكنها ان ترتقي للنتائج المتقدمة التي حققتها في الانتخابات العامة الاخيرة ؟ وحتى التوسع في التحالفات الذي شهدت القائمة العراقية قبيل الانتخابات العامة من الواضح والطبيعي لن يغيير من حجم مشاركتها السابقة في الانتخابات المحلية ولم يمنحها ثقل جديد في نتائج الانتخابات العامة الاخيرة ، لانها توسعت ضمن نفس الطابع الطائفي والحزبي.

بعد تحقيق الاستقرار الأمني وبناء المؤسسات الحيوية المختلفة واعادة اعمار وبناء معظم البنى التحتية في فترة تولي أئتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي ، ادرك الاميركيون ان الوقت حان لاحداث التغييرات في شكل ومضمون الحكم في العراق وفق تصورات قاصرة الرؤيا كالتي تنظر من خلالها الحكومات العربية في سعيها المتطابق مع الاجندة الاميركية للحكم المفترض في العراق، والتي تسعى من خلاله تلك الرؤى الى تهميش دور المكون الشيعي في قيادة العراق لاعتبارات وتخوفات من التحالف مع ايران ومن اتساع المد الشيعي في المنطقة ! الذي ترى فيه الادارة الاميركية والانظمة العربية تهديدا لمصالحها ، وبهذا ترتكب اميركا خطأً استراتيجياً اخراً من خلال مصادرة ارادة الناخبين الذين يشكلون النسبة الاكبر في الطيف العراقي ، وأولى علامات هذا الخطأ والعبث المتعمد هو في محاولة مصادرة هذه الارادة الشعبية الذي ظهر جلياً في نتائج الانتخابات الاخيرة.

سبق وان حذر عدد من السياسيين والمراقبين العراقيين من تلك المحاولات التي بدأت بشكل واضح في الخطاب الرسمي ووسائل الاعلام الاميركي ، لاسيما تدخل طاقم السفارة الاميركية في الشأن السياسي والانتخابي قبيل الانتخابات وبعدها ودعمها الواضح للقائمة العراقية.

ان تحالف ائتلاف دولة القانون والأئتلاف العراقي وتوحيد صفوفهم لتشكيل الكتلة الاكبر في البرلمان تحت اسم (التحالف الوطني) سيسهم في افشال المشاريع الاميركية - الاقليمية الساعية في الوقت الراهن وفي المستقبل الى تهميش ومصادرة ارادة الناخب العراقي وتقويض الارادة الوطنية ، واعادة العراق للمنظومة العربية التي تؤمن باستبداد الطائفة الواحدة.

على القوى الوطنية العراقية ان تكون ذات رؤيا سياسة ثاقبة النظر في التعامل الحذق والحذر مع الدور الاميركي في العراق، لان المشروع الاميركي - الاقليمي يوجب بابعاد تلك القوى وكبح وتجاوز الارادة الوطنية بفرض شخصيات تجيد اللعب خارج متطلبات الساحة العراقية ووفق ما يتطلبه المشروع الاميركي الاقليمي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
النجفي الحر
2010-06-19
احسنت كثيرا يازميلي وعزيزي احمد الطائي,شفيت بعض من غليلي بمقالتك هذه وسؤالي هل انت الان في امريكا او كندا,واود ان اعرف ذلك
army
2010-06-18
هل اخلصت اغلب القيادات الشيعية للقضايا المصيرية للشيعة. هذا السؤال الملح يحب ان يجاب عليه قبل ان نخوض في تحليل المؤامرات الدولية على العراق. بل ان تاريخنا يذكر لنا بان الامويين عندما سقطت دولتهم لتبنى على انقاضها دولة بني العباس والتي لم تختلف في تعاملها مع اتباع اهل البيت حتى قيل فيها : ليت جور بني مروان دام وعدل بني العباس في النار
ابو سارة العراقي
2010-06-17
تكملة 3-ثم عاد السيد رئيس الوزراء ليتهمها بالتزوير بعد عدة ايام 4-لم تصرح الادارة الاميركية بدعم اية قائمة وان كانت ترغب بفوز قائمة معينة الا انها صرحت مرارا انها تحترم ارادة الناخب العراقي 5-كان على ائتلاف دولة القانون ان يكون ذو رؤية ثاقبة وان يتمتع بروح الوطنية اكثر من ذلك ويدخل بالائتلاف الوطني قبل الانتخابات للحفاظ على المكتسبات الوطنية ولتجنيب البلاد لازمة سياسية قد تكون عواقبها وخيمة اذا اصرت العراقية على تشكيل الحكومة 6-اعدة العد والفرز كلفت الدولة اكثر من 30 مليون دولار
ابو سارة العراقي
2010-06-17
اود توضيح بعض الحقائق للاخ الكاتب والقراء الكرام 1-ان الارادة العراقية الصلبة هي التي دفعت رموز العراق الشيعة الى المشاركة الفاعلة والموحدة في انتخابات 2005وبجهود مضنية وايثار كبير من قبل عزيز العراق السيد الحكيم(قدس).وهذا مالم تكن تتمناه الادارة الاميركية في حينها. 2-ان اعضاء دولة القانون وحلفائهم ومن خلفهم الدعم الحكومي هم من عرقل ورفض تغيير اعضاء المفوضية رغم كل الادلة التي تثبت عدم استقلاليتهاحتى لا يطعن بنتائجهم في انتخابات مجالس المحافضات 3-السيد المالكي اول من اشاد بعمل المفوضية .يتبع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك