المقالات

شهيد العراق .. شهيد المحراب

792 23:56:00 2010-06-12

احمد عبد الرحمن

لايمكن اختزال مسيرة حافلة بالعطاء والجهاد والتضحية والعلم والعمل ونكران الذات الى ابعد الحدود والمستويات، مثل مسيرة اية الله العظمى شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف)، بجانب واحد واهمال الجوانب الاخرى، او بمفصل زمني معين دون المفاصل والمراحل الاخرى، لسبب بسيط هو ان حلقات تلك المسيرة متداخلة فيما بينها وتكمل احدها الاخرى، وهي في الواقع جزء محوري ومهم من تاريخ العراق الحديث والمعاصر.فشهيد المحراب (قدس سره الشريف) ساهم ايما مساهمة في ارساء اسس ومرتكزات ومعالم العمل السياسي والجهادي والنضالي ضد النظام الديكتاتوري الاستبدادي في العراق منذ نعومة اظفاره، ومنذ ان كان قريبا جدا من والده المرجع الديني الكبير الامام الراحل اية الله العظمى السيد محسن الحكيم ، والشهيد السعيد اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدسر سرهما الشريف)، ليواصل بعدهما عملية المواجهة بكل شجاعة وجرأة واقدام وبلا كلل ولا ملل ولايأس ولاقنوط متسلحا بالايمان المطلق بالباري عز وجل وبعدالة القضية التي حملها في وجدانه وفكره وقلبه وروحه حتى لحظة استشهاده.وفي ذات الوقت فأن عملية بناء المجتمع على اسس عقائدية وثقافية واجتماعية سليمة محورها قيم ومباديء الدين الاسلامي الحنيف، لم تكن تقل اهمية عن العمل السياسي والجهادي، لانه كان يرى ان هذين الجانبين يكمل احدهما الاخر، ومن الخطأ التركيز على احدهما على حساب الاخر.فعملية التغيير وفق نظرية شهيد المحراب كانت شاملة ومتعددة الجوانب والابعاد، ومستوعبة لكل الحقائق والمعطيات السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية للمجتمع العراقي، وعناوينها العامة تتمثل بوحدة المجتمع العراقي، وتحقيق العدالة لجميع مكوناته، وكان لجميع العراقيين حضوراً في ذهنه وفكره ، وانه نجح في مد جسور الثقة بين مختلف الاطراف السياسية في البلاد.ولعل شهادته اثبتت ذلك وجسدته على ارض الواقع بأجلى صورة، فكل العراقيين بكوه بحرقة والم.. وكل العراقيين افتقدوه ابا وقائدا واخا.. ومثلما كان كل العراقيين حاضرين في ذهنه وفكره، فهو سيبقى حاضرا في وجدانهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك