د. ناهدة التميمي
نفتقر في الوطن العربي من المحيط الى الخليج الى زعامة مثل زعامة اردوغان ..هذا الرجل تبنى طروحات شعبه ودافع عنها واستقتل في سبيلها فالتفت الناس حوله وجعلت منه بطلا واصبح بصيص امل حتى للشعوب العربية المقهورة التي اصبحت ترفع صوره في كل نازلة وخطب يلم بها ولاترفع اي صورة لاي رئيس عربي لانهم يائسون منهم تماما ..قادتنا وبلا استثناء ماعدا الشيخ حسن نصر الله متخاذلون متهافتون على السلطة, حتى في معاركهم لهم حساباتهم الخاصة .. لهم جنود وترسانات ولكن لقهر شعوبهم...ليس هناك قيادات يُعوّل عليها في الوطن العربي كما ان الشارع العربي نفسه لايتحرك بمستوى الاحداث لانه مازال مكبلا .. كم دولة عربية خرج فيها الشارع غاضبا وقصد القنصليات او السفارات الاسرائيلية والامريكية كما حدث في تركيا .. الجواب لايوجد .. عجبت من هكذا امة تخرج لخلاف كروي بين مصر والجزائر فتكسِّر وتزمجر وتحرق وتتوعد وتخرب وتقتل حتى امن الدولتين تدخل ودخل في معارك جانبية اعلامية وامنية لحدث تافه, ولكن قصف سفن سلمية تحمل الطعام والمؤونة لاخوة لهم ولتكسر الحصار عن شعب مدمر لايحرك فيهم نخوة او ضمير ..قد يقول قائل ولكن تركيا تحتفظ بعلاقات ستراتيجية مع اسرائيل وتقيم معها المناورات العسكرية وتؤمن بالسلام الستراتيجي معها .. هذا صحيح فاردوغان اصلا ورث هذه العلاقات وهذا الارث الثقيل.. ولكنه يتفاوض ويتحرك ويتكلم ويصرح ويتصرف من منطق القوة والتكافؤ.. وقد استقبله شعبه استقبال الابطال والفاتحين عندما ترك مناظرة بينه وبين شمعون بيريزعلى الفضائيات العالمية وقد حاججه بقوة ومنطق وصراحة فيما يخص التعسف الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني بما لايجرؤ عليه اكبشهم من زعمائنا العرب .. وعندما يثور شعبه ويرعد ويزبد يطلق له العنان ليقول قولته ويتحرك نحو السفارات الاسرائيلية والامريكية دون ترهيب او قمع فاحبه الناس ووجدوا فيه ضالتهم.. كما ان اكثر المتطوعين لاسطول الحرية كانوا من الاتراك فكانوا 400 من اصل 500 على متنه ليعكس الجو السائد في تركيا من حرية التعبير .. ففي حين فُرِضت هذه العلاقات على اردوغان ارثا وكذلك ارضاءا لتيار علماني متشدد في تركيا يرى في علاقاته مع اسرائيل وامريكا مصلحة كبرى .. ذهب العرب بانفسهم ورغبتهم ليعرضوا خدماتهم على اسرائيل ويقيموا العلاقات معها طوعا ودون ادنى مقابل.. نحن لم نضرب مثلا باورتيكا رئيس نيكاراغوا الذي اتخذ قرارا شجاعا بقطع العلاقات مع اسرائيل بعد مجزرة الاسطول ولا شافيز رئيس فنزويلا الذي دعا الى محاكمة المسؤولين الاسرائليين كمجرمي حرب ولم نضرب مثلا بنجاد الذي يمضي بكل اصرار في الدفاع عن حق بلده في امتلاك ناصية التكنولوجيا النووية مهما حاولوا ترهيبه لانه يتصرف من باب : لاعدل الا ان تعادلت القوى .... وتصادم الارهاب بالارهاب وهو مايسبب كل هذا الغضب العالمي والعربي عليه لانه قال لا ولن نتخلى عن حقنا في امتلاك التكنولوجيا النوووية .. نحن نضرب مثلا باردوغان لانه ايضا يؤمن بعلاقات جيدة مع اسرائيل وامريكا كما هم الحكام العرب مع الفارق ان الاول يفاوض من منطق القوة والعرب يتفاوضون مع اسرائيل القوية وهم مُعْتّلون حتى قدموا كل مايستطيعون تقديمه من تنازلات فلم يبق شيء لديهم ليتنازلوا عنه الا ورقة التوت .. والمنطق على مر الدهور يقول لابد من بعض التشدد لاحداث نوع من التوازن وابقاء اوراق ضغط يمكن الاستفادة منها عند اللزوم ..قد يقول قائل ولكن العرب تخلوا عن غزة واهلها لانهم لايريدون حكما دينيا متشددا في هذه المنطقة المهمة من العالم والتي فيها اسرائيل وامنها العزيز على قلب امريكا واوربا .. عجبا لهذا المنطق ففي اسرائيل ذاتها يحكم اقصى الناس تطرفا وايغالا في التعصب ممن يطلق عليهم الصقور مثل نتنياهو ووزير خارجيتهم فهل يملك العرب ان يقولوا نحن معترضون على قياداتكم المتطرفة ونريد ازاحتها .. فلماذا هم يطالبون بازاحة حماس وقد جاءت عبر صناديق الاقتراع الحر.. ذلك لانهم اقوياء ولاننا نفاوض ونحن على اعتلال.. حسني مبارك يغلق المعابر ليحمي امن اسرائيل ويفتحها لحسابات .. فحين فتح معبر غزة لايام خرجت بعض قيادات حماس لمصر وعادت وعند العودة الى المعبر القت مصر القبض عليهم وبعد سجنهم واستجوابهم .. هرع عمرو سليمان لمقابلة نتنياهو .. وهذه اول مرة تحصل في تاريخ العلاقات الديبلوماسية ان يقابل رئيس مخابرات رسميا رئيس دولة اخرى .. طبعا والقصد هنا هو تسليم نتنياهو نتائج التحقيقات مع قيادات حماس الذين القت المخابرات المصرية القبض عليهم فحصلت على معلومات مهمة بشان اعدادهم, تنظيماتهم, تحركهم, تمويلهم وتسليحهم واشياء اخرى فسارع رئيس المخابرات المصرية ليضعها بين يدي نتنياهو ..اذن لاامل في هذه القيادات المنبطحة يطؤوها لالاقدام الاسرائيلية والامريكية من شدة عمالتها .. قيادات لاهم لها سوى الفرهدة وتامين أُسَرِها في الداخل والخارج فهل ننتظر منهم خيرا ام نثور ..
https://telegram.me/buratha