ميثم الثوري
الارهاب مفهوماً وممارسة اتخذ مسارات متعددة اتسمت بالتأثير السياسي والعقائدي والثقافي وقد تتعدد مفاهيمه بحسب الايديولوجيات التي ترسم محدداته في الواقع الاسلامي.فاصبح هذا المفهوم يتبادر الى الاذهان بسبب تأثيرات النظم السياسية والتيارات الفكرية والدينية بينما هو الارهاب واحد قد يختلف بالدرجة لا بالنوع وهي بكل المفاهيم والمصطلحات واحداً لا يقبل التجزئة او الاستثناء بحسب المناطق والاهداف.والمؤسف ان المتبادرات الذهنية لمعاني الارهاب خضعت الى ازدواجية المعايير وتداعياتها اللفظية واصبح الارهاب يحمل وجوهاً متعددة بينما انيابه واحدة لا تقبل التعدد او التفريق.لابد من الاشارة والتوضيح للمسائل التي تقبل التجزئة والاستثناء عن غيرها من المسائل التي لا تقبل حتى تصور الاستثناء وتعقله.ومن تلك المسائل التي تقبل التجزئة والاستثناء والتفريق هي القضايا الشرعية المتعلقة بالاحكام كمن يحصل الاستثناء في مسألة الربا فلا ربا بين الولد وابيه او استثناء المكلف عن الصوم اثناء السفر او المرض او استثناء اكل الميتة في حالات الاضطرار، واما المسائل التي لا تقبل التجزئة والاستثناء مهما كانت الاحوال والظروف فهي القضايا العقلية كتمدد الحديد بالحرارة او دلالة الشمس على النهار او الواحد نصف الاثنين فهذه القضايا لا تقبل اي استثناء متصور.وموضوعة الارهاب من القضايا الثانية التي لا تقبل الاستثناء او التجزئة مهما كانت الاحوال لانه مرفوض بكل احواله وظروفه ولا يمكن تصور اي حالة تجيز لنا الارهاب او تستثنيه.وباعتقادنا ان الارهاب الذي يستهدف المترو والانفاق في لندن او المواطنين في واشنطن او المسلمين في المملكة العربية السعودية او المصلين في باكستان هو واحد لا يمكن ان تغير معانيه ومقاصده طبيعة الاهداف المرسومة لبشاعة هذا الارهاب الاعمى فلا يفقد خطورته واثامه بمجرد انه استهدف غير المسلمين في اوربا او يكون مرفوضاً لانه استهدف المسلمين في الباكستان او السعودية.قد تكون درجة بشاعته تختلف من حيث المكان والزمان وليس نوعه ومضمونه او معانيه ومصطلحاته فهو مرفوض بكافة اشكاله ومهما كانت نوايا فاعليه او اهدافهم فقد يكون في منتهى البشاعة عندما يستهدف المساجد والكنائس والمصلين في ازمنة محترمة وقد يكون اقل من ذلك بقليل عندما يستهدف محطات المترو والساحات العامة في اوربا لكنه مرفوض بشدة بكلا الاحتمالين والتقديرين لاعتقادنا ان رفضنا للبارات والملاهي لا يبرر نسفها وتفخيخ اهلها لان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يكون عبر الوسائل المحرمة فلا يطاع الله من حيث يعصى والغاية لا تبرر الوسيلة.
https://telegram.me/buratha