المقالات

عندما يكون المفكر حرامي

1325 22:41:00 2010-05-22

قلم : سامي جواد كاظم

رحم الله ايام زمان ايام الحرمان من التكنلوجيا فانها ايام تختبر وتمحص الانسان الذي يعترك مع الحياة من اجل العمل والعبادة والتقرب الى الله عز وجل ، ونخص شريحة المفكرين والمحققين الذين يمضون الليالي والايام وهم غارقون وسط الاوراق الصفراء وفي دهاليز القرطاسية من اجل الوصول الى معلومة يعتمدها في تحقيقه حتى يصل الى النتيجة التي يروم اثباتها ، ولايمكن للمرء ان يقدر الجهد المبذول لتحقيق اي كتاب كتب على غلافه تحقيق المفكر الفلاني الا اذا احس بقيمة المعلومات التي يزخر بها الكتاب ، وما كان لاحد ان تسمح له اخلاقه سرقة جهود الغير وتنسيبها له .الحاسوب هذا الجهاز العظيم الذي وفر جهدا لا يمكن لنا ان نحدده فنقرة صغيرة على الماوس تاتيك من كوكل اي معلومة تنشدها ومن كل المصادر ،الحاسوب حاله حال السلاح فاننا يمكن ان نستخدمه للدفاع عن انفسنا ويمكن ان يكون اداة للجريمة فالحاسوب اليوم كذلك يمكن ان ينفعنا ويمكن ان يكون الة للجريمة ، ولو قلنا الة للجريمة فمن هو المجرم ؟ المجرم هم بعض الذين يدعون انهم مفكرون وكذلك الذين يدعون التاليف .الاستنساخ واللصق هي الاكثر استخداما من قبل بعض هؤلاء الذين يقولون باننا محققون حيث سرقة ليس المعلومة فقط بل حتى فصول وتنسيبها لنفسه ولي شواهد كثيرة على هذه الجرائم ولكني اتجنب ذكر الاسماء لان البعض يعتبر مفكر ودكتور .هذا اضافة الى تشابه كثير من الكتب مع كثير من الحشو او الالتفات الى جوانب معينة يقال عنها انها علم والحقيقة انها سفاسف ، بل وحتى الفلسفة التي يخصص لها كتب وموسوعات هي الاخرى تتعب العقل وقد تبعده عن جوهر المعلومة بحجة التفلسف .نظرة عابرة على معروضات اي مكتبة فاننا سنجد كثير من العناوين الجذابة ذات المضمون المبتذل اوالمتكرر ويجمعهما الحشو .على سبيل المثال وقفت على اغلب المؤلفات في المكتبات والانترنيت بخصوص الامام الحسين عليه السلام فوجدتها باستثاء تغيير الجملة الاسمية الى فعلية مثلا الحسين استشهد واستشهد الحسين فانها من فصيلة ( كوبي بيست ـ انسخ والصق ) وكلها تتحدث عن كيفية الولادة واقوال جده وابيه بحق الحسين وكيف سار الى كربلاء واستشهد والكرامات التي رافقت الاستشهاد ومسير الراس وبعض القصص المتكررة التي يتعرض لها الكتاب ، فيما عدا ذلك لم اجد على اقل تقدير حسب اطلاعي باحث او مفكر استطاع ان ياتي بشيء جديد من حياة الحسين عليه السلام حيث العبارات المتكررة من الحسين عبرة وعبرة وانتصار الدم على السيف والثناء على بطولة الشهداء ورواية الملك فطرس ومن هذا القبيل مئات من الكتب .هنا حقيقة علامة استفهام تبحث عن جواب وهي : خرج الحسين عليه السلام من مكة في الثامن من ذي الحجة عام 60 للهجرة ووصل الى كربلاء في الثاني من محرم عام 61 للهجرة اي عمر الرحلة 24 يوم ، هذه المدة ذكرت كثير من كتب التاريخ تفاصيلها حرفيا وكل مارافق مسيرة الحسين من احداث وروايات ولقاءات في الطريق واسماء المدن والبساتين التي مر بها ووقت مكوثه ومتى انطلاقه وقد كتبت موسوعات عن هذه الرحلة ، في حين نرى ان مدة امامة الحسين عليه السلام منذ استشهاد الحسن عليه السلام في الخمسين للهجرة وحتى سنة الرحلة اي عشر سنوات نجد ما كتب عن هذه الفترة لا يساوي 5% عن ما كتب عن مدة الرحلة ، فلو قلتم الظلم الاموي فاقول اين كان خلال الرحلة ؟ هنالك كتب تتحدث عن مواضيع اجدها لا تنفع المجتمع بل هي مجرد استهلاك لمن يعيش في الوهم وهناك كتب تتحدث عن علوم لو جهلها المسلم ما ازداد جهلا بل قد ينشغل بعلوم نافعة تجعل منه مفكر .هذه الكتب لها مردودان سلبيان اولا التبذير في طباعتها وثانيا الافكار الفارغة التي تتضمنها منها مثلا تفسير الاحلام وكيف تصبح مليونيرا والسحر والجن وما الى ذلك من كتب لو ذكرتها حسب راي الشخصي قد يزعل علي القارئ الكريم .هنالك كتب بدات تنتشر بكثرة منها مثلا كتاب الف حكمة للامام علي عليه السلام واخر كتب 5005 حكمة وثالث كتب 2136 حكمة ورابع زاد عليهم وكتب 10000 حكمة ولا اعلم ماهو الاسلوب المتبع الذي يدفع القارئ الى اقتنائها وقرائتها ؟انها مجرد استهلاك مادي من غير نفع ثقافي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين النجفي
2010-05-24
اجلس تحت المنبر فاسمع الخطيب وهو يشرح اية ما واذا به يقفز من موضوعه ويذكر لنا قصة عن بعض الملائكة وكيفية استخدام الانس لهم وللجن وعن بعض الطلاسم وبسرة البرق عاد الينا ثانية وشرح لنا مقتل ابي عبد الله الحسين عليه سلام الله ابد الابدين ؟ فاين نحن من ذلك الزمان وكاننا بدئنا نتحسر عليه وعلى رجاله المبدعين والعباقرة المفكرين وعن مواصع الشهادةفي سبيله ورخص الحياة لمرضاته تعالى انظر الى الرجال اليوم وهم متشبثين بالحياة وكان لا موت لعدها فيا عجبا لهذه العقول الرخيصه ورخص اصحابها تجاه ما نسمع ونرى ؟؟؟؟
ابو حسنين النجفي
2010-05-24
اخي الحبيب سامي لنتحدث قليلا كنت شابا يانعا في مدينتي وكان لي ابن عم قي عمري حاليا هو في مكتب السيد السيستاني روحي له الفداء كنا نتسابق لافتناء اي كتاب يثبت فيه اختلاف لتفسير اية ما او اي كتاب يذكر ان للقران اختلاف عن غيره وفي حين غفلة سالنا المعلم في الصف اي منكم يعلم ما هو اسم والد الامام علي ابن ابي طالب فاجاب الصف باكمله ابو طالب قال اعلم ذلك لكن هذه كنيته فما اسمه بهت الجميع وقلت له عبد مناف فقال هل علمك ابوك فقلت له بل الكتب فال نعم القاريءانت وزادنا ذلك المعلم من العلم بسطه واليوم تابع
محمد السوكاوي
2010-05-23
اشاطرك الرأي واضارعك الالم ، وحتى ان كثيرا ممن يقدمون في الصحف لاسيما الرسمية العراقية ومع ركاكة اسلوبهم وضمور الفكرة في داخلها وافتقار التجديد معها ، ومع ذالك يطرحون كمفكرين وكتاب وادباء من الطراز الاول مع ان قريحتهم لاتساعد على الانتاج الجديثد مطلقا !. اما ماذكرت من السرقات الفكرية سواء بنسخ الجمل والنصوص كاملة او بنسخ الافكار من الاخرين فحدث ولاحرج ما انتج ظاهرة عزوف القرّاء اخيرا عن القراءة لكثرة التكرار وتشابه الافكار ! شكرا لموضوعك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك