د.طالب الصراف
مؤامرات السعودية تحت المظلة الصهيونية-الامريكية
ان الارادة الدولية التي وقفت حيال التطور الاقتصادي والتكنولجي في الجمهورية الاسلامية تعني "الارادة الامريكية-الصهيونية" دون شك اواشكال وقد علق على هذا المصطلح الكثير من محللي تعبيرات ومصطلحات السياسة الامريكية, واذا كانت هنالك دول خاضعة خانعة للسياسة الامريكية الصهيونية كالسعودية ومرتزقتها فلا مجال لترويض الشعب الايراني المسلم الذي ارتضى ان يختار طريق ابي الشهداء الامام الحسين بن علي بن ابي طالب (ع), والذي يختار هذا الطريق فسيرفع شعار "هيهات منا الذلة" هذا الصوت الذي يدوي في شراين وعقول كل من يحمل ذرة من الغيرة والحمية على الاسلام. واذا كانت الحكومات الاسلامية والعربية باستثناء ايران وسوريا وتركيا قد ارتضت الهزيمة والانكسار والذل والعار بالرضوخ للارادة الصهيونية-الامريكية فلا يوجد في قاموس الجمهورية الاسلامية حرفا واحدا من هذه الكلمات المهينة وانما في قاموسها الكرامة لابناء الثورة الخمينية والعزة للاسلام.وقد نشرت احدى المنظمات المدنية التي تعارض الحكومات التي تقود الحروب في العالم مقالا في 24-05- 2010 أي قبل اصدار القرار عدة ايام تحت عنوان:"لماذا سيكون قرار المقاطعة ضد ايران فاشلا بالتأكيد ". واوضح كاتب المقال دانيال آمّان Daniel Ammann :" بعد ان حدث حصار السفارة الامريكية في طهران قام الرئيس الامريكي (جيمي كارتر)بفرض عقوبات اقتصادية بدرجة عالية وقاسية ضد ايران. وكانت هذه العقوبات اكثر قساوة من التي تناقش هذا اليوم؛ الرئيس جيمي كارتر حرم جميع استيراد النفط ومشتقاته من ايران. وهو من اغلق وجمد كل ذخائر واموال الدولة الايرانية في امريكا وقد حرم على المواطنين الامريكيين من الاعمال التجارية والتحويلات مع ايران , وبالمقابل قامت ايران بابطال والغاء كل الاتفاقيات النفطية مع الشركات الامريكية التي تعمل في ايران وحرمت عليها تصدير النفط من داخل ايران". الا ان هذه القرارات ومن بينها الاخير رقم( 1929)لم تعرقل التجارة الايرانية مع العالم بل انها كانت عطية وهبة للاخرين وخاصة التجار الامريكان انفسهم وعلى سبيل المثال شركة المواطن الامريكي (مارك ريج ) الذي اصبح من اكبر تجار النفط الايراني في الوقت الذي يحاصر 52 امريكيا في السفارة الامريكية في طهران, وقد اطلق على هذا المواطن الامريكي لقب (ملك النفط) وامتنع حتى من دفع الضرائب للحكومة الامريكية واختفى في موطنه الذي ولد فيه وتتراوح ثروته اليوم اكثر من 7 مليار دولار. فاذا كان امثال هذا التاجر الامريكي لايعير اهمية الى المحاصرين الامريكين ويضرب عرض الحائط القوانين الامريكية رغم قساوتها ويرى بعد ذلك من تهاون معه واصدر العفو عنه, اي من قبل الرئيس الامريكي فما قيمة هذا الحصار عند الاخرين. ويبدو ان هذا الرجل قد تأثر بالاخلاق الاسلامية نتيجة عمله مع الجمهورية الاسلامية واصبح من اشهر الناس في الصرف على جمعيات البر والاحسان في العالم كما تذكر اشهر وسيلة اعلام امريكية MSNBC واعتقد انه افضل من حكام السعودية التي تدعي الاسلام وتتأمر عليه, تدعي الاسلام والعروبة وتذبح في الشعب الفلسطيني وتكفر الشعب العراقي وترى في قتل ابنائه البر والاحسان والتقرب الى اله السعودية ما قبل الاسلام(اللات والعزى والهبل ومناة والوهابية الكبرى...). نعم تعود السعودية الجاهلية اليوم لترتد عن الاسلام مرة اخرى فحين حاربت النبي محمد (ص) كسر شوكتها فاطاعته ولكنها ارتدت عن الاسلام يوم وفاته وقالت:
أطعنا رسول الله ما كان بيننا فيا لعباد الله ما لأبي بكرايورثها بكرا,اذا مات بعده فتلك لعمرالله قاصمة الظهر ويبدو ان تصريح السيد رئيس الجمهورية الاسلامية محمود احمدي نجاد كان مصيبا حين قال:ان رئيس الدولة الامريكية اطلق رصاصة الرحمة على مشاريعه في المنطقة, وفعلا فانها كانت مشاريع انتخابية زائفة لاتحمل الصدق ولا المصداقية في طياتها وبين ثناياها بل العكس فانها كرست الحقد والكراهية للعرب والمسلمين الى يوم الدين. وفي المناسبة فاني قمت باول زيارة للجمهورية الاسلامية سنة 1994 وقد شاهدت الحصار الجائر على الجمهورية الاسلامية بضراوته وقسوته اللاانسانية والذي يعارض كل حقوق الانسان التي يدعي بها الغرب وامريكا لا لشيئ الا لكون ان الجمهورية الاسلامية لم ولن تخضع للارادة الامريكية التي تسمى بالارادة الدولية حيث لايوجد مفاعل نووي في حينها ولا أي مشروع من هذا القبيل سوى رفض التدخللات الامريكية والاجنبية في شؤون الجمهورية الاسلامية الفتية فما بالك اليوم والجمهورية الاسلامية اصبحت في مصاف الدول المتحضرة بالحضارة الاسلامية والمتقدمة تكنولوجيا كبقية دول اوربا الغربية, وما بالك بدولة اصبحت القوى الصهيونية والدول العربية العميلة والمخابرات الامريكية تحسب لها الف حساب لسرعة التطور والمكانة العالمية بين الدول.ومن ناحية اخرى فالجمهورية الاسلامية اليوم اكثر الدول في ممارسة الديمقراطية فاذا كانت دولة الارادة العالمية(امريكا) تفتخر بديمقراطيتها على بقية الدول الاخرى فلا قياس بينها وبين الجمهورية الاسلامية من حيث التطبيقات العملية للديمقراطية, والامثلة كثيرة ومنها من داخل الولايات المتحدة الامريكية نفسها ففي انتخابات جورج بوش الابن الاولى ومنافسه (ال كور) سنة 2000 ,انقلبت نتيجة الانتخابات التي اعلنت عن فوز ال كور على جورج بوش بعد احصاء نتائج الفرز في مقاطعة فلوريدا رئسا على عقب والى تراجع وتغير في النتائج لصالح جرج بوش حيث اعلنت منطقة في فلوردا يتراواح عدد الناخبين فيها 500,000 الف ناخب وحصل (ال كور) 266,000 الف صوتا بينما جورج بوش حصل على 271,000صوتا أي بفارق خمسة اصوات يتقرر فيها مصير امريكا التي يزيد عدد سكانها على 300 مليون نسمة وتفتخر بانتخابتها المزيفة بينما تعترض على انتخابات الجمهورية الاسلامية التي كان الفارق فيها في حدود 11,000000مليونا بين السيد نجاد ومانفسه, فمن هي الديمقراطية الحقيقية؟ان الشعوب الاسلامية تحمل الحكومة السعودية الوهابية المسؤولية الاجرامية التي ارتكبتها ضد الجمهورية الاسلامية وذلك بتوسلها بالصهاينة والمخابرات الامريكية بمحاربة الجمهورية الاسلامية اقتصاديا وعسكريا وسياسيا ودينيا بل وكل مرافق الحياة وسبب هذا هو كابوس الرعب الذي يفزع النظام السعودي الوهابي من امتداد مبادئ الثورة الاسلامية للاطاحة بعرشه الزائف لذا نرى هذا النظام مذعورا تلاحقه لعنة الله والانسانية لما يتآمر به على الاسلام والمسلمين وكل احرار العالم حتى لو كانوا في جنوب امريكا...ان السعودية التي تحالفت مع اسرائيل بالتآمر على الجمهورية الاسلامية بوضوح وجلاء حيث يشير الكاتب Hugh Tomlinson في جريدة تايمس اللندنية يوم 12-06-2010 بان السعودية واسر ائيل يتعاونان في التآمر على الجمهورية الاسلامية لكرههما المشترك لها ولتخوفهما من طموحاتها النووية ولكونهما يتماثلان في الاجرام والتطرف والولادة في احضان المخابرات البريطانية-الامريكية...وقد قال احد السعوديين المسؤوليين بأننا "سوف نسمح للصهاينة في ضرب ايران من خلال السعودية وسنغض الطرف ونقول باننا لم نشاهد شيئا". ثم يذهب المحلل السياسي بان الاجواء الاردنية والعراقية والكويتيه هي الاخرى ستستخدم من قبل اسرائيل في ضرب ايران. وتستمرجريدة التايمس اللندنية في تعليقها هذا بان المرور على العراق يتطلب الاجازة والرخصة من امريكا التي تطمح بحلول دبلوماسية الا ان بعض المحللين السياسين يرون ان الضربات الجوية سوف لن تنال أي شيئ من المفاعل النووي للايراني الذي هو محروس في طريقة غير سهلة بالنسبة لاعداء الاسلام والمسلمين كالسعودية واسرائيل. وهنا لابد من القول بان الشعب العراقي سيقف وقفة لم تتخيلها المخابرات الصهيونية والسعودية والامريكية التي تعشعش في ربوع العراق وسوف ينقلبون على اعقابهم خاسرين دون شك وثقتنا بالله والشعب لايصيبها ادنى اشكال.وقد اعترف رئيس المخابرات الصهيونية السابق الذي طرد نتيجة الانهزام المخزي للقوات الصهيونية امام حزب الله سنة 2006 (اهرون زيفي فاركاش) "بأن حكومة السعودية اكثر خوفا من اسرائيل من المفاعل النووي الايراني". وتضيف الجريدة اعلاه ايضا بان الخبراء الاسرائيليين يرون ان الحكومات العميلة امثال السعودية ومصر والاردن تعيش الخوف والرعب من ايران كما نحن عليه. وقد قامت اسرائيل بارسال سفن حربية الى قناة السويس ونشر صواريخ نووية في السنة الاخيرة. وقد ذكرت الصحافة الاسرائيلية بان هنالك لقاء تمّ بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ومثيله السعودي لمناقشة المشكلة الايرانية, وقد ذكر ايضا بان (مير داكان) رئيس الموساد الصهيوني التقى بمسؤولين في المخابرات السعودية في السنة الماضية من اجل السماح للطائرات الصهيونية بضرب المفاعل النووي الايراني على ان تكون الحكومة السعودية غامضة العينين ,اصابهما الله بالعمى الدائم ما زالت على قيد الحياة,. والانسان الحر الشريف يتساءل مع نفسه, هل يلقى اللوم على اسرائيل وامريكا او ان اللوم والتوبيخ على الحكومة السعودية التي يدعى من امتلكها بانه حامي الحرمين, ولكنه في الحقيقة هو خائن للحرمين ولمحبي الحرمين بل انه يسرق اموال ابناء الحرمين ليقتل بها اشقاء ابناء الحرمين, ابناء غزة وجنوب لبنان وكذلك تدمير العراق وقتل ابناءه منذ حرب صدام على الجمهورية الاسلامية سنة 1980 الى يومنا هذا, فالسعودية باعتراف المخابرات الامريكية والصهيونية كحليفتين مخلصتين لها, الا اننا نلاحظ ان ما يؤكده اعلام تلك الدولتين يثبت ان كل تخريب حدث في العراق منذ سقوط صدام المجرم حتى يومنا هذا وراءه حكومة السعودية وبعض امراءها خدم المخابرات الصهيونية والامريكية واعداء الله والحرمين الشريفين. وفي الحقيقة ان الحكومة السعودية ترى بعينها المجردة ما يحدث في بيت المقدس فلماذا لاتحميه من الصهاينة اذا كانت هي حامية للحرمين؟ او ان حكام السعودية يشتركون في عبادة العجل كما عبده اسيادهم اليهود قبلهم كما ذكره القرآن الكريم:"ياقوم انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم ذالكم خير لكم عند بارئكم....". ومن الواضح لا يخفى على المخابرات الامريكية وحلفائها بأن النهضة الاسلامية القادمة من الجمهورية الاسلامية سوف توقظ وتنهض الشعوب المستضعفة في المنطقة, وهذا يعني اخطرتهديد للمصالح الامريكية في المنطقة, وكذلك تهديد لعروش الحكام العملاء التابعين لامريكا والصهيونية. وان امريكا تعرف جيدا ان ايران لن تصل الى القوة التي كان يتصف بها الاتحاد السوفيتي من تكنولوجيا متطورة, ولكن المخابرات الامريكية تعي تماما ان الايديولوجية الاسلامية التي تتبناها الجمهورية الاسلامية سوف تنهض شعوب المنطقة مما يسبب فقدان مصالح الدول الكبرى ومراكز نفوذها وستراتيجيتها التي تهدف الى ابقاء الشعوب العربية والاسلامية في حالة من التخلف والانحطاط الفكري والاقتصادي.ان الحكومة الامريكية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي بدأت تخلق عدوا مصطنعا الا وهو الاسلام وقد قيل عن امريكا اثناء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي انذاك: "اذا لم يوجد تهديد شيوعي فسوف تخترع امريكا تهديدا من ابتكاراتها الكاذبة" وفعلا قد اخترعت عدوا مصطنعا في سبيل الهيمنة على الشعب الامريكي وجعله في حالة من الفزع والتخوف من الاسلام والمسلمين كما فعلت اثناء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي على ان الشيوعية على اعتاب امريكا وسوف تجلب معها الفقر والقتل والفوضى والخراب الى امريكا فجعلت الشعب الامريكي في حالة نفسية وسايكولوجية مضطربة هذا من جهة, ولكنها من جهة اخرى جعلت من النخبة السياسية في الحزبين الديمقراطي والجمهوري في وضع اقتصادي ومالي ليصبح لهما اكبر تأثيرعلى السياسة الامريكية من اجل استمرار النظام الامبريالي الذي يعتمد اولا واخيرا على وجود رأس المال الذي يعتمد على نفط المسلمين وتقدمه غالبا السعودية هدية لرموز الحكومات الامريكية المتتالية وباعتبارها مرتعا خصبا لنهب اموال المسلمين منذ تأسيس حكومة العائلة السعودية الوهابية الغارقة في العمالة من اجل الاستمرار بالحكم ولكن الله بالمرصاد, وقد قال في محكم كتابه":ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار".
https://telegram.me/buratha