سعد البصري
الحراك السياسي الذي تشهده الساحة السياسية العراقية هذه الأيام له مدلولات عدة .. أهمها محاولة الخروج بالوضع في العراق من عنق الزجاجة كما يقولون وكسر حالة الجمود والإسراع في تكوين تحالفات لتشكيل الحكومة القادمة . إن مبدأ الشراكة الوطنية الذي تنادي به الكثير من القوى السياسية العراقية وعلى رأس تلك القوى التي اعتبرت مبدأ الشراكة الوطنية هو الحل للخروج من هذه الأزمة هو المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وعلى لسان السيد عمار الحكيم الذي دعا ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة واللقاءات المستمرة بينه وبين مختلف القيادات السياسية العراقية إلى أن الخروج بصيغة توافقية لابد أن يكون عبر مبدأ الشراكة الوطنية لأنه سوف يعُطي كل ذي حق حقه . نحن لا ننكر بأن هناك دعوات من السادة زعماء وأعضاء الكتل البرلمانية والفائزة منها على وجه الخصوص ، ولكن هذه الدعوات ليست بالمستوى الذي يكون معه الوصول الى صيغة توافقية تخدم المصلحة الوطنية العراقية وتلبي مطالب الشعب العراقي بكافة اطيافة وبجميع مكوناته ، فقد سعت بعض القوى العراقية الى تعطيل هذا المشروع من خلال وضع العراقيل امام الاسراع في حسم الكثير من المواضيع التي من شأنها وضع ثوابت حقيقية الغاية منها تكوين الحكومة بشكل سريع وقوي وكذلك كان للتدخل العربي والإقليمي بالشأن العراقي أثره البالغ في تعطيل هذا المشروع . على كل حال فأن الصيغة التوافقية لابد لها ان تكون مطابقة لما يساهم في تقوية المشروع الوطني وبالتالي فأن الاتفاق ما بين الكتل السياسية على صيغة توافقية يمكن له ان يزيل العقبات ويطوي الوقت والجهد في الإسراع بتشكيل الحكومة التي من شأنها النهوض بالواقع العراقي المتردي الى ما تصبوا اليه جميع تلك الكتل ووفق البرامج الحكومية التي وضعتها تلك الكتل . إذا فلابد للجميع ان يعلم إن سياسة الحوار واحترام الرأي الآخر وعدم إقصاء وتهميش إي جانب له مردوده الايجابي في الخروج بصيغ توافقية تخدم مبدأ الشراكة الوطنية ، والخلاصة إن ما دعا اليه سماحة السيد الحكيم إنما يعبر عن بعد ثابت وحقيقي لمجريات الأمور في المشهد السياسي العراقي وهو خطوة جريئة لكل من ينشد المصلحة الوطنية التي ما أن تتحقق حتى يبدأ في العراق عصر جديد من الثوابت التي من خلالها يمكن ان تنشأ حكومة وطنية قادرة على القيام بمهامها على احسن وجه وهذا هو بطبيعة الحال ما ينادي به الجميع .
https://telegram.me/buratha