-------- عبد الحمزة الخزاعي
سجلت فترة الاسابيع او الشهور القليلة الماضية ارتفاعا ملحوظا في نسبة الجريمة المنظمة في الشارع العراقي-القتل والاختطاف والنهب والسرقة-لاسباب ودوافع بعضها سياسية وبعضها الاخر مادية.هذا الكلام لانقوله نحن البعدين عن مصادر القرار، ولكن اكدته مصادر حكومية رسمية مؤخرا حينما اعلنت ان عدد الضحايا في شهر ايار الماضي ارتفع مقارنة بشهر نيسان الماضي.وهذا الارتفاع المؤسف يؤشر الى واقع سيء وسلبي ويثير في النفوس مخاوف حقيقة خصوصا وانه يأتي في ظل وضع سياسي خطير جدا. تعكسه بصورة واضحة الىابعد الحدود الصراعات السياسية بين بعض الفرقاء في الساحة العراقية على منصب رئاسة الوزراء، ذلك المنصب الذي بات يسيل لعاب الكثيرون له لما يحوي من صلاحيات واسعة تجعل من يحتله ذو سطوة وتأثير كبيرين.يمكن ان يكون هذا هو الجانب الظاهر في امر ارتفاع معدلات الجريمة المنظمة، بالمناسبة وصلت الامور الى ان طالبا جامعيا يدخل على استاذه وهو يحملا مسدسا مزودا بكاتم صوت ويرديه قتيلا في مكتبه بكل هدوء دون ان يشعر احد، ويحصل شيء مشابه مع ضابط في الجيش ومع موظف حكومي كبير ومع صاحب محل او اصحاب محلات.تعرفون ياسادتي الكرام ان هناك احصائيات في وزارة الداخلية تشير-بل تؤكد ان اعداد منتسبي الوزارة من ضباط ومراتب اجهزة الامن والمخابرات والاستخبارات وما يسمى بفدائيي صدام اصبحت مهولة، حتى بات البعض يتخوف من حصول انقلاب عسكري، واخرين يتهكمون بالقول ان وزير الداخلية سيجد نفسه في صباح يوم من الايام نائما في مكان مجهول لايعرف كيف وصل اليه ومن اوصله اليه!!!.وفي مقابل هذا الامر فأن اعداد الذين ابعدوا او همشوا من الوزارة من الذين لهم تأريخ نضالي مشرف في مواجهة النظام الديكتاتوري الصدامي، هي الاخرى كبيرة وهائلة.أي ان المعايير انقلبت واختلت وبدت اتجاهات وملامح العودة الى الماضي في وزارة الداخلية ومؤسسات امنية اخرى تظهر بوضوح اكثر فأكثر يوما بعد اخر.والمشكلة ان ازلام الاجهزة القمعية لديهم قدرة فائقة على التزلف والتلون والتقلب والاختراق والنفوذ في مختلف الاماكن والمواقع، وهذا ما لايستسيغه ولايتقبله اصحاب المواقف الصحيحة والمباديء والثوابت.ان اختلال الموازين وانقلاب المعايير اذا استمر وتواصل واستفحل فأنه سيأتي على كل ما تحقق من منجزات كبرى بعد انهيار وسقوط الديكتاتورية.وسيتحمل الماسكين بزمام الامور والجالسين على المقاعد الوثيرة والمتنعمين بأمتيازات السلطة وبهارجها بدءا من رئيس الوزراء مرورا بالوزراء والقادة العسكريين وكبار المسؤولين المتنفذين في بلد لم يعرف ابنائه الراحة والاطمئنان الحقيقي حتى الان.
https://telegram.me/buratha