غسان الحسيني
اكمل لكم اليوم قصة رحلتي البطرانية ... فبعد ان استلمت حصتي من الحليب المطعم بالبرتقال كما قلت لكم بالحلقة الاولى وجدت ان لي متسع من الوقت . فقلت في نفسي لماذا لا استغل هذا الوقت بالذهاب الى مركز المدينة لشراء بعض الهدايا التذكارية التي تمجد بلدي وتاريخها خاصة انتم تعرفون اني ساسافر الى هونولولو حسب توصية طبيبي .
استقليت احدى عجلات التاكسي الحديثة وكان السائق مهذب جدا معي وامينا بنفس الوقت حيث قام بتشغيل جهاز يدعى العداد حال صعودي الى عجلته .. وكان يسير وفق السرعه المحددة له في ذلك الشارع فاستغليتها فرصة لاشاهد منجزات حكومتي فشاهدت مناظر العمارات العالية العملاقة والابراج الذهبية تعلو في سماء بلدتي وهناك حركة كبيرة للمواطنيين والعمال الذين يقومون بتنظيف الشوراع ورشها بالماء المعطر خدمة للمواطن الكريم وبعجلات حديثة مصنوعه في معامل الاسكندرية .... واستمريت اتطلع واحمد الله واشكره على هذه النعم الحكومية . الا ان هناك موقفا اثار في الدهشة عندما شاهدت مجموعة من الرجال يرتدون افخر البدلات الرجالية الانيقة يشاركون عمال التنظيف ويتعاونون معهم ........ سالت الرجل الذي يقود العجلة ان كان يعرف ما هي قصتهم ؟ فاجاب على الفور انهم رجال الحزب الحاكم وهم يشاركون العمال في تادية واجباتهم ولمدة ثلاث مرات اسبوعيا والسبب لاعطاء المواطن فكره بان الحزب الحاكم هو من اجل خدمة الشعب والمواطن ويا عيني على المواطن الذي يعتبرونه تاج شرف على رؤؤسهم ورؤوس الي خليفوهم .
وسارت بنا العجله وسط حدائق وزهور رتبت بشكل هندسي رائع وبها الماء يتراقص في نافورات على انغام موسيقية سنفونية الا ان شي ظهر فجاة وسط هذه الزهور فقد شاهدت قطعة ارض كتب عليها وزارة حقوق الانسان وكان بداخلها مستودعات من الخشب منظمة بشكل رائع حتى حسبتها موقعا عسكريا مع علمي ان في بلدي لاتوجد معسكرات داخل المدن .. المهم سالت عن علاقة الخشب بوزارة حقوق الانسان فلم اسمع اي رد من السيد سائق التكسي المحترم انتابني فضول كبيرا جدا لمعرفة هذا الشي وقررت الذهاب الى وزارة حقوق الانسان فورا وقبل ان ينتهي الدوام واستجاب لي سائق العجلة وما هي الا لحظات حتى كنت عند مدخل جميل جدا وعرفت ان هذه هي الوزارةلم يوقفي حرس او رجل مدجج بالسلاح ولم تكن هناك حواجز او كتل من الكونكريت كبقية وزارات الدول الاخرى بل كانت الابتسامات تنهال علي من الرجال والنساء العاملين في هذه الوزارة وشعرت اني الوزير وليس المواطن .دخلت في قاعة فسيحة كتب عليها الاستعلامات وبداخها لافتات ترحب بالضيوف وتوجهت مباشرة الى مسؤول الاستعلامات التي كان فيها اناس اخرين جالسين بها ... نهض الرجل قبل وصولي اليه مرحبا بي على زيارتهم وبعد تبادل التحيات سئلت اذ كان من الممكن مقابلة معالي الوزير .... سمعت ضحكات تتعالى من سؤالي واجاب احدهم من خلفي ان الرجل الذي امامك هو معالي الوزير ... واستغربت ولكنهم بادروا باكلام لحل حيرتي ان الوزير يقضي ساعات كل يوم في يالاستعلامات من اجل المواطن وحل مشاكله ....... ودخلت بموضوعي مباشرة وسئلت عن علاقة الخشب بوزارة حقوق الانسان ... ابتسم الوزير كعادة اهل بلدي ودخل الى مبنى الوزارة ماسكا يدي ليدخلني الى قسم حقوق الانسان وسألني ماذا ارى الان .... قلت وبكل ثقة ارى موظفين يتسامرون فيما بينهم ويتراشفون شرب الشاي وبعضا منهم يقرا بالصحف ... فقال نعم والسبب بذلك لان حقوق الانسان في بلدنا على اعلى الدرجات ولا يوجد اي انتهاك لحرمة وحقوق الانسان لذلك تراهم لا يعملون لان ليس لديهم اي قضايا ينشغلون بها . ويضيف الوزير قائلا .. وعلى اثر ذلك قررنا ان نتجه نحو حقوق الحيوان بل الى حقوق الحشرات والزواحف .. وبالفعل دخلنا الى قسم الحيوانات والزواحف وكان الموظفين منهمكون بعملهم ولم ينتبهوا الى وجود الوزير بينهم وقال لي هل عرفت سبب علاقة الوزارة بالخشب قلت لا ... قال ان الخشب الموجود والذي تم استيرادة من الخارج هو من افضل انواع الخشب العالمي وهو الان في تلك الساحة والتي خصصت الى حشرة الارضة لتنعم بغذاء جيد واضاف الوزير قائلا لقد تم انشاء مستنقعات وبها العديد من الطحالب خصصت للضفادع والبعوض والحشرات الاخرى ... وهنا بادرت الى سؤاله ماذا بشان الذباب قال الوزير نحن لم ننسى الذباب فقد تم انشاء بحيرات من الماء والسكر لاطعام الذباب ولقد عملنا على ذلك في كافة المحافظات لاننا لا نريد للحيوان والحشرات ان تشرع بالجوع في وطننا ..وشكرت الوزير على ذلك وخرجت فرحنا بما سمعت وشاهدتوساكمل لكم يوم غدا رحلتي البطرانية الى احدى الاسواق قبل سفري الى هونولولو . جـــــــــــــــــــــــاو
https://telegram.me/buratha