قلم : سامي جواد كاظم
رحم الله ايام زمان ايام الحرمان من التكنلوجيا فانها ايام تختبر وتمحص الانسان الذي يعترك مع الحياة من اجل العمل والعبادة والتقرب الى الله عز وجل ، ونخص شريحة المفكرين والمحققين الذين يمضون الليالي والايام وهم غارقون وسط الاوراق الصفراء وفي دهاليز القرطاسية من اجل الوصول الى معلومة يعتمدها في تحقيقه حتى يصل الى النتيجة التي يروم اثباتها ، ولايمكن للمرء ان يقدر الجهد المبذول لتحقيق اي كتاب كتب على غلافه تحقيق المفكر الفلاني الا اذا احس بقيمة المعلومات التي يزخر بها الكتاب ، وما كان لاحد ان تسمح له اخلاقه سرقة جهود الغير وتنسيبها له .الحاسوب هذا الجهاز العظيم الذي وفر جهدا لا يمكن لنا ان نحدده فنقرة صغيرة على الماوس تاتيك من كوكل اي معلومة تنشدها ومن كل المصادر ،الحاسوب حاله حال السلاح فاننا يمكن ان نستخدمه للدفاع عن انفسنا ويمكن ان يكون اداة للجريمة فالحاسوب اليوم كذلك يمكن ان ينفعنا ويمكن ان يكون الة للجريمة ، ولو قلنا الة للجريمة فمن هو المجرم ؟ المجرم هم بعض الذين يدعون انهم مفكرون وكذلك الذين يدعون التاليف .الاستنساخ واللصق هي الاكثر استخداما من قبل بعض هؤلاء الذين يقولون باننا محققون حيث سرقة ليس المعلومة فقط بل حتى فصول وتنسيبها لنفسه ولي شواهد كثيرة على هذه الجرائم ولكني اتجنب ذكر الاسماء لان البعض يعتبر مفكر ودكتور .هذا اضافة الى تشابه كثير من الكتب مع كثير من الحشو او الالتفات الى جوانب معينة يقال عنها انها علم والحقيقة انها سفاسف ، بل وحتى الفلسفة التي يخصص لها كتب وموسوعات هي الاخرى تتعب العقل وقد تبعده عن جوهر المعلومة بحجة التفلسف .نظرة عابرة على معروضات اي مكتبة فاننا سنجد كثير من العناوين الجذابة ذات المضمون المبتذل اوالمتكرر ويجمعهما الحشو .على سبيل المثال وقفت على اغلب المؤلفات في المكتبات والانترنيت بخصوص الامام الحسين عليه السلام فوجدتها باستثاء تغيير الجملة الاسمية الى فعلية مثلا الحسين استشهد واستشهد الحسين فانها من فصيلة ( كوبي بيست ـ انسخ والصق ) وكلها تتحدث عن كيفية الولادة واقوال جده وابيه بحق الحسين وكيف سار الى كربلاء واستشهد والكرامات التي رافقت الاستشهاد ومسير الراس وبعض القصص المتكررة التي يتعرض لها الكتاب ، فيما عدا ذلك لم اجد على اقل تقدير حسب اطلاعي باحث او مفكر استطاع ان ياتي بشيء جديد من حياة الحسين عليه السلام حيث العبارات المتكررة من الحسين عبرة وعبرة وانتصار الدم على السيف والثناء على بطولة الشهداء ورواية الملك فطرس ومن هذا القبيل مئات من الكتب .هنا حقيقة علامة استفهام تبحث عن جواب وهي : خرج الحسين عليه السلام من مكة في الثامن من ذي الحجة عام 60 للهجرة ووصل الى كربلاء في الثاني من محرم عام 61 للهجرة اي عمر الرحلة 24 يوم ، هذه المدة ذكرت كثير من كتب التاريخ تفاصيلها حرفيا وكل مارافق مسيرة الحسين من احداث وروايات ولقاءات في الطريق واسماء المدن والبساتين التي مر بها ووقت مكوثه ومتى انطلاقه وقد كتبت موسوعات عن هذه الرحلة ، في حين نرى ان مدة امامة الحسين عليه السلام منذ استشهاد الحسن عليه السلام في الخمسين للهجرة وحتى سنة الرحلة اي عشر سنوات نجد ما كتب عن هذه الفترة لا يساوي 5% عن ما كتب عن مدة الرحلة ، فلو قلتم الظلم الاموي فاقول اين كان خلال الرحلة ؟ هنالك كتب تتحدث عن مواضيع اجدها لا تنفع المجتمع بل هي مجرد استهلاك لمن يعيش في الوهم وهناك كتب تتحدث عن علوم لو جهلها المسلم ما ازداد جهلا بل قد ينشغل بعلوم نافعة تجعل منه مفكر .هذه الكتب لها مردودان سلبيان اولا التبذير في طباعتها وثانيا الافكار الفارغة التي تتضمنها منها مثلا تفسير الاحلام وكيف تصبح مليونيرا والسحر والجن وما الى ذلك من كتب لو ذكرتها حسب راي الشخصي قد يزعل علي القارئ الكريم .هنالك كتب بدات تنتشر بكثرة منها مثلا كتاب الف حكمة للامام علي عليه السلام واخر كتب 5005 حكمة وثالث كتب 2136 حكمة ورابع زاد عليهم وكتب 10000 حكمة ولا اعلم ماهو الاسلوب المتبع الذي يدفع القارئ الى اقتنائها وقرائتها ؟انها مجرد استهلاك مادي من غير نفع ثقافي .
https://telegram.me/buratha