د. ناهدة التميمي
قبل ايام كنت اشاهد برنامجا على البغدادية كان الضيف فيه هو وزير النقل العراقي ومدير الخطوط الجوية العراقية سابقا وكان المحاور والمقدم الاعلامي المعروف هاشم العقابي .. تكلموا في هذا البرنامج عن مشكلة الخطوط الجوية العراقية مع الكويت .. وعرضوا كيف تتعرض الطائرات العراقية الى مضايقات وتضييق في كل مطارات العالم بسبب موقف الكويت الرافض لاية حلول .. وصل اخرها الى احتجاز الطائرة العراقية في لندن ومنعها من الاقلاع ومصادرة جواز سفر مدير الخطوط الجوية العراقية ومنعه من المغادرو ولم تحل الازمة الا عندما تدخلت الشركة المالكة السويدية باعتبار الطائرة ملكا لها وليس للعراق للافراج عنها, وتكلموا عن معاناة كثيرة وكبيرة وقيود تكبل هذه الشركة بسبب الكويت ..
وهنا بادر الاخ العقابي بالاقتراح ولماذا لاتصفى هذه الشركة وتعلن افلاسها فلا دعاوى تبقى ولامشاكل ولاهم يحزنون .. عندها رد الوزير وقال ولكن اسم الشركة رمز ولايمكن تغييره .. فاي رمز وكرامتنا مسلوبة بيد الكويتيين وايدينا موثقة بدعاواهم الجائرة وجلودنا يلهبها سوط تعويضاتهم غير المنصفة
وبعد يومين من هذا الاقتراح اعلنت الخطوط الجوية العراقية تصفية نفسها وافلاسها .. اي انهم اخذوا بالمقترح وليس شرط ان يكون اسمها الخطوط الجوية العراقية بل يمكن ان تكون الخطوط العراقية او الوطنية العراقية او طيران العراق على غرار طيران الخليج وكلها رموز مقبولة وطنيا.
وكنت اتابع الفضائيات التي جن جنونها لهذا القرار المفاجيء فراحت تحلل وتعيد وتزيد وتستضيف المحللين وكنت اتابع العربية وغيرها وقناة روسيا اليوم وقناة فرنسا وقد استضافوا خبراء قانونيين بالامر فاكدوا جميعهم بانه قد اسقط بيد الكويت وبأن الحل ذكي جدا وليس بامكان الكويت ان تفعل اي شيء بعد اليوم الا اللجوء الى للطرق الديبلوماسية والسياسية واسترضاء العراق من اجل حل مشكلتهم ..
اقول مبروك للكويتيين هذه الصفعة وهذا التدبير بعد ان اوسعونا رهقا بعنجهيتهم وعنادهم وغلوائهم وشروطهم التعجيزية وتكبرهم وتفننهم في التلاعب على القوانين والمشاعر في سبيل عدم حل المشكلة وابقائها عالقة خصوصا وانهم يستقطعون خمسة بالمئة من ميزانية العراق وهي ليست بالقليلة للتعويضات فلماذا لاتكون هذه ضمن تلك .. فقد قال وزير النقل بانه زار الكويت من قبل بغرض حل الاشكال وصعد ونزل وقابل مسؤولين واتفقوا على مبلغ معين للتعويضات عن الطائرات المفقودة اثناء الغزو للكويت ولكن في يوم التوقيع قد تهربوا ولم يوقعوا فعاد للعراق وكانك يابو زيد ماغزيت
هذا اقتراح من مثقف واعلامي اقترح شيئا ضمن حوار عن هذه المعضلة وقد طبق وحل مشكلة كبيرة كادت ان تخنقنا بل خنقتنا بالفعل .. اقول ليت جميع المثقفين يفكرون في حلول ومقترحات فعلية وجادة لحل مشاكلنا المستعصية .. مثلا مالضير ان نشترط على الاردن انه لانفط مخفض بعد اليوم مالم يتنازلوا عن الديون التي عصبوها براس العراق على شكل اجور ارضية عن الطائرات الجاثمة في مطار عمان والتي اصبحت خردة الان بفعل الاهمال والتقادم وعوامل الزمن والتي كلما نزلت في مطار الملكة علياء بكيت لرؤيتها جاثمة تحكي زمنا بهيا مضى وعهدا مشرقا قد افل وعصرا قد ولى ..
مالمشكلة في ان نشترط على تركيا اما اطلاق المياه بكامل حصة العراق كما هو منصوص دوليا او لاتجارة ولااستيراد منهم .. وكذا الحال بالنسبة لايران .. واين الخلل في ان تستعين الحكومة بخبراء من امهر القانونيين ليحلوا لنا معضلة الفصل السابع التي اريد لها ان تقتل شعبا باكمله وتغتال احلامه وتطلعاته باية نهضة او تقدم او رفاهية
هؤلاء الذين يجلدون الشعب العراقي اليوم بسوط حقدهم وجشعهم كانت مشاكلهم مع نظام صدام حسين وصدام قد رحل .. انهم اشبه مايكونون باناس لهم ديون عند جلاد وكان هو بدوره يأسر قومه ويضعهم في زنزانة ويعذبهم بشتى صنوف التعذيب يوميا ولما مات الجلاد جاء هؤلاء الدائنين وطالبوا هؤلاء القوم المجلودين والذين خرجوا لتوهم من زنازين التعذيب بايفاء هذا الدين .. فهل يستقيم هذا المنطق
هنيئا للكويتيين هذه الصفعة وضربة المعلم هذه .. الم يكن من الافضل لكم لو انكم تعاملتم باخوة وحسن نية وروح التعاون .. والتقدير للاعلامي هاشم العقابي الذي انقض كالعقاب على زرازير الاعراب وغربانهم بهذا المقترح القيم ..
https://telegram.me/buratha