كان الحرامية في غابر الزمان يعتبرون شجعانا ورجال ليل حيث انهم في كثير من الأحيان يقومون بسرقة الماشية او الأغراض من بيت احدهم بعد تحد معلن لمن يريدون سرقته ليثبتوا رجولتهم وقدرتهم على تنفيذ كلمتهم ، وفي الوقت نفسه فانهم كانوا يعيدون تلك المسروقات الى اصحابها مقابل مبلغ بسيط من المال . وقد سمعنا الكثير من القصص عن " الحرامية " ايام زمان وعن امتناعهم عن السرقة بعد دخولهم الى بيوت الناس لمجرد رؤيتهم لأمرأة ترضع طفلها او ان قلوبهم ترق لحالة اهل الدار المزرية فلا يريدون ان يزيدوا في معاناتهم يعني باختصار ( حرامية شرفاء ) .
وفي زماننا المثقل بالعجائب والغرائب استحوذت على البلاد زمرة من حرامية " عصر العولمة " الذين يأنفون عن سرقة المبالغ الصغيرة أو الدخول الى بيوت الناس لسرقة المال او الأثاث ولم يكن ذلك بسبب الحشمة او الرجولة اوالشهامة لكنه بسبب الجشع وانعدام الضمير الى درجة الصفر ، فهم لا يقتنعون الى بعشرات الملايين من الدولارات على اقل تقدير ولا يقبلون إلا بسرقة شعب كامل دون الالتفات الى من يملك تلك الاموال وعلى من ستصرف !!. والأكثر من ذلك فإن هناك دوافع اخرى غير السرقة تقف وراء افعالهم المشينة تلك ، الا وهي الايغال في ايذاء هذا الشعب المسكين وزيادة في الأذى والمعاناة لأنهم يعلمون ان سرقة تلك الأموال ستجعل الشعب يتلوى تحت وطأة الحر وهو يبحث عن ساعة كهرباء تعطيه نسمة هواء بارد ولا يكاد يحصل عليها الا بشق الانفس ، او يطلب الماء ليغسل جسده المرهق من العمل ليشعر ببعض الراحة فلا يجده .
فلو اجرينا مقارنة بين حرامية ايام زمان وحرامية اليوم لوجدنا ان حرامية ايام زمان كالأنبياء امام حرامية " العهد الجديد " ولا يسعنا الا ان نترحم على ايام زمان وحرامية ايام زمان ، ونلعن هذا الزمن وحرامية هذا الزمن الذين لو فتشت في كل زوايا نفوسهم الشريرة لما وجدت فيها ذرة من الرحمة ولا ذرة من الاخلاق واعتقد ان كتاب " غينيس " لن يتسع للأرقام القياسية التي يحققها حرامية آخر زمن .
https://telegram.me/buratha