المقالات

لماذا الجابري ... ولماذا هذا الاستهداف المر

1185 22:51:00 2010-06-12

صقر القريشي/بغداد

غير خافٍ على أي مثقف او مفكر ما لمدينة النجف الاشرف من مكانة رفيعة في سفر التاريخ العربي والاسلامي ، فقد بدأت شهرتها عندما احتضنت ضريح الخليفة الرابع اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب ابن عم الرسول(ص) وقطب الرحى والشجرة الطيبة في الاسلام ، وغير بعيد عنها كانت الكوفة عاصمة الخلافة ردحاً من الزمن وملتقى العلم والعلماء ومناراً للحضارة ، النجف خطت لنفسها مكاناً لايزاحمها عليها أي من المدن والحواضر الاخرى في العراق والدول المجاورة ، ففيها مدارس وجامعات العلم والفقه الاسلامي تخرج من بين صفوفها الاف الطلبة والدعاة نشروا مباديء الدين الذي نهلوه من اساتذة كبار اعتبروا مراجع يحتذى بما يقولوه ملايين الاتباع والمقلدين في مشارق الارض ومغاربها ، بل كان ولازال يقيم فيها رجال دين عظام بامكانهم ان يقيموا الدنيا ولايقعدوها بفتوى يصدروها ، وهل يمكن اغفال الدور الحيوي الذي لعبه سادة النجف في اشعال فتيل ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني ، بل لو رجعنا الى التاريخ القريب وبحثنا في مكامن القوة الروحية لمدينة النجف في حياة السيد محسن الحكيم ، للمسنا مدى القوى الضاغطة التي مثلتها المدينة ، وعند المرور على تأريخ المدينة لابد من التذكر ان السيدالخميني اعلن ثورته الاسلامية التي اطاحت بالشاهنشاه بهلوي في ايران من النجف تحديداً اثناء اقامته بها هو والكثير من زعماء بلده قبل1979 ، وفي الوقت الحاضر ، كان لمرجعية السيد السيستاني والصدروالحكيم وغيرهم من رجال الدين الكبار دوراً محورياً وخطيراً ، أحس به الجميع وتعاملوا معه بحذر ، واصبحت الاطراف السياسية والعسكرية المشتركة في ماساة البلد ، الاجنبية والمحلية تخشى من الرقم الصعب في معادلة العراق المعقدة ، ولكل كان دوره المختلف عن الآخر ونترك تقدير هذه الادوار التي لعبها رجال الدين الى التاريخ ليحكم فيها ..والسيطرة على النجف تعني امتلاك (مخ العراق) لقدسيتها المفرطة في عقول ووجدان العراقيين والمسلمين أبتداءاً من حملها منارة القامة الشامخة ( ابي الحسن) الى رفات موتى العراق وشهداءه .... انها النجف ، السلم الالهي الممدود من طبقات الارض السبع الى طبقات السموات السبع .. العيش فيها حكاية والموت فيها حكاية ، وان تمثلها وتخدمها وتسعى لان تجعلها عاصمة عالمية للثقافة ... واجب وتكليف ومسؤولية اكبر من كل المدن الاخرى، وذلك ليس بمستغرب لادراكهم الاهمية الاستثنائية للمدينة ...

ومن بين ابناء النجف البارزين الذين سعوا لهذا الشرف ( جابر الجابري ) ، شاعرعرف بأسم مدين الموسوي فارق النجف سنين طويلة بفعل القمع والظلم الذي حاق به وبأهله من قبل نظام صدام حسين والذي بطش بعائلته حيث كان والده عالماً وخطيباً ،وقد اعدم اثنان من اشقائه وابناء عمومته واعتقل والدته ، واضطره الى اللجوء الى الاهوار في الجنوب حاملاً السلاح الى جانب قصائده التي تدمي قلب سامعها ، شارك في العديد من المعارك الحقيقية والفكرية عبرنشاطاته الاذاعية والصحفية وتأسيسه للتيارات الثقافية والمؤتمرات الداعية الى تغيير الوضع القائم في العراق ، كان يجمع شتات المعارضين في سوريا ولبنان وكردستان ، الادباء والشعراء تحت خيمة مجلة واحدة اسمها ( القصب) ، عرف بدمائة خلقه ورقة تعامله مع الاخرين بالرغم من الالامه ، عند عودته من الغربة الطويلة وبعد ان قبل تراب الحدود واحتضن كل من صادفه ( كما يقول) لفرط شوقه لكل ماهو عراقي .. خطفته بغداد من النجف حبيبته واغرقته المسؤولية في بحر ظلماتها ( حيث عين وكيل أقدم لوزارة الثقافة ) ، كنا نرى لهفته عصر كل خميس وهويغادر مكتبه في الوزارة ليستعجل الذهاب الى ( مدينة علي ) ، استوقفته مرة ، لم العجلة في العودة الى النجف ، اجاب وغلالة من دمع شفيف تلوح بين حنايا عينيه وكلماته الدافئة :

لأن النجف محل الولادة وموطن الاباء والاجداد وحضن والدتي وأن بين ثرى النجف ينام أخوتي الشهداء عباس وحسن ولأن النجف مدينة العلم النبوي العلوي فهي سمائي الارحب لوطن أعز سعينا الى استعادة هيبته وكرامته بعد عقود من الاستبداد والمهانة . سألته ماذا فعلت لمدينتك ولبلدك : قال بعد تنهد عميق" كان حضورنا في المحافل الدولية نضال آخر حققنا فيه الامل في جعل النجف الاشرف عاصمة للثقافة الاسلامية وكذلك ان تصبح بغداد عاصمة للثقافة العربية ، وقبلهما سعينا ان تنهض البصرة ومربدها وتشع من جديد ، ويكفينا فخراً استعادة آثارنا المنهوبة ويعود العراق عضواً فاعلاً في النشاط الثقافي العالمي ، مدينتي النجف دينها في عنقي ولن اوفيها حقها .... " ولكن المؤلم ان يتم سرقة كل هذا الجهد المضني طوال سنوات ، وان يقوم (البعض) باللاتفاف حول الحقيقة ليتم تجييرها الى جهة اخرى ليس لها فضل لا من قريب ولا من بعيد في الحراك الذي ادى الى تكريم النجف ووضعها في مكانتها التاريخية الطبيعية ..ويكفي الرجل ان سجله كان نظيفاً وناصعاً بالرغم من سهام التجريح والتشكيك التي نالت شخصه، وآخرها أثارت موضوع ( مجمع الشهداء) في ناحية الفهود بالطرف القصي من الناصرية بشكل مريب ويأخذ محمّل الطعن وسوء النية ، فهذا البناء الذي بذل فيه السيد الجابري جهداً خاصاً واستثنائياً لخدمة ابناء تلك المنطقة المهملة لاقامة بعض الفعاليات الفنية والثقافية يقابل هذا الجهد الان بفبركة للوقائع بشكل آخر يحمل الكثير من الخسة والنذالة ، وكأني بالقائمين على هذه الوزارة الميتة سريرياً ارادوا ان يداروا بعض الفضائح التي ازكمت رائحتها الانوف مؤخراً ، ومنها حكاية المركز الثقافي العراقي في واشنطن وميزانيته الخرافية التي وضعت تحت تصرف (الملحق) ابن أخت الوزير ، او المغزى الغامض لمرافقة ( مفتش عام الوزارة ) السيد الوزير في سفرته الميمونة الى امريكا!!! ولاننسى قصة الاعمار الكاذب لمبنى دار الازياء العراقية التي احيلت مقاولتها الى احد اقرباء الوزير تحت ستار شركات وهمية بمبلغ ستة مليارات دينار .....او.. او ,,,,والحكايا تطول

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
mustafa humadi
2012-08-28
لأنظار وزارة الثقافة مع التقدير لقد نشر في موقع كتابات قبل فترة ليست بالطويلة مهزلة حصلت في المركز الثقافي العراقي في واشنطن قام بنشرها المدعو عمر الحديثي مرفقا بها وثيقة رسمية صادرة من هذا المركز بتوقيع مديره الحالي الذي كما يبدو ان الهوامش تملى عليه كونه لايعرف ابجديات الأدارة وكونه كان مذيعا ليس الا في قناة الحرة الأمريكية ويعتمد في ادارة المركز على موظفيه فتارة على ماجد عيدان وتارة اخرى على الموظف أحمد العبيدي وتارة على الموظف مجيد الياسري ولقد علمنا من القيل والقال ان المدعو عمر الحديثي الذي هو ابن اخت الوزير السابق لوزارة الثقافة لديه معلومات ووثائق تؤكد ان صفة الدكتور للمدير الحالي وموضوع الفصل السياسي له مشكوك فيها وسوف يرسل الى وزارة الثقافة الوثائق حال حصوله عليها والعهدة على القائل لذا ياوزارة الثقافة تحققوا من شهادة السيد مدير المركز واين تمت مناقشتها ومن الذي ناقشه ومتى منحت له اما فيما يخص موضوع الفصل السياسي فهذا عائد لكم للتحقق منه فمعظم افراد الجالية لايتذكرون انه كان في يوم ما دكتورا والمخزي بالموضوع كما ذكرنا سابقا فأنه لايتكلم الانكليزية ولاحتى ثلاث كلمات على بعضها ونتحداه ان يكون في مناظرة مع اصغر طفل من اطفالنا للتحدث بالانكليزي فهل هذا معقول ؟؟؟ اما اذا تحدثنا عن الفعاليات فهو من البديهي لايدفع شئ من جيبه والآف الدولارات تهدر من ميزانية وزارة الثقافة لمكاسب شخصية فهو يجلب من له تكتل او تجمع من ابناء الجالية العراقية ويسمعه من عسل الكلام مالم يسمعه من قبل ويوهمه بأن المركز تحت تصرفه ومسخر له من الامكانات مالا يعد ويحصى ( وهب الأمير بما لايملك )
mustafa
2012-08-09
وزارة الثقافة المحترمون يبدو ان التناحر للتربع على كرسي المسؤولية في المركز الثقافي وتحقيق المنافع الشخصية ادى الى ان يكون المسؤول الأول في المركز الثقافي العراقي في واشنطن مديره الحالي رجل لايفقه من اللغة الأنكليزية شئ في اكبر دولة في العالم وقد شجعنا لذلك حرصكم على نشر الحقائق حول المركز فنحن في الديوان العراقي في فرجينيا نسمع الكثير عن هذا المركز ومع الأسف بالذات عن ادارته الحالية حيث يدار هذا المركز في الخفاء من قبل الموظف ماجد عيدان الذي يحمل درجة امتياز في خلق الأجواء المشحونة وخلق حالة من عدم الاستقرار بين الموظفين كما نسمع من الجميع اما الطامة الكبرى فهي تسليم زمام الأمور لهذا الشخص بموافقة مديره وبعلمه وكما ذكرنا آنفا فنحن على تماس مباشر مع هذا المركز ومن خلال القراءة بين السطور نجد وللأسف الشديد عدم وجود ادارة حقيقية تقوم بواجباتها تجاه هذا المركز فضعف الأدارة على مختلف المستويات تسقط دول وليس مركز ثقافي اما فيما يخص فعاليته التي اصبحت كالاسطوانة المعادة التي سيأتي عليها زمان لتشرخ ولم تعد صالحة للأستعمال فقد مللنا هذا الروتين في فعاليته المملة والتي تبنى على توجيه الدعوات والاستقبال بكلمات الترحيب تارة بأسم معالي وزير الثقافة المحترم وتارة اخرى بأسم السيد مدير دائرة العلاقات الثقافية في الوزارة والجميع يعلم انها وسيلة لجذب افراد الجالية فيا وزارة الثقافة انتبهي لهذا الصرح العملاق الذي لايدار بصورة تبرز وجه عراق حمورابي فمن ليس له كبير يلبس عمامة ويستشير Humadi_mustafa@yahoo.com واشنطن
mustafa
2012-08-09
السادة الأفاضل في موقع براثا المحترمون يشرفني ان اكتب لموقعكم واشرح لكم ما يعانيه المركز الثقافي العراقي في واشنطن من المستوى الثقافي المتدني والطائفية البغيضة التي نخرت الجسد العراقي والتي يعاني منها الجميع فالمركز الثقافي العراقي يدار ومع الأسف الشديد من قبل شخص لايعلم بخلفيته العلمية الا الراسخون بالعلم فهو لايحب ان يناديه أحد الا بكلمة دكتور ويبدو ان الدكتور لايستطيع القاء سطر من اللغة الأنگليزية كما حدث في احدى الفعاليات لأحدى المنظمات الأمريكية واحرج كل عراقي حضر تلك الفعالية لكن تلك يبدو انها لاتصل الى مسامع وزارة الثقافة والقائمين على هذا المركز وفي الختام ارجو من موقعكم ايصال صوت الجالية العراقية في واشنطن واستغاثتها هذه الى وزارة الثقافة وتقبلوا مني كل الأحترام والتقدير مصطفى حمادي واشنطن
رزان
2010-06-14
ان وزارة كوزارة الثقافة تقودها عناصر جاهلة طائفية عشائرية عنصرية بعثية لاتبني ثقافة انما هي معاول هدم في كل شيء واولها الانسان...اما بالنسبة لوزيرها الاستاذ الدكتور ماهر الحديثي فهو رجل من اهل البادية ومن صفات اهل البادية انهم يعرفون من اين يؤكل الكتف واصطياد الغنيمة...اما بالنسبة لمفتشها العام فلا نتوقع خيرا ممن لاخير فيه علما انه متستر على اجتثاث اسماء بعثية حقيره ...ان الذين سكتوا عن قول الحقيقه خذلوا الحق..ولكن مابال ابناء عمومتك الذين اعطوا للباطل فرصه عندما تكلموا ؟
ابو سيف
2010-06-14
وهل يقاس ابن النجف الاشرف جابر في ابن الحديثه ماهر شتان ابن النجف ابن العلم والتقوى ومدينة العلم وابن حديثه ابن الماعز والغجر والكاوليه ف شتان بين المدينتين
كريم الالوسي
2010-06-14
الغيرة القاتله التي تشب بكامن الارهابي الناصبي ماهر الحديثي دفعتهم لمحاربتك وابعادك عن دورك السياسي والثقافي
ا بو عمار المدنى
2010-06-13
لا تبتئس ايها الاخ العزيز فالشجرة المثمر ة تحارب من السفلة اصحاب الانا اللذين لا هم الا انفسهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك