غسان الحسيني
اليوم نهضت في الساعة التاسعه صباحا متاخرا عن موعدي اليومي ثلاث ساعات لاني كنت استمتع ببرنامج عن الفقر في جنوب الصومال وحمدت الله وصليت ركعتين شكرا له لان بلدي لا يوجد به فقر ولا حرمان .نزلت من غرفتي لاتناول فطوري وناديت على اولادي وزوجتي واطفالهم فلد يرد علي احدا ... استغربت كثيرا وخشيت ان يكون مكروه قد حل بهم الا ان سمعت والدتي تجيبني بحسره ان لا احد في البيت منهم .. واجابتني مسرعة دون ان اسالها وبلهجتها العراقية المحلية ( يمه ولدك ومرتك راحوا للشغل ) ومدت يدها لي لتناولي صحيفة وقالت اقرا ما بها ..... وقرات العنوان الرئيسي وكان قرارا صادر من حكومتي تعلن فيه فرض غرامه ماليه على كل مواطن لا يعمل ومن ليس لديه عمل بامكانه ان يذهب الى الوزارة التي تتناسب مع اختصاصة ويقابل الوزير فور وصوله على ان يقوم المواطن بتحديد نوع العمل ومكانه ومقدار راتبه .... الحقيقة لم يعجبني القرار لانه يبعدني عن اطفالي وزوجتي ... وقلت لامي وماذا بشاني انا ... هل علي الذهاب الى العمل قالت لا لانك كنت سجينا سياسيا سابقا وان الحكومه وفرت لك كل مطاليبك جزاءا لعملك في السابق
وفي هذه الاثناء سمعت صوت منبه لاحدى العجلات ولكنه ليس ككل منبه لقد كان اغنية لفيروز وعندما خرجت شاهدت عجلة جميله ونظيفة بيضاء اللون وفيها شباب يرتدون الملابس البيضاء ايضا قلت لهم ماذا تريدون فاجابوني بكل احترام نحن ناسف لازعاجكم ونعمل بخدمتكم حسب توجيه الحكومه وقالوا تفضل واختار ؟ قلت ماذا اختار ؟ قالوا نحن من وزارة التجارة ونحمل معنا منتوجات الالبان لفطور المواطن العراقي مقابل ثمن بسيط جدا لان الحكومه تتكفل بنسبة عالية من التكاليف ... صدقوني سرني ما رايت انواع الاجبان وكافة منتجات الحليب ... قلت لهم انا في حيرة ولكن اعطوني حليبا بطعم البرتقال ... سكتوا برهة واعتذوا لي لعدم توفر هذا المنتوج .. ومن كثرة اعتذارهم عدلت عن راي وطلبت شي اخرا ... الا انهم رفضوا ذلك واصروا على تلبية طلبي وقام من هو مسؤول عنهم بالاتصال بوزير التجارة وشرح له الحالة وعرفت بعدها ان معالي الوزير اصدر امرا هاتفيا باقالة مدير الغذائية وكذلك اتصل بوزير المواصلات لارسال طائرة الى الدنمارك فورا لجب الحلي المطعم بالبرتقال وشكرتهم على ذلك واعتذروا مني ايضا ... واكملت طريقي ماشيا لوحدي اتكئ على عكازتي وكان هناك فريق عمل من وزارة الكهرباء تقوم بتبديل احد المصابيح المخصصة لانارة الشارع وعاتبتهم على عدم اطفاء هذه المصابيح في النهار وكان جوابهم مقنعا لي واعتذرت من لومهم حيث قالو لي ان هنك زيادة كبيرة جدا في انتج الطاقة الكهربائية ولذلك نحن لا نطفى هذه المصابيح خوفا من انفجار المنظومة وهناك سبب اخر هو الطقس وتعجبت من هذا الجواب حيث قالو لي ان الطقس في بلدنا متغير ويحتمل ان يتبدل بين دقيقة واخرى لذلك نحن لانطفى المصابيح خوفا من ان تهب ريحا ترابية وتجعل المواطن لا يرى ...
مررت بعدها بالقرب من احدى المدارس التي كان عليها لافته الاكترونية كتب فيها ( ناسف من الطلبة وعوائلهم ) وكان يقف بجانبها رجل في الثلاثين من العمر وهو يرتدي بدلة انيقة جدا وقلت في نفسي لاسال هذا الرجل عن موضوع هذه اللافته فهو بالتاكيد والد احد الطلبه وقلت له صباح الخير يا استاذ .. فاجابني مبتسما كعادة ابناء بلدي صباح النور ولكني لست استاذا فانا فراش المدرسة واذاكانت هذه البدلة التي ارتديها قد خدعتك فانا اقول لك ان راتبي كبيرا جدا وهو يكفيني ويبقى من الكثير لذلك اعمد الى شراء ملابسي من احدث المحلات في عرصات الهندية ....
تحيرت في امري على ما شاهدته وقررت ان اذهب الى احدى المستشفيات علي اكون مريضا ولا اعرف بامريوعند وصولي الى المستشفى تهافت الممرضون وتسابقوا على وضعي في احد الكراسي كي لا اتعب بالمسير داخل المستشفى وعند وصولي الى الطبيب وشرحت له ما شاهدت قال كل شي طبيعي وعلاجك ان ترتاح قليلا لتتعود على ذلك وكتب لي وصفة باحدى الغات لم افهما وعند مراجعتي الى الصيدلية لاستلام الدواء تفاجات باعطائي ظرفا به مجموعة من الاوراق وقلت هل هذا دوائي قال نعم .... وعند خروجي شاكرا الممرضين على تعاونهم معي دون مقابل قررت ان افتح الظرف ووجدت به ما لايعقل .... تذكرة سفر الى هونولولو مع مبلغ مالي قدره عشرة الاف يورو وكتاب الى وزارة الخارجية توصي بمنحي جواز سفر دبلوماسي اسوة بمجلس النواب السنغالي ...ساعود لكم غدا لاكمل رحلتي البطرانية لان سيارة الالبان قد وصلت ومعها الحليب المطعم بالبرتقال .. جاو
https://telegram.me/buratha