احمد عبد الرحمن
يتحدث الجميع بدون استثناء عن مصلحة الوطن والمواطن، وتحفل الخطابات والادبيات السياسية والاعلامية لمختلف القوى والتيارات السياسية بمساحات واسعة للتنظير لذلك المفهوم.وفي هذا الجانب، وضمن ذلك الاطار، لانجد فوارقا واختلافات في المواقف والتوجهات والمتبنيات، وهذا امر مهم وجوهري للغاية، بيد انه ليس كافيا، اذ انه يحتاج الى ترجمة عملية على ارض الواقع حتى تتعزز وتتأكد مصداقية من يطرحه.وهنا يكمن ويتبين الاختلاف والفرق بين هذا الكيان السياسي وذاك، فبينما نجد كيانا سياسيا يحرص اشد الحرص على ترجمة الاقوال الى افعال، نجد كيانا سياسيا لاتتعدى فائدة وضرورة الاطروحات والشعارات النظرية لديه حدود الاستهلاك الاعلامي والسياسي الذي يراد من ورائه تحقيق مكاسب سياسية على حساب الاخرين من دون مراعاة واهتمام لما تمليه الامانة والمسؤولية الوطنية والاخلاقية والدينية والانسانية.وتتجلى مثل تلك المظاهر في الحملات الدعائية الانتخابية والمرحلة اللاحقة لها، التي يفترض ان تجد الشعارات الرنانة والعريضة التي رفعت خلال الحملات الانتخابية وتزاحمت فيما بينها، السبيل الى التطبيق بعد الانتخابات، وخصوصا بالنسبة للكيانات الفائزة.واليوم، وبعد حوالي شهرين على اجراء الانتخابات البرلمانية العامة في العراق، يمكن ان يلمس المواطن العادي في خضم الحراك السياسي والفوضى الضاربة اطنابها في المشهد العام للبلاد، ان مصالحه وهمومه وتطلعاته وطموحاته غائبة ومغيبة ومنسية لدى البعض للاسف، بحيث بات الهم الاول لبعض القوى والكيانات والتيارات هو كيفية الحصول على المواقع والمناصب والتشبث بها بأي ثمن، حتى وان ادخل ذلك التشبث والاصرار البلد في دوامة ازمات، ودفع بها الى مسالك خطيرة.نحن اليوم اشد مانكون الى تعزيز التلاحم الوطني، والقفز على الانا، وتقديم التنازلات للحفاظ على المنجزات المتحققة، وتجنب خيار الانكفاء والتراجع، الذي هو اسوأ واخطر الخيارات.لن يعود الفراغ الحكومي والدستوري بالنفع والفائدة على اي مكون من المكونات السياسية، ولن تنتهي دوامة السجال والجدل الا حين توضع مصلحة الوطن والمواطن في مقدمة الاولويات وفوق كل الاعتبارات قولا وفعلا.
https://telegram.me/buratha