احمد عبد الرحمن
لايختلف العنف والارهاب والعدوان من حيث الجوهر والمضمون، سواء وقع في العراق او في فلسطين او في لبنان او في أي بلد اخر، عربيا كان ام اجنبيا.فالعنف والارهاب والعدوان الذي يتنافى مع مواثيق حقوق الانسان والاعراف والقوانين الدولية، ويستهدف ارواح المدنيين الابرياء العزل واصحاب المواقف والتوجهات المختلفة الذي يعبرون عن مواقفهم وتوجهاتهم بصورة سلمية، مرفوض بكل المقاييس والاعتبارات.ومافعله الكيان الاسرائيلي ضد اسطول الحرية المحمل بمساعدات لاهالي قطاع غزة المحاصر منذ حوالي عامين يندرج ضمن خانة الارهاب والعدوان المرفوض رفضا قاطعا.فاللجوء الى اساليب الحصار والتجويع التي اتبعتها اسرائيل ضد الفسطينيين من اهالي غزة تعبر في واقع الامر عن نهج بعيد كل البعد عن الاعتبارات الاخلاقية والانسانية والقانونية، والتصدي للمساندين والداعمين لاهالي غزة عبر استخدام مختلف الاسلحة وتنفيذ مجزرة دموية مروعة يعد اجراما وارهابا بكل معنى الكلمة.لاسيما وان الضحايا يحملون جنسيات مختلفة، ولم تكن لديهم اجندات سياسية معينة معلن عنها، بل انطلقوا من اعتبارات وضرورات انسانية ملحة املتها ظروف الحصار المفروض على قطاع غزة الذي خلف اوضاعا انسانية مؤلمة للغاية.ان رفض واستهجان واستنكار ما اقدمت عليه اسرائيل، يمثل الموقف الصحيح والصائب والموضوعي الذي يحتم على كافة الاطراف الدولية والاقليمية والعربية والاسلامية تبنيه، واتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بوضع حد للعدوان الاسرائيلي، واي عدوان وارهاب اخر يستهدف المدنيين الابرياء.ولعل اعلان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ادانته واستنكاره لمجرزة اسطول الحرية انما يعكس شعورا وادراكا حقيقيا وعميقا بأهمية اتخاذ وتبني المواقف الصحيحة والمبدئية لنصرة المظلومين في أي مكان من العالم، بصرف النظر عن اية خلفيات او تراكمات سابقة، او مواقف خاطئة حيال العراق، ربما انطلقت من تقديرات بعيدة عن الموضوعية والواقع.المطلوب اليوم من كل الخيرين والشرفاء والمدافعين عن حقوق الانسان الوقوف بحزم وشجاعة وجرءاة ضد كل من يستخف ويستهين بأرواح البشر ودماءهم وكراماتهم، وضد كل من يحاول اخضاع الاخر له عبر منطق العنف والارهاب والترويع
https://telegram.me/buratha