ميثم المبرقع
قد يقال بان تعدد المرشحين لموقع رئاسة الوزراء يوحي بوجود اختلافات داخل الكتلة هذه او تلك وهو رسالة خاطئة تكشف عن عدم الاتفاق على مرشح واحد وان ان وحدة الخيار لا تؤدي الى الحيرة والتردد في الاختيار، وقد تجنبنا وحدة الخيارات الكثير من الازمات والاختلافات والنزاعات الناتجة عن تعدد الخيارات ولكن هذه الميزة تكاد تكون عيباً او تستبطن خللاً في ذات الوقت فان احتمالية النزاعات على مستوى اوسع من الخلافات بين القادة السياسيين فقد تشمل هذه النزاعات الناتجة عن وحدة الخيارات وغياب البديل الى نزاعات واسعة على مستوى الشعب ووحدته خاصة الشعوب ذات التعددية الدينية والمذهبية والعرقية فهي الاكثر تعلقاً بتعدد الخيارات التي تحقق لها طموحاتها وتبدد مخاوفها من التهميش والاقصاء.ان هذا النمط من التفكير الاحادي ورفض تعدد المرشحين يضعنا امام مخاطر اكبر خاصة نحن في نظام برلماني وليس نظام يرشح فيه الرئيس مدى الحياة بل ينتخب لدورة واحدة او دورتين ثم يغادر هذا الموقع.وهذه الفكرة (وحدة المرشح) اذا كانت صحيحة فهي تصح على مستوى الحزب الواحد الذي يتفق احياناً على قائد واحد بينما موقع كموقع رئاسة الوزراء فهو لا يعني تمثيلاً لحزب واحد او طائفة محددة او جهة معينة بل يعني تمثيل العراق كله وان تعدد المرشحين يعطي فرصة اكبر لاختيار الافضل وطمأنة الشريك الاخر الذي لا يمكن تغافله او تجاهله في عراق اتحادي غادر الاستبداد والانفراد والاضطهاد ولن يحكم الا من خلال الجميع دون استئثار للقرار او احتكار للحكم وهي ما يعني ان العراق يتجه باتجاه البناء الصحيح وبناء دولة المؤسسات.
https://telegram.me/buratha