عادل العتابي
في الحاكمية يبدأ تسلسل الغرف من الرقم (1) الى اخر غرفة وهي تحمل الرقم (66) والغرف موزعة على طابقين من طوابق ذلك الجهاز المخيف،اغلبها مصبوغ باللون الاحمر ماعدا قاعتين فقط وتصميمها ليس كتصميم الغرف وهي اوسع مساحة من الغرفة ويكون لونهما ابيض اذ يختفي اللون الاحمر تماما، وعندما تم نقلي من الغرف الحمر الى القاعة البيضاء وهي تحمل الرقم (57) وهو الرقم نفسه الذي كنت احمله في المعتقل،بقيت مستيقضا ذلك اليوم ولم انم ابدا حتى وقت الفطور وهو عادة يقدم مابين الساعة الثامنة والتاسعة صباحا،وكاني اغسل عيوني وجسدي من اللون الاحمر باللون الابيض.غرفة الحاكمية او (القاصة) كما يحلو للبعض ان يسميها يتراوح طولها من (7) الى (8) امتار وعرضها اقل من المترين تقريبا، هناك في مكان امن ومشبك ومحكم بقوة وبالقرب من السقف مصباح احمر اللون لايمكن الوصول اليه باية طريقة اذا ما فكر احدهم في استخدام الكهرباء كوسيلة للانتحار ليرتاح من عذاب وجحيم الحاكمية الرهيب،الغرفة تكون حمراء اللون من السقف الى حد تلاقي قطع الكاشي مع الجدار الا ان البعض من المعتقلين يقوم وباساليب شتى بازالة اللون الاحمر من بعض مناطق الجدران فتظهر الجدران في بعض الاماكن باللون الابيض ليكون لون الغرفة وكأنه ملابس عسكرية مرقطة،في حين يحرص القائمون على الحاكمية باعادة صبغ الغرف في اوقات معينة ومتقاربة ليكون اللون الاحمر بالكامل لونا شاملا للغرفة كما هو الحزب الشامل،وكذلك يتم معالجة الشقوق في الجدران بين فترة واخرى خوفا من ان يكون هناك حديث بين الجيران؟! في اقصى الجهة المقابلة لباب الغرفة هناك مكان يرتفع عن ارضية الغرفة بحوالي (20) سم،تم تقطيعه بجدار اسمنتي صلب الى جزئين متساويين وبارتفاع اكثر من المتر بقليل فيما ترك الوسط وهو بنفس عرض الجدار الواحد مفتوحا من دون ان يكون عليه باب او ستر،ويمكن ان يستخدم المعتقل احدى بطانياته لتكون حاجزا بينه وبين اخوته المعتقلين في الغرفة نفسها اذا ما اراد احدهم قضاء حاجة ليعود ويستخدم البطانية نفسها كغطاء او فراش للمنام،وحال خروجه من المرافق يجد ان الجميع قد وضع اليد على الانف حتى لايشموا رائحة قضاء الحاجة المزعجة،كما ان هناك تعلمات مشددة ويتم تنفيذها بصرامة من قبل سكان الغرفة بعدم الذهاب الى المرافق لقضاء الحاجة في اوقات الطعام او قبل ذلك بقليل او بعدها بقليل.مكان الغسل والمرافق مشترك فهناك انابيب للماء الحار والماء البارد منفصلة عن بعضها البعض وفي احيان كثيرة لاسيما في ايام الصيف يتم قطع الماء البارد بتعمد (كما يتم قطع الماء الحار شتاءا) لساعات،وهنا يبقى الماء المغلي جاريا واذا ما اراد احد ان يشرب الماء او يتنظف او يستعد للصلاة بالوضوء فعليه ان ينتظر حتى يبرد الماء المغلي في انية الطعام التي تستخدم هنا كثلاجة بلاستيكية للتبريد!.مقابل مكان الغسل بحوالي المتر الواحد تقع المرافق الصحية بوجود مقعد غربي وفي الغالب يكون قد تعرض للكسر نتيجة لهوس وانفعالات المعتقلين او محاولة الانتحار من خلال رفعه الى الاعلى وتركه يسقط على الراس؟ او ترك المقعد من دون استخدام لرفض المصلين من المعتقلين استخدامه فيما يستخدم الصالح منها كمكان لحفظ بقايا الصمون والطعام فتكون مرتعا جيدا وخصبا للصراصير الحمراء وباعداد كبيرة.لذا تكون احدى الجهتين في المرافق غير عاملة والاخرى شغالة باستخدام ارضيتها للتبول والبراز وغسل انية الطعام وغسل الملابس الداخلية وكل الفعاليات الانسانية الاخرى.هذه قياسات الغرف في كل الحاكمية وقد يكون في الغرفة شخصا واحدا فقط ليعيش اياما في الانفرادي ومن دون اي انيس، او ان يكون فيها اكثر من ستة عشر معتقلا ينامون بطريقة (شيش الكباب) اي ان يضع احدهم راسه على الجدار الايمن وقدماه على الجدار الايسر وينام بجواره اخر يضع راسه في جهة القدمين ويمد رجليه الى انف زميله!!
https://telegram.me/buratha