المقالات

ِالعراق بين الفراغين...؟

835 15:27:00 2010-05-27

سعد البصري

العراق .. تأريخ طويل يمتد عبر آلاف السنين شهد خلال هذا التاريخ ما لم يشهده بلد في العالم ، فالتغييرات التي حدثت في العراق كثيرة وكبيرة في آن واحد .. حكومات متعاقبة وسياسات مختلفة .. لم تطبق الأنظمة في العالم كله كما طبقت في العراق باعتبار العراق منشأ القوانين والأنظمة . فمسلة حمورابي تشهد لنا بذلك والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها شاهد ملموس على مدى عمق الأصالة العراقية وتفاعلها مع جميع ما يحدث عبر هذا التاريخ . لم يعرف العراق على مدى تاريخه الطويل معن ٍ للامان والاطمئنان بسبب الحروب والنزاعات التي توالت عليه من جهة او بين خلافات داخلية معينة من جهة اخرى بسبب السياسات المختلفة التي كانت مسيطرة على العراق ، ولما يملكه العراق من موقع إستراتيجي وديموغرافي كبير في المنطقة ولما يلعبه من دور مهم بين الدول المحيطة به ولما يملكه ايضا من موارد لا توجد في بلد غيره .. كل هذه الاسباب وغيرها جعلت من العراق بلدا غير مستقر ..! وها هو عدم الاستقرار يصل الى يومنا هذا . فبعد سقوط النظام الفاشي الذي كان مسلطا على أبناء العراق يذيقهم الويلات يقتل أبنائهم ويستحيي نسائهم وينهب أموالهم ويصادر حرياتهم . بزغ فجر جديد صحا العراقيون عليه وراحوا يستقبلون عراقا جديدا آمنا مطمئنا ينعم فيه الجميع . ولكن هذه الفرحة لم تدم فالتدخلات الإقليمية وخاصة العربية لم تشأ لهذا الشعب ان ينعم بالراحة والاستقرار فراحت خيوط المؤامرة تتفرع لتسلب فرحة العهد الجديد في العراق . فكان الإرهابيون والتكفيريون والقاعدة والمفخخات والانتحاريون يفرغون سمومهم في العراق لا لشيء ، فقط لان الانظمة العربية ومن يدعمها لا يريدون الاستقرار للعراق في ظل حكومة اغلبية شيعية ..؟ فقتل الابرياء وسالت الدماء وها هو العراق الان وبعد ما ظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية واستبشر العراقيون بتشكيل حكومة قوية قادرة على تحقيق الامن والاستقرار والظاهر ان هذه الكومة سوف يتأخر وقت تشكيلها بسبب النزاعات على المناصب والكراسي فراح العراق يعيش بسبب هذا بين فراغين .. فراغ امني جعل من عناصر القاعدة تعتبر العراق مركزا لتدريب الارهابيين ومصنعا للمفخخات والعبوات ومسرحا لتطبيق الاجندات الخارجية وفراغ دستوري في بلد كل الذي فيه منتهي الولاية اي ان العراق الان ووفقا لما يشهده الشارع السياسي قريب جدا من عام 2003 .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك