عبد الرسول زيارة
للشهادات دلالاتها عندما تمنح الى من يستحقها وتكون عنوانا لعطاء كان قد رأته العيون واحست به القلوب وشعرت به الضمائر .وللجوائز ماهو نفسه فهي دلائل ابداع وتميز وتفرد وسبق وتقدم ولكن حين تستند الى شيء ملموس لا يجحده جاحد او يستطيع انكاره ناكر واعظم الشهادات اصدقها واصدق الشهادات ما كان لسان حال كان قد رمى بظله على كل ما كانت قد تناهت اليه ركائب الخبر ولعل ما حصلت عليه أمانه بغدادمن جائزة منحتها اياها منظمة العواصم والمدن الاسلامية هو ادعى للحديث عما في هذه الجائزة من تصديق لمضمون تنم عنه الافعال قبل ان توحي به الاقوال فقد جاءت هذه الجائزة اعترافا بما هو قائم وموجود ً وجودا ً ضنميا ً وصريحا ً وجاءت هذه الجائزة تشير الى ناحية ظلت بعيدة عن مدارك العيون فلم يقع عليها بصر فقد لغها الظلام لغا ً فعاشت مجهولة الهوية بعيدة المزار على من هو اقرب اليها من حبل الوريد فما زال الناس عندنا نقادا ً مهرة وذلك عندما يتعلق الامر بما تقدمه دوائر امانة بغداد او دوائر البلدية في المحافظات فهي قاصرة دائما ودون ما يجب ان تكون عليه وبينها وبين ما يقدم من خدمات في بلاد الغرب بون شاسع وغير ذلك من الاوصاف التي عادة ما تكال جزافاً وتلقى على عاتق من هو المسؤول من غير تدقيق في مدى صحة هذا الادعاء ومن بعد ذلك ما اذا كان ثمة من شريك هو المواطن ومدى مسؤوليته عما ينقص العاصمة اوالمدينة من خدمات ولأن امين بغداد من فقراء العراق الى المفخخات والمسدسات كاتمة الصوت فهو عرضة لمثل هذه الانتقادات ويبقى هكذا يقاتل بعمله ويدرأ عنه الشبهات باخلاصه ويذود عن قلعته الحصينة بما في برامجه من افاق رحبة وكان به أليق لو أن هذه الجائزة منحت له او لدائرته من منظمة او مؤسسة عراقية فربما سيكون لها من الاثر ما يبدد حزن الأمين وهو يصد السهام الانتهازيه او الغرضية اي ذات الغرض المخبوء في رؤوسها ويطفى حر قلبه بما في العرفان من عذب فرات سائغ شرابه فقد كان الدكتور صابر العيساوي بن تلك القرية المسكونة بالحزن والألم وفيها ترعرع في احضانها يرشف من اثداء الثكالى وجع السنين ولم يزل يستحضر في فمه طعم الليالي السود وهو يحاول ان يخرج الشمس من حيث غابت أوأنطفأ قرصها في عيون البائسين لم يزل هذا الفتى القادم من الجنوب يتذكر اي حرمان عاشته مدينتة هذه قبل ان يشعل كان فيها بعض القناديل الصغيرة من اجل ان يوقد شموع الأمل وعندها يدرك الناس هناك ان قمرا ً سيولد لامحال وسيخرج من رحم العذابات والنهارات المظلمة فعلى حر هذه الجمرة اللاسعة يقرأ العيساوي في كتاب الزمن تلك الرسائل التي ما زالت ترد اليه عبر صحاري النفوس الموحشة فيعلم ان امامه طريقا ما زال طويلا وان الهدف الذي ينشده ليس بقريب وهو ازاء ذلك مازال حائرا ً وتمزق الحيرة قلبه فمن الناس من يطلب العدل ويظنه في أن يقف الجميع على قدم المساواة فينال ( المتعلم نفس الذي للمحروم ) اي من حق من لم يذوقوا طعم الحياة حلوا ً كما لم يذقه الحفاة من قبل وكان أهل المدن والاحياء الاخرى قدعبوا منه الكؤوس المترعة بالراح المعتقة حتى الثمالة فألى مثل هذه العدالة يتطلع بعضهم الى ان ينقاد العيساوي اليها فعند ذاك فقط يرضى عنه من يرضى وتغدو الأمانة نزيهة مما يتهمونها به اليوم وكأن للعيساوي تلك العصا التي ضرب بها موسى البحر فاذا هو يشق بها الطريق الى النجاة مما قد يكون في رأس فرعون من هواجس الانتقام كان ذلك هو معيار النزاهة العقيم وكانت تلك هي فلسفة من رفعوا الحراب وتداعوا للقتال يطلبون رأس العيساوي بما حال بينهم وبين ان يخضع الى ما في التهديد من ابتزاز واضح على ان العيساوي الذي تمرس في هذا النوع من االطعان لم يستجب لغير صوت روحه في المواجهة مع المفاهيم الخاطئة فعمد اليها يصححها بما اسرجه من قناديل فكان مشروع 10×10 معجزته التي سيكون لها الفصل في ما يشتد من نزاع حول ما في مقدوره من العزم على أن يصنع من بغداد كما يودها العاشق ان تكون فهذا المشروع الموشك على البدء بتنفيذه سيخلع ما في الحضارة من لمسات غابت عن اهل الثلث من بغداد واعني بهم أهل مدينة الصدر لما كانت ادمغة المهندسين قد زرعته في مساحتها الضيقة من محدودية الافق والقدرة على مجاراه الحياة كما كان أهل الاحياء الاخرى قد اعطتهم الهبات السخية التي جادت بها خزائن المال العام فاهدتها رونقها الذي راحت تباهي به هؤلاء المحرومين حقبا ً طويلة ومع ما كان من وعيه بما للعدل من معايير اخرى غير تلك التي يملكها ابناء الحضارة المشيدة بدموع الغلابه كما يقول المصريون فقد اظهر العيساوي ما يؤكد انتماءه الى كل بغداد فلم يبخس ناحية فيها حقها مما تبتغيه من الاهتمام ففي كل منطقة وكل حي كانت اليات الامانة قد مرت على ماكان قد تلوى من اضلاعها فسوت ما اعوج منها والقت عليها بظل العافية فانبسطت هناك مدراج الزمن وتوحدت بغداد صورة فهي نفسها في كلما ألم به الركاب ودارت في منعطفاتها الذلول فكانت تلك شهادة عدل توخاها العيساوي بصبره وجرد لها المسلولات من عزائمه فصاغها رائعة جميلة فطوبى له امينا ً وبوركت به بغداد ابناً ونعم ما كان من رهطه من عزيمة حرة واخلاص أكيد .
https://telegram.me/buratha