عمار العامري
يذكر السيد مهدي الحكيم (ت 1998) في مذكراته "أن الأوضاع في العراق كانت تدار أثناء سيطرة عبد السلام عارف على الحكم من قبل الجيش - الذي أصبح إدارة بيد السياسيين طيلة سنوات الحكم في العراق (1921-2003)- وان التوجهات السياسية لدى عارف كانت قومية ألا أن الظروف أخذت منحى أخر بعد مقتل عارف في نيسان 1966 حيث أصبحت من السهل أن تطرح الأفكار بدون تحفظ مع وجود صراع بين العسكريين والمدنيين" مما شجع السيد الحكيم على تقديم مبادرة تحويل الحكم في العراق من العسكري تحت سيطرة الجيش إلى الحكم المدني الديمقراطي البرلماني وتراعى فيه حقوق كافة الطوائف وقد يبتعد عن حكم المناطقية والعشائرية (الطائفية) التي رسخها عارف أبان حكمه (1963-1966) ألان أن هذه المبادرة لاقت بالرفض بدعوة الطائفية ألان أن الإمام محسن الحكيم يرى "أن الطائفية هي استثار الشيعة في الحكم واضطهادهم السنة وبالعكس" وإنما كانت مبادرة السيد الحكيم نابعة من قراءة دقيقة للواقع العراقي السياسي والاثني والاجتماعي وهو ما يطابق وضع العراق بعد التغيير في 2003.كانت هذه ومضة من تاريخ العراق المعاصر توافق ما يطرحه رئيس المجلس الأعلى السيد عمار الحكيم لاسيما وانه يطرح اليوم مبادرة (الطاولة المستديرة) والتي يناغمها في الطرح اطروحات اغلب الكتل السياسية التي تريد أن يشترك الجميع في استكمال مسيرة بناء الدولة والتي لم يعيش في ظل هذا (التعايش السلمي) جميع العراقيون ألا في هذه الفترة من تاريخ العراق، رغم محاولات البعض اخذ منحى مغاير لاطروحات السيد الحكيم متضمنة اطروحاتهم بناء (حكومة أحادية الاتجاه) وهو ما يشابه الخطط التي نفذت أبان استفراد مجموعة معينة على الحكم الملكي واستحواذ عبد الكريم قاسم على كافة الصلاحيات وكذلك ما فعل حكم البعث (1963-2003).أن السيد عمار الحكيم ورغم حصول تياره على عشرون مقعد ضمن لائحة الائتلاف الوطني ألا انه استطاع أن يرتقي إلى مصاف السياسيين المحنكين في إدارة عناصر الحالة السياسية في العراق ويقنع أصحابه وأصدقائه والباقين على قبول أطروحته التي حبذها اغلب الشعب العراقي وكذلك حضت بقبول المراقبين للشأن السياسي كونها تحقن الدماء وتدفع بالعراق نحو البناء وتأتي بحكومة قوية متماسكة لا يغبن فيها طرف ولا يستبعد فيها شريك برلماني،أن خطوات السيد الحكيم جسدت على ارض الواقع اطروحات شهيد المحراب الساعية إلى تشكيل جبهة وطنية تتسع للجميع وتنهض بالعراق في مواجهة التحديات، لقد كتب احد المحللين عن السيد عمار الحكيم قائلاً(لقد ركب عمار الحكيم العلياء وأجاد ركبها) وفعلاً كان وصف هذا الكاتب فأن العلياء ليست بالضرورة نيل المآرب وإنما قبول أطروحته السياسية من قبل الجميع تعتبر هي العلياء وسعي الجميع على تطبيقها يعني جودت العطاء الذي تقدم به السيد الحكيم، أن هذا الكلام ليس من باب الإطراء وإنما حينما نقرا القناعات فيما يطرحه هذا الرجل نجد أن المستقبل واعد له ولا ينسى الجميع أن التحرك السياسي اخذ دوره في معترك السياسة خاصة بعد تضيق النظام الملكي عليه كان بخطوة جريئة للإمام الحكيم حينما رفض استقبال الملك فيصل الثاني عام 1949 فكانت بحق بداية موقف للتحرك الإسلامي في العراق فيبدو أن الدور الأساسي للسيد عمار الحكيم في ترسيخ الحكم الديمقراطي في العراق والابتعاد عن الانفرادية يعطي مؤشرات ايجابية تؤكد حسن نوايا تيار شهيد المحراب في تعميق العلاقة مع كافة الأطراف والتلاحم من اجل تحقيق الأهداف في بناء العراق الجديد.
https://telegram.me/buratha