المقالات

مرجعية الدستور

845 19:09:00 2010-05-29

احمد عبد الرحمن

في تجربة فتية وحديثة العهد، مثل التجربة الديمقراطية العراقية، قد لايكون غريبا جدا القدر الكبير من التجاذبات والمماحكات والمناكفات السياسية بين مختلف الاطراف المشاركة في العملية السياسية، وقد لايكون غريبا الاختلاف بشأن تفسير مضامين ومحتويات الدستور، وقد لايكون غريبا ان يمثل مبدأ التوافقات السياسية وليس الاغلبية العددية الخيار الانجع والافضل لمعالجة واحتواء المشاكل والازمات.نضوج وتبلور وترسخ اية تجربة ديمقراطية يحتاج الى وقت طويل وتراكم سياسي وثقافي للخبرات والسلوكيات والمناهج والافكار، ومن غير المعقول ولا الممكن توقع تكامل تجربة مثل التجربة العراقية الجديدة خلال اعوام قلائل، ليس لان العراق كدولة ومجتمع يمتاز بخصوصيات معينة على الصعيد القومي والمذهبي والديني والطائفي، وشكل ظاهرة واضحة وجلية لعدم الاستقرار في مختلف الجوانب والمجالات فحسب، وانما لان البناء المؤسساتي الحقيقي للدولة من غير الممكن له ان يرتفع ويتماسك ويصبح رصينا وقويا، من دون ان تبرز على السطح كل نقاط التقاطع والافتراق، ومواضع الخلاف والاختلاف، ومطاليب وطموحات وتطلعات كل مكون من المكونات، فضلا عن مخاوفه وهواجسه.لاينبغي ان نحمل التجربة الديمقراطية الجديدة في بلادنا اكثر مما تحتمل، ولاينبغي ان نخضعها الى مقارنات ربما كانت غير موضوعية ولامنصفة مع تجارب اخرى تمتد عقودا-بل قرونا عديدة في عمق الزمن، ومرت كما هو الحال مع التجربة العراقية بتحديات ومخاطر كبرى، ولم تبلغ درجة النضوج والثبات والاستقرار الا بأستحقاقات باهضة ومكلفة. بيد ان هذا لايعني القبول بالواقع القائم على علاته، وترك الامور على عواهنها، بل لابد من تشخيص مواطن الضعف والقصور والخلل، ولابد من الاحتكام الى الدستور كمرجعية اساسية -او وحيدة-مع مايطرح على بعض مواده وفقراته من ملاحظات وتحفظات موضوعية ومعقولة ومقبولة.اذا كان هناك نقص وخلل فمن المفترض العمل على اصلاحه وتلافيه عبر السياقات والاليات الدستورية وبما ينسجم مع حقائق ومقتضيات الواقع، لا البحث في خيارات من شأنها ان تأتي على كل ما تحقق من مكاسب ومنجزات، وتعيدنا الى الوراء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك