سعد البصري
لا يخفى على المطلعين على تأريخ ثورة الإمام الخميني ( قدس) ان أهم الأسس الفكرية والآراء السياسية للإمام الخميني تتضمن ثلاث محاور وهي ( عدم الفصل بين الدين والسياسة ولزوم السعي من اجل إقامة حكومة إسلامية واصل ولاية الفقيه على انه السبيل الوحيد لمشروعية الحكومة في عصر الغيبة ) وقد اعتمدت الثورة في إيران التي قادها بنجاح منقطع النظير الإمام السيد روح الله الخميني ( قدس ) على هذه الأسس الثلاث . ان ثبات النظام الإسلامي وبقاءه امام كل الحوادث والمؤامرات التي حيكت ضد الثورة الإسلامية وبقاءه واتساعه يعود بالدرجة الأساس إلى إيمان غالبية المجتمع الإسلامي بهذه الأسس .كما ان الإمام الخميني ( قدس ) لم ينهج إشاعة هذه الأسس وتعميقها في المعتقدات الدينية كأسلوب يحصل من خلاله على المكاسب السياسية بل انه قد اثبت صحة هذه الأسس وصدقها بوصفه عالما إسلاميا له آراءه بالفلسفة والعرفان والتفسير والمعارف الدينية الأخرى كونه فقيها ومجتهدا بصيرا بالكتاب والسنة ، لقد كان انتصار الثورة الإسلامية في إيران حادثة مهمة ومحيرة للعالم في قرننا الحالي ..؟ وكان لها دورها المؤثر في القضايا السياسية العالمية والمنطقة ومصدرا لتغييرات لا يمكن التنبؤ بها . فقد كانت المعطيات التي أفرزتها الثورة الإسلامية الأكثر إثارة في العالم باعتراف السياسيين من أي حدث شهده العالم خلال ستين سنة الماضية إذ أنها أبطلت أراء وتوقعات وتحليلات المراقبين السياسيين . لقد كانت مواقف الإمام الخميني تجاه العراق خلال الحرب التي زج فيها الطاغية صدام ومن خلفه من العملاء العرب ومن يدعمهم من قوى الاستكبار العالمي التي كانت مذهولة لما تحقق في إيران من نجاح للثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني والتي أطاحت بواحدة من اكبر القوى التي كانت أداة بيد أمريكا وعملائها الا وهو نظام الشاه محمد رضا بهلوي , فكانت مواقف الإمام الخميني ( قدس ) مع شعب العراق عكس ما كان للنظام البائد من مواقف ضد شعب إيران ..! فقد دعا الإمام الخميني في أكثر من مناسبة إلى عدم ضرب المدن العراقية الآهلة بالسكان المدنيين لان ذلك يتنافى مع ما جاءت به الشريعة السمحاء . لذلك فأن الإمام الخميني ( قدس ) كان بحق امة في رجل فقد استطاع ان يقيم حكومة إسلامية في زمن كانت القوى الطاغية في العالم تعتبر نفسها هي المسيطر الوحيد على مقدرات الشعوب . وأخيرا فهذا ما جاء في وصية الإمام الخميني ( قدس ) إلى شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ( قدس ) إذ يقول في نهاية الوصية : ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .. حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم ودعائي لكم وللشعب العراقي المظلوم واخص منه المؤمنين والمخلصين لأصحاب الدين وسلامي لكل المجاهدين والأبطال في داخل العراق الذين يواجهون وبكل شجاعة أعداء الدين والإنسانية وهم أصحاب الفضل علينا جميعا وما النصر الا من عند الله العزيز الجبار .
https://telegram.me/buratha