المقالات

مواجهة الارهاب وازدواجية المعايير

696 11:52:00 2010-05-24

اكرم المبرقع

تعامل العرب الرسميون مع الواقع الجديد في العراق باسلوب انتقائي وازدواجي بعيداً عن كل القيم العربية والتعامل الانساني والاخلاقي مع الدم العراق الذي يراق يومياً دون ان يهتز للعرب رمش عين على اشقائهم العراقيين الذين يذبحون يومياً بسكاكين الارهاب والتكفير والعنف.لعبت الخلافات السياسية والعقائدية دوراً فاعلاً في تحديد مفاهيم الارهاب ومحدداته فان الارهاب الذي يستهدف الابرياء في العراق هو جهاد او مقاومة وضحاياه هم من القتلى بينما العنف الذي يستهدف السعوديين هو ارهاب وضحاياه من الشهداء.هذه الازدواجية في المصطلح والتعاطي مع المفاهيم سبب ارباكاً لدى الوعي العربي الرسمي ومرتكزات الوعي المسلم وكان للاعلام الفضائي دور بارز في تأكيد هذه الازدواجية والانتقائية في المعايير.فان شهداءنا قتلى وقتلاهم شهداء والارهاب الذي يستهدف مساجدنا ومراقدنا هو مقاومة جهادية لطرد المحتل فاصبحت هذه المصطلحات هي السائدة في سياق الخطاب الاعلامي والسياسي العربي الرسمي.واما مكافحة الارهاب في المنطقة والعالم فاصبحت من المهازل والمضحكات فاهم الدول التي تحارب الارهاب ووتتزعم التصدي له هي الداعمة له في العراق والساندة له بالمال والرجال والفتاوى لانه يستهدف العراقيين وتجربتهم الديمقراطية في العراق.التعاطي العربي الرسمي مع الحدث العراقي وظاهرة الارهاب التي تنخر بنسيج المجتمع العراقي وتحاول تقطيع اوصاله او تشظيته الى شظايا غير متآخية هذا التعاطي اتسم بازدواجية مقيتة ونفاق فاضح واصبح التعامل مع الدم العراقي باستخفاف عال اسهم في تعميق النزيف العراقي وارباك الوعي العربي الرسمي وفق اختلال النظرة الموضوعية لمفاهيم الارهاب التي تداخلت مع مفاهيم المقاومة والجهاد بسبب ضبابية الرؤية وغموض المواقف وتداخل الخنادق.المطلوب من المسلمين والعرب الرسميين الوقفة الجادة لمواجهة ومكافحة الارهاب بكافة اشكاله والتعامل مع بموضوعية دون تمييز او تفريق بين ارهاب واخر.وان التفرج على الارهاب في العراق والصمت سيدفع الجميع الثمن فان الارهاب لا يمتلك ادنى مقومات البقاء والتمييز وهو اعمى معصوب العيون يتحرك باتجاهات عديدة ولا نريد تذكير اشقائنا العرب بمواقفهم الداعمة لنظام صدام المقبور والصمت على جرائمه تجاه شعبه وكيف تحول فيما بعد الى شبح اجتاح دولاً ومدناً لجيراننا وانقلب على جميع الداعمين والساندين اليه بمجرد وجد فسحة للاعتداء فلا مجال للاعتذار او الندم لو انتقل الارهاب من العراق الى مساحات عربية رخوة تمنحه القوة والحيوية والتأثير فان ضرب الارهاب في العراق فرصة لمنع انتقاله الى الدول المجاورة وهذا يتوقف على مدى التعاون بين العراق وجيرانه لتطويق وتجفيف منابع الارهاب في العراق والمنطقة والعالم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك