كان المقبور " صدام " يفرض رقابة شديدة وصارمة على الكلام سواء كان هذا الكلام مقروءا او مسموعا ، بل ان الأمر قد وصل الى حد التجسس على البيوت واستخدام الأطفال لنقل ما يدور من حديث حوله وحول حكومته " الخردة " داخل اسرهم ليتخذ بعد ذلك اجراءات صارمة ضد كل من تفوه بكلمة واحدة ضده او انها تمسه وتمس سلطته ولو بشكل غير مباشر .
ولو بحثنا عن سبب هذا لأجراء الذي كان يقوم به " صدام " لو جدنا انه نابع من امرين لا ثالث لهما او كلاهما معا . فأما انه كان يخاف من الكلمة ويعتبرها سلاحا فتاكا يضر بحكمه وبسلطته الى درجة جعلته يقف كل ذلك الموقف الصارم والشديد منها ، او ان انه كان " يستحي " من الكلمة لأن اي فضيحة تكشف عن خفايا الأستهتار بالمواطن وبالوطن ستشوه صورته كبطل قومي وهذا مستبعد طبعا لأنه ابعد ما يكون عن الخجل ولا اعتقد ان له جبينا يعرق او يعرف الخجل ولكن فرض المحال ليس بمحال .
اما في زمن الديمقراطية فقد فتحت ابواب الحرية للكلمة وتعددت الفضائيات والأذاعات والمطبوعات واصبح بإمكان كل مواطن ان يقول ما يشاء وينتقد من يشاء دونما خوف من السلطة او السلطان . ومع هذا التطور الجديد والمهم في حياة المجتمع العراقي ظهر الى الواجهة جيل من المسؤولين هم اشبه ما يكون " بفايروس الأيدز " الذي يقاوم كل المضادات الحيوية ومن الصعب جدا اذا لم يكن من المستحيل علاجه . وهؤلاء المسؤولون قد تفوقوا على "ابو عداي" في جانب الخوف والخجل ، حيث نرى على شاشات التلفاز ونقرأ في الصحف النقد اللاذع لهم ولأداءهم ولتصرفاتهم المفضوحة في الأيغال بايذاء هذا الشعب وسرقة امواله واتباعهم لسياسة الضحك على الذقون وما نسمعه في الشوارع من الكلام بحقهم ما يصل في كثير من الأحيان الى حد الشتائم والأنتقاص منهم وهم بالتأكيد على علم بما يقال عنهم ومع ذلك فانهم يمرون في الشوارع بمواكبهم الضخمة ويظهرون على شاشات التلفاز وفي الصحف ويصرحون ويتحدثون بكل صلافة ووقاحة وكأن ماقيل عنهم لا يعنيهم .
فاذا كان المقبور " صدام " يخاف من الكلمة او يستحي منها او يخاف ويستحي معا فإن هؤلاء المسؤولون اثبتوا للعالم كله انهم " لا يخافون ولا يستحون "
https://telegram.me/buratha