عاصف الزاغنجي
أهل الزيتوني يتسلقون من جديد!!
كنت أعيش في قرية في محافظة ديالى تدعى زاغنية الصغيرة كنت أشاهد في بداية السبعينيات من القرن الماضي القرية كيف كان حزب البعث اللعين يعمل على فرض رؤيته وكيف بدا ينكل بالحركات والأحزاب والشخصيات التي لا تنتهج نهجه . لا زلت أتذكر كيف كانت تقام الشعائر الحسينية في بداية السبعينيات وكيف السلطة الخبيثة تنتهج أسلوب ماكر وظالم في محاربة تلك الشعائر. وكانت أحدى العوائل في القرية تتحرك بقوة في تلك المناسبات الدينية ليس طمعا بالأجر وإنما طمعا بالواجهة والمكاسب الدنيوية. كان أفراد هذه العائلة يجيدون الكلام المعسول ويجيدون التملق وكانوا لديهم أسلوب عجيب باستقطاب الناس خصوصا من لا يعرفهم.. وكانوا مع الريح حيثما تدور يدور . ففي السبعينات تسلقوا سلم البعث ورفعوا شعاراته..وكانوا يتحدثون لغة صعبة على الناس ويلبسون الزيتوني طوال عقدين من الزمن وبشكل متواصل وكانوا يجيدون الكذب والتملق للحكومة البعثية القذرة. وكانت سيطرات البعث في قريتنا والمنطقة هم من يشرف عليها . ومن هذه الأمور الكثير الكثير. وعندما قام نظام البعث بمنع أقامة الشعائر الحسينية. كانوا هم الأبواق الإعلامية التي تهتف وتصيح بان الشعائر الحسينية بدع وظلال. والناس لا تستطيع أن تفعل شيء. وكانوا يهتفون بشدة للبعث وصدام . لكن في عام 1991 كان صدام على وشك السقوط عندما سقطت 14 محافظة بأيدي المعارضة الشعبية العفوية بعد حرب الكويت . وكان هناك تصور بان حكومة البعث ستسقط .. هنا قام هذه العائلة بإلكلام المعتدل في القرية يصفون صدام بأنه مقصرا ومجرم. لكي يعلنوا عن صفحة جديدة بلون جديد . لكن صدام لم يسقط حينها وشاءت الأقدار أن يبقى جاثم على صدر الشعب ويسحق بقسوة وهمجية شديدة المعارضة الشعبية . وعندما تيقنوا بان صدام لن يسقط لبسوا الزيتوني مرة ثانية وتحركوا بسرعة لغرض الحصول على مكاسب ولاء جديدة من طاغوت الظلم المجرم صدام وبقوا على هذه الحال الى أخر يوم لسقوط هبل بغداد. وان احد أبناء هذه العائلة كان نصابا وسارقا فقد كان متحدث لبق جدل ويخدع أي إنسان يصادفه ولا يعرفه. ويخدع النساء ويسرق أموالهن ويغش حتى أصدقائه وسرق أمولا كثيرة. عمل بالنصب والاحتيال . مما أدى به الى أن يعتقل ويذهب للسجن . وبقى في السجن فترة من الزمن وتفجاءنا بأنه خرج من السجن رغم جرائمه الكثيرة. حيث انه قام وهو في السجن برسم صور المجرم صدام بدمه. مما جعل الطاغية المقبور يصدر عفوا بحقه. وقام بإقامة معرض لصور صدام المرسومة بدمه. المهم خرج هذا الشخص النصاب المتلون من السجن . رايته في القرية أحدى المرات وبدا يتحدث لي ويقول لي انه يعمل وينفذ عمليات مخابراتيه واخبرني بأنه يذهب كصحفي وأعلامي لمؤتمرات المعارضة في إيران وأوربا وبيروت لينفذ عمليات ويصور المعارضين . كان يدخل الى إيران عن طريق كردستان. كنت اسمع كلامه وأتمنى أن ينكشف أمره للمعارضة العراقية. لأنه كان يدخل أليهم ويقترب منهم وينفذ العمليات القذرة. لا نتهمه لكن هذا هو كلامه ليس لدينا وثائق على أفعاله في تصوير المعارضة وتنفيذ عمليات تصفيه لهم.. لكننا نعرف تاريخه وتاريخ أسرته. عام 2003 كانت في قريتي هناك سيطرات للبعثيون وكان أخوان وعائلة هذا الشخص من الأساسين في ادارة هذه السيطرات . وهم يلبسون الزيتوني ويقفون بكل أسلحتهم . في يوم 9نيسان كنت الساعة تقريبا الرابعة عصرا كنت أشاهد قناة العالم الفضائية وكيف تم إسقاط الصنم في ساحة الفردوس وعندها ذكر المذيع وذكرت الإنباء بان بغداد سقطت وقالوا بان هناك اتفاقية استسلام وافق عليها صدام وانتهت الحرب. وفرحت جدا عندما شاهدت الناس في بغداد فرحين بسقوط الصنم. خرجت فرحا في القرية لأبشر أهل القرية بذلك. فعلا وجدت احد أقاربي قرب أحدى المدارس وقلت له ابشر لقد سقط صدام أخبرته بان يخبر الذين في المدرسة بذلك لكي يرجعوا الى بيوتهم . وتركته وسرت في طريقي الى أصدقائي لأبشرهم بالخبر . وكنت أشاهد البعثيون في المدرسة كيف لم يصمدوا أمام الخبر سوى دقائق الكل هربوا الى بيوتهم . لكن خبر استسلام صدام لم يكن صحيحا وكان الصحيح هو هروبه. وفي نفس اليوم خرجت ليلا لألتقي أصدقائي ونتبادل الحديث فإذا بأحد البعثيين (من هذه العائلة) ينادي احدهم ويقول له تعال لأتكلم معك فأخذه بعيدا عنا وقال له صدام لم يسقط قال له البس عسكري وتعال معي للمدرسة حتى نقيم السيطرة . فرد عليه وقال اذهب وانأ سآتي بعدك ليصرفه. فذهب البعثي ولم يذهب صديقي خلفه. في الصباح أيقنوا أن صدام انتهى فرأينا الذين كانوا يلبسون الزيتوني بالدشاديش وديعين يجلسون قرب بيوتهم .. وبدلوا أثوابهم وألوانهم بسرعة. بعد السقوط بفترة بسيطة أحيا العراقيون مراسم أربعينية الإمام الحسين .. فقاموا بعض افرد هذه العائلة بالتوجه الى مدينة المشتل في بغداد وتهيئة موكب حسيني كبير للذهاب الى كربلاء(وهم من كانوا يروجون الى أن هذه المراسم على انها من البدع في زمن المجرم صدام) المهم اسلوبهم اللبق بالكلام جعل الناس يصدقونهم مرة ثانية خصوصا من لا يعرفهم. والشخص الذي رسم صورة صدام بالدم دخل العراق مع شخصية وطنية معروفة وهو احمد الجلبي. وحاولوا أن يلبسوا ثوب الدين لغرض الوصول للسلطة مرة ثانية. منهم من بقى في ديالى ومنهم من استقر في المشتل في بغداد . لكن ظروف محافظة ديالى وسيطرة القاعدة على ديالى جعلتهم ينقسمون الى مجاميع من يعيش في ديالى توجه الى صالح المطلك وأصبح من جماعته خصوصا وصالح المطلك تأتيه مليارات الدولارات من السعودية. وأصبح احد افرد هذه العائلة من القياديين المقربين من صالح المطلك . وبينما أنا أشاهد أحدى المرات التلفزيون شاهدته يتحدث ويقال له الدكتور فلان وتعجبت لذلك فهو لم يكمل الإعدادية حتى فمتى أصبح دكتور. واشترى له صالح المطلك منزل كبيرا في زيونة ليقيم فيه ويعمل لحزبه . قبل فترة بسيطة قرات صدفة أحدى المجلات على ما أظن مجلة الشبكة وإذا بي أقرا عن احدهم... وهو الشخص الذي رسم صورة صدام بالدم... وقد أصبح رئيس تحرير لمجلة عراقية... واللقاء الصحفي معه وهو يقول انه دخل السجون السياسية لصدام!!!!!!!!!!!! وهو لم يدخل السجن ألا لأنه سارق أدين بقضايا نصب واحتيال كثيرة والشهود على ذلك كثيرون. وكتب يقول بأنه كان مناضلا وانه في السجن أقام معرض كاريكاتير يدين فيه معاملة السجناء من قبل النظام البعثي وقال بأنه بعدها حجز 3اشهر في حجز الإعدام ثم اعفي عنه. فهل هذا معقول هل معقول في زمن الظلم يتحدث شخص ويرسم ضد الطاغية ويخرج سالما. الحقيقة هي انه أقام معرض لصور صدام ورسم 28 صورة لصدام بالدم وقال انه رسم صور لصدام بدمه. وطبعا هذا الحدث ليس ادعاء وإنما حقيقة نشرت في الصحف العراقية في زمن الطاغية. وعلى اثر ذلك تم أطلاق صراحه وإعفائه من كل جرائم النصب التي أدين بها.. هذا شيء بسيط مما حدث وشيء بسيط مما أتذكر وشيء بسيط مما يدور الآن ولا اعرف هل يوجد أكثر من ذلك هذا ما حصل في قريتي. وأكيد توجد مئات القرى حصل فيها مثل هذا ولربما أكثر بكثير . منافقون يلبسون ثوب النزاهة اليوم يلبسون ثوب الدين يلبسون ثوب العفة. على الحكومة أن تسن قانون لذلك لتمنع الألم المعنوي للإنسان العراقي الشريف. على الحكومة والبرلمان أن يشرعوا القوانين التي تمنع تسلق المنافقين مرة ثانية بدلا من محاسبتهم يتم تسليمهم المناصب ليؤذوا الشعب مرة ثانية. كانت الواسطات لا تتم ألا عن طريقهم بزمن صدام واليوم أيضا الواسطات تتم عن طريقهم . أما الإنسان العفيف النظيف مستبعد جدا لأنه عفيفة يرفض أن ينحني للبشر ولا ينحني ألا لله. العدالة العدالة العدالة هل لها معنى على من يسعى للوصول الى السلطة؟ على الوطنيين الشرفاء أن ينتبهوا الى أن الوطنية تنتهك . باسم الغباء لمتسلطي الغفلة. لم نذكر اسما محددا لكن من يذهب لقرية ((زاغنية الصغيرة)) ويسال أهلها عن هذه المعلومات سيعطونها أكثر منها وسيخبرونه عن أسماء هذه العائلة المتلونة. وبالتأكيد يوجد اليوم مئات أن لم نقل آلاف المتسلقين المتلونين مثل هؤلاء. من اجل العراق ننير مصباحا للهدى. فمن لديه معلومة عن سوء اكثر ليتكلم من لديه معلومة مشابه ليتحدث وينير مصباح اخر في عتمة ظلام الديمقراطية الجديدة..كلا كلا لقذورات التلون كلا كلا للماضي الاسود المتسلق على اكتاف الرعونة كلا كلا للسوء .نعم للنور للصدق للشفاء نعم للعراق. الابي.
https://telegram.me/buratha