عمار العامري
أن المشروع الوطني العراقي لم يكن نتاج ظرف معين أو هو محصلة جهد أحادي لجهة محددة أنما هو حالة تراكمية لمجموعة ظروف إذا ما توغلنا في عشرات القرون من التاريخ ويمكن القول أنها نتاج لظروف العراق المعاصر منذ ثورة العشرين وما اتبعها وهي محصلة دماء أبناء الشعب العراقي على مختلف التوجهات والانتماءات العرقية والاثنية والإيديولوجية وكما ان التغيير الذي حدث في العراق بعد الاجتياح العسكري للبلد عام 2003 لم يكن حالة استثنائية أو رغبة أمريكية بدخول العراق أنما جاء نتيجة للدماء التي امتزجت مع الجهود والتضحيات والحركة المكوكية للمعارضة العراقية بكل توجهاتها وان اعتبار ما حدث هو لطف خارجي على العراق يعتبر هراء أو استثار فئة مقابل بقية أبناء الشعب العراقي ويعتبر سرقة لجهود الباقين أي كما حدث بعد ثورة العشرين عند تأسيس الحكم الوطني فان الثورة لم تكن وليدة ظرف معين أو تفكير وجهود جهة معينة أنما كانت هناك أوضاع دعت الجميع للتفكير بمخرج أو إيجاد الحلول المناسبة للنهوض بالواقع العراقي ولذلك فان جهود المرجعية الدينية والعشائر العراقية والحركة الوطنية متمثلة بالمثقفين في مدن العراقية كان نتاجها الثورة العراقية الكبرى التي أجبرت المحتل بقبول فكرة الحكم الوطني ألا أن ثقافة وحدود الرؤيا السياسية للفئة المتنفذة آنذاك هي من أوصلت عبد الرحمن النقيب ليصبح رئيس أول حكومة عراقية مع انه لم يكن له أي دور في الثورة ألا أن السياسة لعبت دورها.أن ما يحدث اليوم في العراق من ظروف تشابه إلى حد معين ما حدث بعد الثورة العراقية التي أتت بالنقيب رئيسا للوزراء فان استثار أي جهة وهيمنتها على الأوضاع في العراق تعتبر سرقة لجهود كل الذي ساهموا في بناء الوضع السياسي الجديد أو ما يطلق عليه (العراق الجديد) فان الشعب العراقي ورغم الوعي السياسي الموجود ألا انه لم يعي التجربة ولم يستفيد من التاريخ وما أكرره دائما هو ((أن الذين حاربوا الإمام الحسين في كربلاء عام 61هـ كانوا مسلمين ويمارسون جميع الشعائر الدينية ألا أنهم لم يمتلكوا أي وعي سياسي اتجاه سياسة بني سفيان وممارساتهم لكسب المعركة سياسيا لذلك انطلت عليهم خديعة الرافضية كذلك واقعة رفع المصاحف التي يؤكد التاريخ أن معسكر الإمام علي كان جله من المواظبين على قراءة القران والتمسك بالشعائر الإسلامية ألا أن بني سفيان لعبوا المعركة بالدهاء والمكر وكسبوها)) ولكن لا اعتقد أن الشعب العراقي وبعد أربعة عشر قرن باقي على نفس حالة التفكير السياسي التي تجعله غير قادر على التمييز والتشخيص من هو الأحسن والأفضل في الحفاظ على هيبة الإسلام وتحقيق مصالحه فالمشروع الوطني في العراق يحتاج على تمعن كبير من قبل الجميع لدرايتي بان اغلب العراقيون أصبحوا ذو خبرة كافية بالشؤون السياسية ولديهم من التجارب خلال السنوات الماضية ما يجعلهم أكثر وضوح في المطالبة بحقوقهم واختيار من هو صاحب التضحيات والجهود ويمتلك مشروع سياسيا واقعيا مبني على الأسس المتينة التي تنهض بالواقع العراقي والذي لم يلتمس منه المواطن أي نتيجة وقد ينذر البقاء على هذا الحال للحاجة لثورة عراقية كبرى أو تغيير للواقع بشكل كامل لترجع الأمور إلى النصاب الأول ألا أن التماسك وترك الشعارات الكاذبة التي تجر البلاد إلى وضع مأساوي هو الخيار الأفضل في تبني ودعم الجهة السياسية التي أصبحت دائرة للحراك السياسي من خلال طرحها للبرامج السياسية وجمعها لكافة الجهات بدون إقصاء والساعية إلى توحيد الخطاب السياسي عبر جمع الفرقاء على طاولة مستديرة ولم تسعى إلى ما يسعى له بعض الشركاء خلف الستار أو ما يفعله البعض من تطبيق لسياسة فرق تسد والتي لا يجني منها العراق ألا التأخير والنفع لأصحاب المصالح الضيقة والغايات الحزبية.
https://telegram.me/buratha