المقالات

الوصايا العشر للحكومة الجديدة

802 14:37:00 2010-06-14

حافظ آل بشارة

الجميع يريدون تشكيل الحكومة لكن العراق يحتاج رئيس وزراء واحدا ونائبين له وحوالي 30 وزيرا لذا فهؤلاء فقط هم الذين سيكونون اصحاب السلطة أما عداهم من سكان البلاد فهم رعية ، ومن المؤكد أن القوم الذين يتنازعون على هذه المواقع يحز في نفس كل منهم ان يكون من الرعية أو من مواقع سلطة ادنى ، وهم في قرارة أنفسهم يشعرون أنهم خلقوا لأجل السلطة ، وبما ان هذه المشكلة من الناحية النفسية تعتبر صعبة جدا لذا يبدو أن الانتحار هو الحل الافضل لمن يخسر السلطة ولكن ليس على طريقة الانتحاريين المفخخين ، بينما يبدو للكثيرين أن الحياة مليئة بالمناصب ولا داعي للانتحار فبأمكان الذين لايحالفهم الحظ ان يتسنموا موقعا آخر اشد خطرا وهو موقع المعارضة ، معارضة واسعة الانتشار داخل البرلمان وخارج البرلمان وفي الشارع ووسط الاحياء الوسخة والقرى المتهالكة وفي البر والبحر ، عليهم اللجوء الى احضان الجماهير خاصة وان أي محاولة لتعبئة الجماهير الآن ضد الفساد والتقصير والمحسوبية هي حملة ناجحة ومشروع لصناعة قادة جدد ، ليس الحكومة وحدها سلطة فرئاسة الجمهورية والبرلمان والقضاء والقوات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني والاعلام الوطني كلها مواقع سلطة اذا اراد اصحابها ذلك بالتفعيل والتشغيل والمبادرة والاستقطاب وتحمل المسؤولية ، الكتلة التي تخسر تشكيل الحكومة يمكن ان تكون رقيبا عتيدا على عمل الحكومة ، فالمعروف ان من يشكل الحكومة يلجأ الى التشاور مع الكتل الاخرى لتحقيق اغلبية وقد درج الآخرون على المطالبة بمواقع وزارية ثمنا للتعاون ، ونقترح ان يغيروا طريقتهم ويطالبوا باصلاحات بدل المواقع ويفرضوا شروطهم الاصلاحية على من يشكل الحكومة وعندما يصبحون في وضع من يملي شروطه ثم يجلسون متربصين في مجلس النواب يكونون قد دخلوا سلطة المعارضة وسلطة الرقابة من اوسع ابوابها ، أما الشروط التي نتمنى ان يفرضها المنافسون على من يشكل الحكومة فيمكن ادراجها في عشر وصايا تاريخية :

1- توزيع المواقع التنفيذية على اساس معيار الكفاءة والنزاهة والاختصاص وليس المعيار الحزبي .

2- مطالبة الحكومة بتقديم برنامج عمل على شكل خطة استراتيجية لاربع سنوات مع الاسقف الزمنية والاهداف والسياسات والقواعد والاجراءات وحجم العنصر البشري والتكاليف .

3- يجب ان تتضمن الخطة اولويات العمل حسب الحاجة الاجتماعية الحقيقية وتقديم الأمن والخدمات على غيرهما

4- الزام الحكومة بدعم الدور الرقابي لمجلس النواب وعدم التنصل من مسؤولية المثول امامه او اعاقة آليات الرقابة .

5- تتعهد الحكومة بوضع مخطط مستقل لمعالجة الفساد مع وضع قواعد لتنفيذ المخطط مع الالتزام بجدول زمني .

6- تطبيق سياسة تنفيذية تعتمد زيادة صلاحيات المحافظات واعطاءها دورا تنفيذيا اوسع في الاعمار والتنمية وتوزيع حصتها من الموازنة بعدالة .

7- الاهتمام باستقلال المؤسسة الاعلامية وعدم السيطرة على شبكة الاعلام باعتبارها مؤسسة مستقلة تابعة للدولة ولايس للحكومة .

8- الالتزام بالوضوح والشفافية في الاداء اليومي واطلاع الرأي العام على جميع التطورات الحاصلة في اروقة الحكومة وتمكين الاعلام من الوصول الى الحقيقة .

9- عدم احتكار الوظائف في دوائر الحكومة الاقرب لصالح الحزب الحاكم واشراك الجميع فيها بعدالة.

10- المضي في تحسين علاقات العراق الدولية وعدم التعامل مع الابتزاز الاقليمي من موقع الضعف خاصة مع عواصم اعتادت على احترام المدفعية والدبابات واحتقار الحوار والمحادثات. كل طرف يستطيع فرض هذه الشروط على الحكومة قبل التعاون معها فسيكون صاحب سلطة حقيقية ، وسوف ينجح في تأسيسس رؤية ثقافية جديدة حول مفهوم السلطة وعدم تسييسها وجعلها اداة لخدمة الفرد والمجتمع .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك