اكرم الثوري
الاهم في الممارسة الديمقراطية هو التأسيس لثوابت الديمقراطية الصحيحة وتعزيز سياقاتها وترسيخ مرتكزاتها سواء جرت لصالحنا او ضدنا لاننا نعتقد باننا في نهاية المطاف سنحقق النجاح الباهر لصالح مسيرة شعبنا وسلامة مساره فيما لو نجحنا في تثبيت اركان الديمقراطية وتعميق اسسها في الواقع السياسي في العراق.فليس ثمة خاسر في الممارسة الديمقراطية لو فهمناها بعنوانها الصحيح ومسارها الواضح فالفائز في كل تقاديرها هو الشعب العراقي ونجاح الشعب العراقي هو نجاح لاحزابنا ومنظماتنا وقوانا السياسية التي تؤمن باهمية دور الشعب في تقرير المصير وترسيم السياسات الكفيلة في هذا الاتجاه.وليس لدينا خيار سوى الخيار الديمقراطي خاصة بعد التغيير الكبير للنظام الديكتاتوري في العراق وليس امامنا سوى هذا الخيار الذي لا نحيد عنه مهما تعددت الخيارات بل لو كنا نمتلك خياراً مثله في المرحلة الماضية لما لجأنا لحمل السلاح بوجه النظام الصدامي في عهد المعارضة لانها حرق كل الخيارات امامنا الامر الذي اضطرنا الى هذا الخيار المسلح وكذلك لو كانت خيارات عديدة متاحة امامنا لما حصل الذي حصل في العراق في التاسع من نيسان 2003 بل لما وفر النظام الصدامي الفرصة والشرعية الدولية لقوات الاحتلال لدخول العراق واسقاط نظامه.واليوم وبعد التجربة الديمقراطية التي تمخضت عن اكثر من عملية انتخابية وتصويت على الدستور لم يبق امامنا سوى المثول والقبول بالواقع الجديد سوى تحقق لنا ما نريد ام لم يتحقق.هناك من يريد وضع يداً مع الديمقراطية واخرى مع الخيار العنفي لتحقيق مصالحه السياسية ويحاول الايحاء بالعودة الى الخيار الاخر اذا لم يحصل على غاياته ومقاصده السلطوية وهو بذلك انما يريد البصق على الديمقراطية والسحق عليها وابتزاز الناس بعودة الارهاب والعنف الطائفي بمجرد انه لم ينجح في تحقيق تحالفاته السياسية التي تؤهله للوصول الى رئاسة الوزراء.التلويح بعودة العنف والتطرف والعودة الى المربع الاول لاستفزاز وابتزاز الشركاء والفرقاء في العملية السياسية هو تنصل ونكوص عن المشروع الديمقراطي بل انقلاب على الممارسة الديمقراطية وهو باختصار شديد نفاق سياسي وازدواجية في معايير الديمقراطية وافراغ لمحتواها الهادف.
https://telegram.me/buratha