المقالات

مذبحة البياع انجاز عربي

1108 15:35:00 2010-05-26

حافظ آل بشارة

جريمة قتل جماعي جديدة في حي البياع ببغداد ، عصابة من عشرة افراد تهاجم محلات الصاغة وتسرق وتقتل وتصطدم بافراد الشرطة حيث تقع مذبحة ضحاياها المدنيون من الاهالي ، القوات الامنية اصطدمت لاول مرة بارهابيين لحظة التنفيذ ، وسواء كان هذا الاصطدام قد جرى بالصدفة ام انه جرى بجهد منظم فهو من علامات التقدم في عمل الاجهزة الامنية ، الجريمة الجديدة تذكر العراقيين بالاسئلة الدائمية التي يجري طرحها كلما تكررت المأساة ، جريمة السطو والقتل في البياع ألم يكن ممكنا منعها قبل ان تقع ؟ فالقوات الامنية وجهت ضربة موجعة الى عصابة القاعدة بقتل قادتها الاساسيين واعتقال آخرين وكشف شبكات واسعة ، وتعلم القيادة العسكرية أن القاعدة اصبحت تعاني من مشكلة التمويل الامر الذي يعني انها ستنظم عمليات سطو على المصارف ومحلات الصاغة ، كما اصبحت الدوائر الامنية مهيمنة معلوماتيا على ساحة المعركة بفضل اعترافات ومعلومات تفصيلية قدمها اعضاء العصابات المعتقلين في وثبة الاسد ، وهذا يعني ان عصابات القاعدة انكشفت معلوماتيا وافلست ماليا وفقدت قيادتها لكن ذلك لم يمنعها من ارتكاب الجرائم لأن تنفيذ الجرائم العشوائية لا يحتاج الى استحضارات صعبة ، ولكن كل ما موجود لدى الاجهزة الامنية من معنويات افضل وتدريب أقوى وتسليح واستخبارات احدث لم تسهم في تمشيتها خطوة باتجاه منع الجريمة قبل وقوعها أليس هذا جديرا بالتأمل؟ ولكن القضية لا تتوقف عند جزئيات الاداء اليومي بل هناك عناصر تهديد ذات طابع ستراتيجي تشكو منها البلاد من الداخل والخارج ، ففي الداخل ما زالت الايدي الصدامية تعبث بالملف الامني وما زال رموز القمع القدامى يتحكمون بالمفاصل المهمة في الدوائر الامنية ، وما زال الشرفاء والوطنيون من الضباط يواجهون الاقصاء والتهميش والتطويق ، كما بلغ الفساد المالي والاداري في القوات المسلحة مديات جديدة واستفحل الى حد انه تحول الى تقاليد ادارية في الدوائر الامنية ، يتفرج عليها الذاهب والآتي بلا ابالية كاملة ، كما ان استمرار الازمة الدموية يذكرنا بالتدخل الاقليمي المتواصل في شؤون العراق ، وكيف ان بعض دول المنطقة اعتادت على التعامل معه بلغة التهديد والوعيد وكأنه ضيعة تابعة لهم ، وهذا الاسلوب في التعامل ينبغي ان يثير حفيظة الحكومة والبرلمان القديم والبرلمان الجديد والكتل والاحزاب وأجهزة الاعلام والمنظمات والعشائر وكل مسميات العراق ، وكان آخر اشكال التدخل الاقليمي في شؤون العراق تصريحات رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل وتشكيكه بالانتخابات وتوقعه حربا اهلية كتهديد مبطن بالعودة الى اثارة الفتنة الطائفية ، الرجل ذكر العراق بالاسم تصريحا لا تلميحا وذكر سياسييه بالاسم غير خائف ولا مستح واطلق تهديداته بلغة واضحة كمن يعلم انه آمن لايخشى من عقوبة ولا يعبأ لعتاب ، والمثل يقول : ( تعدو الذئاب على من كلاب له وتتقي صولة المستأسد الحامي) ، من جانبهم العراقيون يشعرون دائما بالخوف والنقص ، يذبحهم هذا وذاك وهم يدعون الى العقلانية والتهدئة وعدم ازعاج دول المنطقة وكأنهم جاءوا شيئا فريا يخجلون منه ومن حق الجميع ان يهددهم وينفض راسه عليهم ، مع ان أغلب حكام المنطقة خدم في البيت الامريكي والاسرائيلي ولا يخجلون ، مذبحة البياع ثمرة مباشرة للتحريض العربي المتواصل الذي اخفق العراقيون في العثور على المفاتيح السرية لاغلاقه ، مفاتيح افواه المحرضين العرب معروفة وعلى العراقيين الامساك بتلك المفاتيح واسكات هؤلاء الذين يصبحون رجالا عندما يكون الحديث عن العراق فقط .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي مغترب
2010-05-28
الى العربي من الاردن هذا اللي اتكول عليه أمير هو امير عليك وعلى أمثالك القشامر واحنا العراقيين عدنه مثل -الامير صنفه من الحمير ياحمار
abo hadi
2010-05-28
عمي ياانجاز للقوات الامنية الله يخليك هو هيج الاشتباك لوعايفيهم رايحين هواي احسن النوب استشهدوا 8 ابرياء بالشارع بنيران الشرطة وفوكاهه بس واحد مجرم انقتل اي لاحضت برجيلهه ولاخذت سيد علي وازيدك من الشعر بيت عمليات بغداد بعد التحقيق طلعت الشرطة مخلصة على الذهب الباقي ولغفته غير شرطة حاميهه حراميهه فساد في فساد
الزاملي
2010-05-28
نعم عربان واعراب وليسوا عربا وميزة الاعرابي هو النفاق قال تعالى (الاعراب اشد كفرا ونفاقا)وكل العراقيين يعرفون ان الاردن بلد السراق فكلما سرق احدهم اموالا من العراق لجا الى الاردن وسوريا بلد الدعارة البعثية والسعودية بلد الارهاب الوهابي .نحتاج فقط الى حكومة قوية يرتجف منها العربان كما كانوا يرتجفون من فارسهم وراكبهم (صدام الملعون) وتضرب تركي الفيصل وامثاله بقياس (45)على فمه وتسكته.
Ali Albawi
2010-05-27
الأخ : جاري من الأردن عن أي أمة عربية تتكلم ؟؟ عن أمة تقتل العراقيين يوميا !!! و الأمير تركي الفيصل و هو يعبث بدماء شعبنا منذ سبع سنوات !! أمة و أمراء موغلون بالدم العراقي !! يعملون كل شيء من أجل ايقاف البلد نحو الأستقرار و الأزدهار !! تتكلم عن مدارس تخرج عقول عفنة لتدمير العراق و قتل شعبه !! لا بل انهم أبعد هدفنا !! أسفي ليس عليك فحسب بل على خونة الداخل و رموز حكومية فاسدة لا تقل خطورتها عن دولة التكفير و الأرهاب و أتباع صدام !! اتقوا الله و أنتم تتحدثون و كفاكم مزايدات على حساب شعبنا المدمى
جازي
2010-05-27
انها الامة العربية وليست عربان ..وانت شعوبي وتركي الفيصل امير محترم عرف عنه الادب وذكر الحقيقة لا غير
محمد الوائلي
2010-05-27
الى متى سنظل نرمي اوساخنا على دول الجوار وحزب البعث ..العمليه في البياع هي من اهل البياع واسال اي طفل هناك سيخبرك من فعل هذا وقليل من الذكاء سندرك الفاعل ولكن الدوله العراقيه وهي تمر بحاله التشرذم والانحلال لا تستطيع ذكر الفاعل وهو امامها موجود.ارجوكم يادوله تحلوا بالشجاعه واذكروا الجنات ولمن ينتمون ورحم الله شهداء العراق
احمد الربيعي
2010-05-26
صدقت والله...نتمنى ان تتكون حكومه تضرب امثال تركي الفيصل وبقيه العربان المتدخلين بشؤوننا على افواههم العفنه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك