المقالات

شخصية الحكومة وحكومة الشخص

737 15:49:00 2010-05-22

اكرم المبرقع

مشكلة العراق السابق هو اختلال موازين الدولة واختزال العراق كله بشخص الطاغية صدام حتى وظف كل شىء من اجله فلا برلمان ولو صوري ولا دستور ولو ظاهري ولا انسانية ولا قانون بل كل شىء من اجل (المهيب).وانتهى كل شىء بنهاية صدام وانهارت مؤسسات البلاد وتحول العراق الى فوضى عارمة ولم يبق سوى اعادة بناء الدولة من جديد وترميم التصدع الحاصل في بنية الانسان والبنيان وسياقات ادارة البلاد ضمن الاليات الصحيحة والاهتمام بالوطن باعتباره فوق الجميع وان الحاكم يرحل كما يرحل الاخرون ويبقى الوطن باق ما بقي الدهر.ما نود الاشارة العابرة اليه في هذا السياق هو العناية بكيان النظام السياسي واطار الدولة العام وحفظ حيثياتها ومغادرة المرحلة السابقة بكل تداعياتها ومأساتها.

والجدل المثير في العراق الجديد وخاصة هذه الايام ونحن نقترب على المصادقة على اعضاء مجلس النواب الجدد ثمة محاولات خطيرة لتأكيد دولة الحاكم وليس دولة المواطن او الانسان والانشغال في الشخص وليس في برامج الحكومة القادمة وهو ما يعزز الثقافة السابقة التي دفعنا ثمنها غالياً وجعل العراق كله رهن مزاج الحاكم القادم.الدولة والنظام السياسي لا يتقوم بالشخوص ولا يمكن ان نغير سياقات الدولة وفق ما يريده الاشخاص بل نغير الاشخاص وفق مقتضيات الدولة القوية فنحتاج حاكم وفق مقاسات الدولة ولا نحتاج الى دولة وفق مقاسات الحاكم كما كان سائداً في المرحلة السابقة.المرحلة الاصعب والاخطر ستكون بعد المصادقة على نتائج الانتخابات حيث تشتد قوة التحالفات والتفاهمات لتشكيل الحكومة ولكننا نتمنى ان يكون الوطن والمواطن هما العنصر الحاضر في الحراك التحالفاتي القادم. والمؤسف في هذا السياق هو تمسك البعض بالسلطة وعدم الانتباه الى مخاطر هذا التمسك السلبي ونتمنى لو يقتدي هؤلاء بالزعيمة الاسرائيلية ليفني الذي تقدمت على منافسيها ولكنها فشلت في ايجاد تحالفات تؤهلها لرئاسة الحكومة الاسرائيلية فانسحبت تاركة المجال لغيرها وكذلك لا ننسى موقف رئيس وزراء بريطانيا براون وكيف قدم استقالته من الحكومة.من العار علينا ان نحسب انفسنا على المعارضة العراقية السابقة التي كانت تدين نظام صدام وتكرر نفس اخطائه السابقة وقد صدق الشهيد الصدر في رؤيته حول السلطة والامارة بقوله لو كان دنيا هارون بأيدينا فهل نسجن موسى الكاظم ام نطلق سراحه ... انها مجرد افتراضات وتساؤلات سينجح فيها قوم ويخسر اخرون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك