المقالات

تكريم المضحين

879 00:14:00 2010-05-31

احمد عبد الرحمن

نحتاج دائما، ولاسيما من يشغلون مواقع المسؤولية، الى استذكار تاريخ طويل حافل بالتضحيات امتد لعقود من الزمن، تمثلت بفترة تسلط نظام البعث الصدامي على مقاليد الامور في العراق، وتحكمه بمصير العباد والبلاد بطريقة غابت عنها ادنى المعايير والاعتبارات والقيم الانسانية والاخلاقية والدينية والقانونية.ان عقود التسلط والاستبداد الصدامي شهدت سقوط عشرات الالاف من الضحايا من ابناء الشعب العراقي بطرق ووسائل مختلفة اتسمت بأقصى درجات البشاعة والوحشية، وكانت مسيرة المواجهة مع نظام البعث الصدامي حافلة بكل صور البطولة والتحدي والصمود والاباء والشجاعة، التي رافقتها صورا مأساوية تمثلت بالتهجير القسري، ومصادرة الاملاك والممتلكات وتفتيت الكيان الاجتماعي، والمقابر الجماعية والانفال، والاسلحة الكيمياوية، وكل ما يمكن ان يتصوره المرء وما لايمكن ان يتصوره.وما لا يختلف عليه اثنان هو انه لولا تلك التضحيات الجسام، ماكان لذلك النظام الارهابي المجرم ان يسقط ويزول الى الابد غير مأسوف عليه، وما لايختلف عليه اثنان ايضا هو ان تكريم من قدموا التضحيات ليتنعم هذا البلد بالحرية والديمقراطية، ينبغي ان يكون مبدأ عاما حاضرا طوال الوقت، وليس في مناسبات دورية واحتفاليات دعائية فقط. وتتعدد وتتنوع اشكال ومظاهر التكريم دون ان تقتصر على الجوانب المادية، ولعل واحدة من تلك الاشكال والمظاهر هي ان لانجعل من تضحيات الامس جسرا لتحقيق طموحات ورغبات اليوم، بأطارها الخاص والضيق.الخطأ الفادح والظلم الكبير هو ان يصار الى استغلال تضحيات عظيمة من اجل تحقيق مكاسب محدودة، والصائب جدا هو استثمار تلك التضحيات لمنع عودة الديكتاتورية والاستبداد والتسلط مرة اخرى وترسيخ التجربة الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات بناء صحيحا وسليما وصائبا.ان التكريم والاستذكار الحقيقي للشهداء والمضحين يتمثل بعدم تبديد تضحياتهم وماثرهم في معمعة التنافس والتصارع السياسي على هذا الموقع وذاك، فالمبدأ الصحيح هو النظر الى المواقع والمناصب على انها تكليف لتقديم افضل الخدمات لابناء الشعب لاسيما المضحين منهم، وليس تشريفا وبابا لنيل المكاسب والامتيازات على حساب الوطن والمواطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2010-05-31
واخيرا عند سقوط الصنم رجعت للعراق وكنت احد الايام انا واخي رحمة الله عليه نسير في منطقة الجادرية حيث نسكن وراينا على جانب الرصيف الذين يفرشوا ويبيعوا اشياء وكنا نراهم واحد واحد ورايت رجل نظيف ومرتب لابس دشداشة ملامحه فيها الحزن قليلا وكان يبيع خضرة فاآخي قال لي زهراء هل تعرفي هذه الخضرة مااسمها فقلت لا فقال (كراث)فقال لنشتري منه وكان وقت الغروب فساله كم رده الرجل اشكدرده مبلغ اعتقد كان مبلغ كلش قليل فاخرج اخي مبلغ اكثر بكثير واعطاه لكن الرجل رفض رفضا"مما احزننا كثيرا وانا قلت زين اشتري بيهاهدية
زهراء محمد
2010-05-31
هناك اناس انا لااحب ان اذكرهم خوفا عليهم وهم ايضا لايحب الاضواء بنوا حياتهم ووصلوا الى دراجات علمية كبيرة جدا كان المفروض من الحكومة ان تحتضنهم وترعاهم خدمة للعراق وللعراقيين.عند سقوط الصنم كلنا راينا شخصية (ابو تحسين)الذي كان يصيح ويبكي وهو يضرب صورة القذر وبقية الناس كانت مخبوصة بالبوك والنهب ؟!هذه لان تمحيها الذاكرة حيث اخرج معاناته والمة من خلال ضربه للصورة؟!
زهراء محمد
2010-05-31
لااعتقد من ذاق اجرام البعث القذر ينسى بسهولة لو كنوز سليمان كلة كانت بحوزته؟ الحكومة اليوم تربعت على كراسي صنعت من( جماجم شهدائنا)وبكل بجاحة تنكرهم وتتجاهلهم؟!نسوا اجرام البعث نسوا ونسوا كل شى؟؟الا الاوراق الخضراء والتي لعبت بعقولم لعب منهم صار بليادير بيوم واحد؟!ومنهم من يدعي انه ملتزم كما عندنا كم واحد في لندن؟!فيااخ احمد هل تعتقد ان العراقين الذين ظلموا سابقا ولازالوا سوف يكرموا وترجع حقوقهم ؟!انا لااعتقد ابدا!!هناك شيئان في العراق (النفط )و(الطائفية) الذي فتك بالعراقيين؟!
زهراء محمد
2010-05-31
تحية طيبة..العراق اليوم هو امتداد البارحة ولكن هذه المرة(بالعلن) واضحة للعيان؟!بالامس كانت انهار الدم تجري في سراديب المظلمة وتحت باطن الارض اليوم مجرمي الامس ارادوها علنا وامام مسع العالم كله؟؟ لانريد ان نعدد اسبابها حيث(مؤلمة جدا جدا)"؟!عندما تتساهل مع المجرم وعندما تكرم المجرم والقاتل !وتوفر وتسهل كل اموره ماذا تتوقع؟وعندما تبعد( شرفاء العراق ) وتسحقهم؟! اليوم لماذاهل القتال على هذا (المنصب اللعين )هل هو لخدمة العراقي الذي ذاق مرارة البعث القذر؟؟لا ومليون لا!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك