المقالات

مقومات وعوامل قوة وتماسك الائتلاف الوطني العراقي

955 19:51:00 2010-06-01

ابراهيم احمد الغانمي

منذ اليوم الاول لظهور الائتلاف الوطني العراقي، بل وحتى قبل الاعلان عنه في الرابع والعشرين من شهر اب من العام الماضي 2008، راهنت جهات سياسية عديدة في داخل العراق وخارجه على تفككه وتشظيه بعد فترة قصيرة من الزمن، لانها وفقا لقراءاتها حملت ىالائتلاف الوطني مقومات وعوامل انهياره في داخله، ومنها الخلافات والتقاطعات السابقة بين بعض مكوناته، وبالتحديد بين المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والتيار الصدري، واختلاف الرؤى والتوجهات والافكار، والطموحات للحصول على منصب رئاسة الوزراء من قبل عدة شخصيات فيه.ولكن سياقات ادارة العمل السياسي في داخل بينة الائتلاف الوطني العراقي قبل الانتخابات وحالة الانسجام والتفاهم بين اطرافه المختلفة، اثبتت خطأ قراءات وتحليلات وتمنيات بعض الجهات، لاسيما وان الحملة الانتخابية له اديرت ووجهت بطريقة جيدة وان كانت هناك ملاحظات واشكاليات في بعض الجوانب التنظيمية.لذلك راحت المراهنات تتركز على مرحلة مابعد الانتخابات، سواء حصل الائتلاف الوطني العراقي على مراتب متقدمة او لم يحصل، وكل الاحاديث والاطروحات التي روجت لها وسائل اعلام عربية واجنبية ومحلية ايضا كانت تتحرك بأجندات وتوجيهات خارجية، تمحورت حول ان الخلاف سيتفجر بين المجلس الاعلى والتيار الصدري ما ان تغلق صناديق الاقتراع وتتبين نتائج الانتخابات، لان الدخول في مسألة توزيع المناصب هو الذي سيفتح باب التفكك والتشرذم للائتلاف الوطني العراقي. ومرة اخرى ثبت ان تلك التحليلات والقراءات والتمنيات كانت بعيدة عن الواقعة ومجانبة الى الحقيقة والواقع.ورغم النقاشات والسجالات والابحاث المعقمة والتفصيلية والنقاط الاختلافية بين مكونات الائتلاف الوطني حول تشكيل الحكومة ومايتعلق بها من مسائل الا ان اية مؤشرات او ملامح للتفكك لم تظهر، بل على العكس من ذلك، اذ يؤكد اصحاب القرار في مكونات الائتلاف ان الانسجام موجود بأقصى المستويات، والتوافق قائم، واليات حسم الخلافات والاختلافات واضحة ومتفق عليها.ومما يمكن ان نشير اليها كمعالم ومقومات لقوة وتماسك الائتلاف الوطني العراقي هو وجود المجلس الاعلى الاسلامي العراقي فيه، الذي تتميز سياساته بالاعتدال والمرونة والانفتاح على الجميع والحرص على توسيع دائرة المشاركة في ادارة شؤون البلاد بأقصى قدر ممكن ، وبالخصوص الكيانات السياسية التي حققت نتائج متقدمة في الانتخابات النيابية في السابع من شهر اذار المنصرم، وكذلك فأن وجود التيار الصدري الذي كان يعتقد البعض انه عامل معوق ومعرقل، وعنصر ارباك، يمثل نقطة قوة نظرا للقاعدة الشعبية التي يتمتع بها وحصوله على نسبة جيدة من المقاعد، والاهم من ذلك قيامه بأجراء مراجعات لسياساته، دفعته الى تصحيح بعض المسارات الخاطئة، وتبني منهج الاعتدال والتعامل مع مختلف القضايا بمرونة وهدوء ودبلوماسية انعكس وستنعكس بشكل ايجابي على الواقع السياسي في البلاد.والعامل الاخر هو عدم التفريط واهمال مكونات الائتلاف الوطني العراقي التي لم يحالفها الحظ بالحصول على مقاعد في البرلمان المقبلة، بحيث بقيت حاضرة ومساهمة ومشاركة في رسم سياسات الائتلاف وصياغة مواقفه وتحديد مساراته.اضف الى ذلك فأن عدم حصر الترشيح لمنصب رئيس الوزراء بشخص واحد من مكون واحد يعد نقطة قوة لايمكن اغفالها وتجاهلها، حيث ان ذلك يحول دون حصول احتقانات وتشنجات وردود افعال مكتومة، وتجعل خيار نيل أي مرشح لمنصب رئيس الوزراء مرتبطا بالقبول الوطني العام.وربما يرصد المراقبون والمتابعون ان القوائم والكيانات التي كان ينظر اليها على انها متماسكة وقوية اخذت بذور الخلاف والتقاطع والتفكك تنمو فيها، والائتلاف الوطني الذي اريد له ان يتفكك او كان متوقعا ان يتفكك يتجه يوما بعد اخر الى مزيد من التماسك والانسجام والتفاهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك