المقالات

انتحاريون فداء للفساد !

752 10:23:00 2010-06-15

حافظ آل بشارة

اقتحام البنك المركزي العراقي في قلب بغداد بشارع الرشيد حمل تهديدا رمزيا خطيرا لأنه جاء قبل يوم من الانعقاد الاول لمجلس النواب الجديد ، يفترض ان يكون مجلس النواب الخندق المتقدم لمواجهة الفساد مثلما كان في مواجهة الارهاب ، ولان الارهاب والفساد وجهان لعملة واحدة في بلدنا لذا جاءت عملية اقتحام البنك المركزي عملية مزدوجة ارهابية افسادية ، فالارهابيون الذين نفذوها ليس هدفهم القتل او التخريب بل هدفهم احراق وثائق مهمة للتغطية على عملية فساد كبيرة وطمس آثارها حسب القراءة الاولى للحدث ونتائج التحقيق ، وقد اعتدنا على مشاهدة حرائق تنشب في وزارات ومصارف ودوائر مهمة ملتهمة طوابق محددة او غرف منتخبة ، وبعد اطفاء الحريق ينطفئ معه التحقيق وتنطفئ الاخبار التي تتابع القضية لكي تأتي تسريبات لاحقة تقول ان العملية ليست ارهابية والحمد لله بل عملية احراق وثائق للتغطية على عمليات فساد موثقة ، اقتحام البنك المركزي يعطي صورة عن شكل نادر من اشكال الفساد المسلح ، وكثير من السياسيين العراقيين يعترفون ان الفساد في العراق يجري من خلال عصابات منظمة محترفة من اصغر اعمالها التي تعتبر سندويجات تقاضي اموال مقابل العقود والمقاولات بالترهيب او تكوين شراكات واسعة تتولى تزوير ايصالات المشتريات والواردات الكبيرة ، كل ذلك يتم بطريقة سلمية وبنعومة كاملة ، سلسلة عمليات الفساد تسير بنظام دقيق ادق من نظام الحكومة ودوائرها ، لكنها تخرج احيانا من ثوب النعومة لتستخدم السلاح في قضية مهمة كما جرى في اقتحام البنك المركزي الذي نشب في مبانيه حريقان التهما الكثير من الاوراق والاموال مما لم يعلن عنه بعد ، والمعروف ان المفسدين استخدموا في حالات كثيرة الحرائق المدبرة لاتلاف الوثائق المتعلقة بالفساد ، ويقول محققون ان غرف المفتشين العامين في الوزارات هي التي تتعرض غالبا الى الاحراق المخطط ، وسبق ان احترقت اجنحة مهمة من البنك المركزي نفسه ووزارات الدفاع والعمل والشؤون الاجتماعية والصحة ، وكانت جميع الحرائق قد اسفرت عن احتراق وثائق مهمة تشير الى ميزانيات وعقود وانفاق اموال ومشتريات ومبيعات وغير ذلك . تعتقد شبكات الفساد المنظم المتداخلة مع شبكات الارهاب ان الدورة القادمة ستشهد حملة وطنية شاملة ضد الفساد لذا فمن المتوقع ان يخطط المفسدون لاضرام حرائق جديدة في المباني الحكومية لطمس وثائق الفساد ، وخلال الايام القليلة الماضية ازاحت لجنة النزاهة النيابية عن وجهها حجب الركود الاداري الذي يهيمن على البلاد ودعت الى تنشيط عمل هيئة النزاهة بكل دوائرها وفروعها وتنقيتها من الضعفاء والمتهاونين ، والتهيؤ لمواجهة مصيرية مع الفساد في الدورة المقبلة . من جانبها اعترفت الامم المتحدة بالنجاحات التي احرزها العراق في حربه مع الفساد فاختارت رئيس الهيئة رحيم العكيلي ضمن اربع شخصيات فاعلة في مجال مكافحة الفساد في العالم ، ومع الانفراج السياسي الذي سيشهده العراق بعد تشكيل الحكومة ، من المتوقع ان تحقق المعركة مع الارهاب والفساد انكشاف ابعاد جديدة لوحدة الخطرين وكونهما مقترنان في الهدف والوسائل ، وتقف ورائهما جهة واحدة خاصة وان برنامج الارهابيين تضمن مؤخرا شن هجمات نهب للمصارف ومحلات بيع الذهب والمجوهرات لتأمين اموال للعمليات الارهابية فأصبحت عمليات السطو الدموية تمثل وحدة هدف ووحدة وسيلة بين الفساد والارهاب . القوات الامنية تألقت في تصديها لعملية البنك المركزي بالشكل الذي سيضع نهاية لاي محاولة سطو مستقبلية ، ومثلما تنتصر القوات المقاتلة في صد الهجوم من المؤمل ان تحقق هيئة النزاهة ولجنة النزاهة النيابية والمفتشون العامون وهيئة الرقابة المالية انتصارات مماثلة فالمعركة واحدة وان اختلفت الوسائل والوجوه والاسلحة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك