بقلم محمد دعيبل كاتب واعلامي
من المعلوم انه قد مر ابناء الشعب العراقي ردحاً من الزمن في ظلال دامس لا اثر للنور في ايامه السوداء العصيبة المليئة وبالازمات تلو الازمات تعصف به نوائب الدهر وكان لا احد يسمع ولا اخر يرى ، مرت تلك الايام والقلب العراقي يعتصر دماً عبيطاً دون ان يحرك ساكناً او يسكن متحركاً .فحياة العراقيين حينها موت وموتهم حياة ,ولكن وبعد ان ارادت السماء ان تغير اداة الزمان والمكان كي تبعث الحياة من جديد وفي افق يلامس ضوءه ارض الرافدين وسماء ترسل الخير والبركات وبعد ان تحققت الرؤيا التي زلزلت عروش الطغاة حينما تحركت عقارب الساعة الى الامام بدءا من ساعة الصفر في صبيحة التاسع من نيسان عام 2003 وبدات تحكم العراقيين سياسة الديمقراطية ،كان جل أمنيات هذا الشعب العريق ان تولي الوجوه الجديده التي ظهرت في المسرح العراقي السياسي الجديد اهتمامها واحترامها لارادة ابناء الشعب وفق مبدأ الايثار ونكران الذات وحياة الضمير والشعور بمستوى المسؤولية،فمن مجلس الحكم الى الحكومة الانتقالية والى الدورة البرلمانية الاولى والحكومة المنتخبة رقم (1) والى كتابة الدستور وحتى عام 2010م وتجديد وجوه البرلمان عبر رسالة الشعب العراقي في السابع من اذار من نفس العام والصراع المستديم لتولي المناصب السياسية في الحكومة ،ولا ادري هل ان التنافس في تقمص المناصب هو خدمة للشعب الصبور ام شيء آخر لا احب ذكره عبر كل تلك القنوات لي الحق وكل الحق ان اقول انه وعلى مسافة "7" سنوات من الان لم يتغير شيء يذكر ،فالمستوى الامني شبه مفقود مع ان الصراع الطائفي تحول الى صراع سياسي ولعله يحمل تحت ردائه قنبله من السهولة ان تنفجر ليتحول كل شيء الى لاشيء ،واما المستوى الخدمي وبنية البلد التحتية فلا تزال في الدرك الاسفل من الكرة الارضية ،واما المستوى الزراعي فسلام عليه يوم ولد ويوم ارتحل ليرجو رحمة ربه ،واما المستوى الصناعي فلا اثر له يذكر الا بكلمة لامعنى لها من الصحة واما مستوى التخطيط والعمران فلم يرق الطابق الارضي في البلد. ومع ان واردات العراق والحمد لله خلال "7" سنوات وبواردات لاتقدر بثمن ولكنها بيعت على العقول الفاسدة بلا مقابل ،فهدرت الاموال وبيعت الضمائر حتى عد العراق فائزاً وبالمراتب الاولى من بين البلدان الفاسدة ادارياً ومالياً والحمد لله بشعارات ترفع واقوال لم تتجاوز الحناجر.الكهرباء ازمة واي ازمة ,الماء أطفأ الكهرباء بقوة مكنونه فيه ومن ثم هبت الرياح الصفراء لتجفيف المياه ويعود العراق الى ظلام دامس لانور ترى الاشياء من خلاله ولا ماء يطفئ نار الضمأ وما ترى اذ ان الا سراباً يراه الضمآن ماءً ,آمال تبددت وارادة تبعثرت وكأن الساسة العراقيون في عالم آخر بعيد كل البعد عن الشعب وعلي أظنهم في جزيرة "الواق واق", والشعب العراقي يعيش في مثلث برمودا فهو في دوامة من الاعاصير لن يصله احد ولم يره أحد ولم يفكر فيه احد الا الله والراسخون في العلم , التضحيات جسام والدماء الزاكيات التي سالت على ارض الرافدين غابت عن انظار المسؤولين في الدولة وكأن لم يكن شيئاً مذكوراً .اسألكم بالله تعالى الم يؤثر بكم الخراب المؤسساتي في كل يوم؟ وكل ذلك يحدث والمسؤولون منعمون بجنة الخلد في الحياة الدنيا اقول كفاكم ايها السادة حزناً على ابناء الشعب المسكين ،كفاكم سؤالاً عن الثكالى والارامل فأسئلتهم باتت بلا جواب ،كفاكم ابتسامة في وجه الايتام فبكاؤهم يندى له الجبين وكفاكم كفاكم... من كل شيء لأن كل شيء لكم ولاشيء لنا ,وهنيئاً لكم الجنة تدخلوها بسلام آمنين ان سلك بكم الطريق الى ذلك ، ولكن قفوا فان النار في قلوب العراقيين ستحول جنتكم الى جحيم وانتم تتنازعون على السلطة ولا سباق مع الزمن وختاما لا شيء لدي اقوله بعد كل ما اقول الا كلمة واحدة لعلها قد تكون جملة مفيدة لمن القى السمع وهو شهيد , حذار من عودة عقارب الساعة الى الوراء بعد طول انتظار لمخاض عسير عسير عسير .
https://telegram.me/buratha