سعد البصري
العراق .. تأريخ طويل يمتد عبر آلاف السنين شهد خلال هذا التاريخ ما لم يشهده بلد في العالم ، فالتغييرات التي حدثت في العراق كثيرة وكبيرة في آن واحد .. حكومات متعاقبة وسياسات مختلفة .. لم تطبق الأنظمة في العالم كله كما طبقت في العراق باعتبار العراق منشأ القوانين والأنظمة . فمسلة حمورابي تشهد لنا بذلك والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها شاهد ملموس على مدى عمق الأصالة العراقية وتفاعلها مع جميع ما يحدث عبر هذا التاريخ . لم يعرف العراق على مدى تاريخه الطويل معن ٍ للامان والاطمئنان بسبب الحروب والنزاعات التي توالت عليه من جهة او بين خلافات داخلية معينة من جهة اخرى بسبب السياسات المختلفة التي كانت مسيطرة على العراق ، ولما يملكه العراق من موقع إستراتيجي وديموغرافي كبير في المنطقة ولما يلعبه من دور مهم بين الدول المحيطة به ولما يملكه ايضا من موارد لا توجد في بلد غيره .. كل هذه الاسباب وغيرها جعلت من العراق بلدا غير مستقر ..! وها هو عدم الاستقرار يصل الى يومنا هذا . فبعد سقوط النظام الفاشي الذي كان مسلطا على أبناء العراق يذيقهم الويلات يقتل أبنائهم ويستحيي نسائهم وينهب أموالهم ويصادر حرياتهم . بزغ فجر جديد صحا العراقيون عليه وراحوا يستقبلون عراقا جديدا آمنا مطمئنا ينعم فيه الجميع . ولكن هذه الفرحة لم تدم فالتدخلات الإقليمية وخاصة العربية لم تشأ لهذا الشعب ان ينعم بالراحة والاستقرار فراحت خيوط المؤامرة تتفرع لتسلب فرحة العهد الجديد في العراق . فكان الإرهابيون والتكفيريون والقاعدة والمفخخات والانتحاريون يفرغون سمومهم في العراق لا لشيء ، فقط لان الانظمة العربية ومن يدعمها لا يريدون الاستقرار للعراق في ظل حكومة اغلبية شيعية ..؟ فقتل الابرياء وسالت الدماء وها هو العراق الان وبعد ما ظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية واستبشر العراقيون بتشكيل حكومة قوية قادرة على تحقيق الامن والاستقرار والظاهر ان هذه الكومة سوف يتأخر وقت تشكيلها بسبب النزاعات على المناصب والكراسي فراح العراق يعيش بسبب هذا بين فراغين .. فراغ امني جعل من عناصر القاعدة تعتبر العراق مركزا لتدريب الارهابيين ومصنعا للمفخخات والعبوات ومسرحا لتطبيق الاجندات الخارجية وفراغ دستوري في بلد كل الذي فيه منتهي الولاية اي ان العراق الان ووفقا لما يشهده الشارع السياسي قريب جدا من عام 2003 .
https://telegram.me/buratha