المقالات

لا يخافون ولا يستحون

1392 11:06:00 2010-06-10

كان المقبور " صدام " يفرض رقابة شديدة وصارمة على الكلام سواء كان هذا الكلام مقروءا او مسموعا ، بل ان الأمر قد وصل الى حد التجسس على البيوت واستخدام الأطفال لنقل ما يدور من حديث حوله وحول حكومته " الخردة " داخل اسرهم ليتخذ بعد ذلك اجراءات صارمة ضد كل من تفوه بكلمة واحدة ضده او انها تمسه وتمس سلطته ولو بشكل غير مباشر .

ولو بحثنا عن سبب هذا لأجراء الذي كان يقوم به " صدام " لو جدنا انه نابع من امرين لا ثالث لهما او كلاهما معا . فأما انه كان يخاف من الكلمة ويعتبرها سلاحا فتاكا يضر بحكمه وبسلطته الى درجة جعلته يقف كل ذلك الموقف الصارم والشديد منها ، او ان انه كان " يستحي " من الكلمة لأن اي فضيحة تكشف عن خفايا الأستهتار بالمواطن وبالوطن ستشوه صورته كبطل قومي وهذا مستبعد طبعا لأنه ابعد ما يكون عن الخجل ولا اعتقد ان له جبينا يعرق او يعرف الخجل ولكن فرض المحال ليس بمحال .

اما في زمن الديمقراطية فقد فتحت ابواب الحرية للكلمة وتعددت الفضائيات والأذاعات والمطبوعات واصبح بإمكان كل مواطن ان يقول ما يشاء وينتقد من يشاء دونما خوف من السلطة او السلطان . ومع هذا التطور الجديد والمهم في حياة المجتمع العراقي ظهر الى الواجهة جيل من المسؤولين هم اشبه ما يكون " بفايروس الأيدز " الذي يقاوم كل المضادات الحيوية ومن الصعب جدا اذا لم يكن من المستحيل علاجه . وهؤلاء المسؤولون قد تفوقوا على "ابو عداي" في جانب الخوف والخجل ، حيث نرى على شاشات التلفاز ونقرأ في الصحف النقد اللاذع لهم ولأداءهم ولتصرفاتهم المفضوحة في الأيغال بايذاء هذا الشعب وسرقة امواله واتباعهم لسياسة الضحك على الذقون وما نسمعه في الشوارع من الكلام بحقهم ما يصل في كثير من الأحيان الى حد الشتائم والأنتقاص منهم وهم بالتأكيد على علم بما يقال عنهم ومع ذلك فانهم يمرون في الشوارع بمواكبهم الضخمة ويظهرون على شاشات التلفاز وفي الصحف ويصرحون ويتحدثون بكل صلافة ووقاحة وكأن ماقيل عنهم لا يعنيهم .

فاذا كان المقبور " صدام " يخاف من الكلمة او يستحي منها او يخاف ويستحي معا فإن هؤلاء المسؤولون اثبتوا للعالم كله انهم " لا يخافون ولا يستحون "      

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حازم
2010-06-10
هذا كريم وحيد ووكيله ينطبق عليهم هذا التوصيف كهرباء ماكو وسرقة ملايين الدولارات لا بل المليارات ويظهر على الشاشة ويتكلم بثقة يوم امس قرات ما كتبه احد القراء في تعليق تحت عنوان موظف في الكهرباء يتحدث عن فساد اداري في المديرية العامة لنقل الطاقة الكهربائية لصاحبها صادق حسين فساد من نوع غريب ويقول هذا غيض من فيض والله هذا الموضوع لو مطروح في دارفور او في اضعف نظام في الدنيا لسارعوا للتحقق وكشف ملابساته لكن في العراق ولا واحد ايجبله طاري مبروك سيد المدير العام العب بيه انت وولدك اذا الكلام صحيح
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك