المقالات

ارهاب المياه ... استدعاء للثقافة الاموية

1152 22:03:00 2010-05-30

محمد الحيدري

ارهاب المياه نوع من الارهاب الذي لايقل خسة وفتكا عن ارهاب المفخخات والاحزمة الناسفة ان كان على مستوى استهداف الانسان وزرعه وضرعه او محاولة تركيعه واخضاعه .هذا النوع من الارهاب ليس بجديد بل له خلفياته التاريخية وجذوره القديمة التي انطلق منها وانبثق عنها وتحديدا في معركة الطف التي استخدم فيها بني اميه هذا الارهاب في محاوله لتركيع سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام ) الذي ضرب اروع امثولة في الاباء والصمود ولم يعط بيده اعطاء الذليل رغم ما لاقاه واصحابه الابرار من حصار وتعطيش وصل الى ان تلتصق السن الاطفال بحلوقهم البريئة ومنهم طفله الرضيع فخرج يطلب له جرعه من الماء فسقوه بالنبل .واليوم ثمة دلالات تؤشر على استدعاء هذا الارهاب واستخدامه كورقة ضغط على العراقيين , ان كان بقصد او غير قصد , عبر المشروع الذي اعلنته سورية الذي اطلق عليه مشروع الحسكة وبمعونة شركة كويتية و يتضمن سحب حصة كبيرة من مياه نهر دجلة لري أراضي سورية تصل مساحتها الى 200 ألف هكتار في شمال شرق سورية مما يخفض مستوى كميات المياه التي تصل الى العراق .ان خطورة هذا المشروع الذي يتعارض مع القوانيين والاتقفاقيات التي تنظم حصص المياه بين دول المنبع ودول المصب , يكمن في تداعياته على مجمل الاوضاع الاقتصادية والخدمية حيث يؤكد الخبراء بان تنفيذ هذا المشروع سيؤثر سلباً على قطاع الكهرباء والزراعة وسينعكس سلباً على الوضع الاقتصادي في العراق الذي يعاني اصلا من شحة المياه وسيزيد من انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات واتساع المساحات المتصحرة وحتى له انعكاساته على الوضع الصحي اذا كلما انخفضت مناسيب الانهر ارتفعت نسبة التلوث المائي .ان هذا الارهاب الجديد يستهدف تعطيش الارض العراقية ومن ثم الانسان العراقي وضرب اقتصاد بلدنا في الصميم , وهذا النوع من الارهاب اكثر خطورة واشد فتكا وضررا من الارهاب الدموي لما ينطوي على ابعاد ستراتيجية وشمولية في الايذاء اذ سيطال مختلف القطاعت الخدمية التي تعاني من مشاكل .وفي ظل هذا نذر هذا المشروع التدميري ينبغي ان تتحرك الحكومة العراقية بقوة دوليا وسياسيا لاحباط هذا المشروع والتعاطي معه كنوع من الارهاب الدولي كما ينبغي للاعلام ان يسلط الاضواء على ابعاد وتداعيات المشروع وابراز حجم اضراراه لصناعة راي عام ضاغط تجاهه بعيدا عن المساومات والمجاملات التي لم تعد تجن نفعا مع اصرارا اشقائنا على ايذائنا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك