المقالات

حرامية آخر زمن

2344 09:15:00 2010-06-14

كان الحرامية في غابر الزمان يعتبرون شجعانا ورجال ليل حيث انهم في كثير من الأحيان يقومون بسرقة الماشية او الأغراض من بيت احدهم بعد تحد معلن لمن يريدون سرقته ليثبتوا رجولتهم وقدرتهم على تنفيذ كلمتهم ، وفي الوقت نفسه فانهم كانوا يعيدون تلك المسروقات الى اصحابها مقابل مبلغ بسيط من المال . وقد سمعنا الكثير من القصص عن " الحرامية " ايام زمان وعن امتناعهم عن السرقة بعد دخولهم الى بيوت الناس لمجرد رؤيتهم لأمرأة ترضع طفلها او ان قلوبهم ترق لحالة اهل الدار المزرية فلا يريدون ان يزيدوا في معاناتهم يعني باختصار ( حرامية شرفاء ) .

وفي زماننا المثقل بالعجائب والغرائب استحوذت على البلاد زمرة من حرامية " عصر العولمة " الذين يأنفون عن سرقة المبالغ الصغيرة أو الدخول الى بيوت الناس لسرقة المال او الأثاث ولم يكن ذلك بسبب الحشمة او الرجولة اوالشهامة لكنه بسبب الجشع وانعدام الضمير الى درجة الصفر ، فهم لا يقتنعون الى بعشرات الملايين من الدولارات على اقل تقدير ولا يقبلون إلا بسرقة شعب كامل دون الالتفات الى من يملك تلك الاموال وعلى من ستصرف !!. والأكثر من ذلك فإن هناك دوافع اخرى غير السرقة تقف وراء افعالهم المشينة تلك ، الا وهي الايغال في ايذاء هذا الشعب المسكين وزيادة في الأذى والمعاناة لأنهم يعلمون ان سرقة تلك الأموال ستجعل الشعب يتلوى تحت وطأة الحر وهو يبحث عن ساعة كهرباء تعطيه نسمة هواء بارد ولا يكاد يحصل عليها الا بشق الانفس ، او يطلب الماء ليغسل جسده المرهق من العمل ليشعر ببعض الراحة فلا يجده .

فلو اجرينا مقارنة بين حرامية ايام زمان وحرامية اليوم لوجدنا ان حرامية ايام زمان كالأنبياء امام حرامية " العهد الجديد " ولا يسعنا الا ان نترحم على ايام زمان وحرامية ايام زمان ، ونلعن هذا الزمن وحرامية هذا الزمن الذين لو فتشت في كل زوايا نفوسهم الشريرة لما وجدت فيها ذرة من الرحمة ولا ذرة من الاخلاق واعتقد ان كتاب " غينيس " لن يتسع للأرقام القياسية التي يحققها حرامية آخر زمن .   

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2010-06-14
الحرامية اليوم لديهم حصانة دبلوماسية وقانونية وسياسية وحصانة دولية . حرامية العهد الجديد هم الذين لايستطيع اي برلمان او رئيس مجلس وزراء او اي قانون سماوي او وضعي محلي او دولي ان يطالهم . بل بالعكس فان هناك مساعي حثيثة مع تشكيل الحكومة الجديد على اصدار واستصدار القوانين التي تحمي بل وتدعم وتساند هؤلاء على المضي قدماً في تنفيذ مخططاتهم واهدافهم والتي لا نظنها غير مؤامرات دولية عربية للنيل من هذا الشعب المسكين. انتظروا ايها الاخوة حملة تطلقها الحكومة الجديدة لمساندة الفساد وحماية السراق
عراقي يكره البعثيه
2010-06-14
رؤيتهم لأمرة ترضع طفلتها او ان قلوبهم ( لأمراءة ترضع طفلتها..) فهم لا يقتنعون الى بعشرات الملايين (فهم لايقتنعون الا بعشرات)..ولا يقبلون لا بسرقة شعب كامل دون الالتفات ( وهم لايقبلون الا بسرقة شعب..) تلك الا وهي اليغال في ايذاء هذا الشعب ( الا وهي الايغال في ...) .... كما عودتنا ايها الكاتب المبدع الدؤوب مقال يشير الى اخطر مايعانيه العراق في وجوده اذ ان الفساد هو اول واساس الاخطار الاخرى ولولاه لما كان الارهاب ولولاه لما كان نقص الخدمات .. شكرا وسلم قلمك الجميل
حيدر البابلي
2010-06-14
تحية طيبة .. وعاشت يداك يا اخ عماد كاظم . كلامك على الجرح تماما .؟ ولكن هل من مغيث وهل من منقذ ..؟؟ ما ذنبنا وما فعلنا بانفسنا لكي نعاقب بمثل هذه الشرذمة وهذه النفوس الضعيفة .؟ والى متى ... يبقى البعيــــر على التل..؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك