اكرم المبرقع
قد يقال ان الانتظار والتأني هو من مرتكزات الحكمة والفلاح وان التسرع والعجلة من سمات الانفعال والارتجال.اذا كان ذلك صحيحاً فانما يصح في القضايا التي لا تتصل اهميتها بالظرف والزمان او يتوقف عليها مصير شعبنا وتجربته الجديدة فان الحكومة هي من البر وخير البر عاجله وان التأخير مهما كان فهو خلاف السياق الصحيح والا لما سمي تأخيراً فان اطلاق لفظة تأخير انما تستبنطن خللاً واضحاً في سياق اداء الاشياء بكل انواعها وانماطها.وتشتد خطورة التأخير بحسب متعلقه خاصة اذا كان المتعلق هو الحكومة وما يترتب عليها من نتائج ايجابية واشارات وثمرات تحقق مطالب شعبنا الذي سيمر على يوم مشاركته الانتخابية ثلاثة اشهر وهي فترة طويلة تؤثر على وضع الحكومة وما تقدمه من برامج ومناهج ومشاريع وان التأخير سيضر بثقة شعبنا بتجربته وشعوره بالاحباط والقلق وهو ما يحقق لاعدائنا فرصة التشهير بهذه التجربة الرائدة التي ترتكز في الواقع العراقي بشكل فاعل.ان منح الفرصة لاعدائنا واثبات رؤية مشوشة على المشروع الديمقراطي في العراق مفسدة لا تقل خطورتها عن خطورة الارهاب والتكفير.ومن هنا فان المسؤولية تقع على عاتق القادة العراقيين وخاصة القوائم والكتل الفائزة والمسؤولة عن تشكيل الحكومة والترفع عن عقدة الشخص والانانية الحزبية والارتقاء بمستوى الوعي الجماهيري الفاعل.ان المصادقة على الانتخابات سحب البساط امام اصحاب التبرير والتأخير والمستفيدين من التأخير والبقاء لفترة اطول وليس ثمة مبرر امام الجميع للمماطلة والتسويف او الاختلاف على قضايا لا تبدو محل جدل في المسيرة العراقية وليسرع الجميع في بلورة رؤية للتحالفات السياسية وتحقيق القدر المتيقن لتشكيل الحكومة وهو تحالف يفوق 163 مقعداً لاحقية تشكيل الحكومة ولابد ان يكون المرشح موضع وفاق للجميع ولو بشكل اجمالي.
https://telegram.me/buratha