اكرم المبرقع
مشكلة العراق السابق هو اختلال موازين الدولة واختزال العراق كله بشخص الطاغية صدام حتى وظف كل شىء من اجله فلا برلمان ولو صوري ولا دستور ولو ظاهري ولا انسانية ولا قانون بل كل شىء من اجل (المهيب).وانتهى كل شىء بنهاية صدام وانهارت مؤسسات البلاد وتحول العراق الى فوضى عارمة ولم يبق سوى اعادة بناء الدولة من جديد وترميم التصدع الحاصل في بنية الانسان والبنيان وسياقات ادارة البلاد ضمن الاليات الصحيحة والاهتمام بالوطن باعتباره فوق الجميع وان الحاكم يرحل كما يرحل الاخرون ويبقى الوطن باق ما بقي الدهر.ما نود الاشارة العابرة اليه في هذا السياق هو العناية بكيان النظام السياسي واطار الدولة العام وحفظ حيثياتها ومغادرة المرحلة السابقة بكل تداعياتها ومأساتها.
والجدل المثير في العراق الجديد وخاصة هذه الايام ونحن نقترب على المصادقة على اعضاء مجلس النواب الجدد ثمة محاولات خطيرة لتأكيد دولة الحاكم وليس دولة المواطن او الانسان والانشغال في الشخص وليس في برامج الحكومة القادمة وهو ما يعزز الثقافة السابقة التي دفعنا ثمنها غالياً وجعل العراق كله رهن مزاج الحاكم القادم.الدولة والنظام السياسي لا يتقوم بالشخوص ولا يمكن ان نغير سياقات الدولة وفق ما يريده الاشخاص بل نغير الاشخاص وفق مقتضيات الدولة القوية فنحتاج حاكم وفق مقاسات الدولة ولا نحتاج الى دولة وفق مقاسات الحاكم كما كان سائداً في المرحلة السابقة.المرحلة الاصعب والاخطر ستكون بعد المصادقة على نتائج الانتخابات حيث تشتد قوة التحالفات والتفاهمات لتشكيل الحكومة ولكننا نتمنى ان يكون الوطن والمواطن هما العنصر الحاضر في الحراك التحالفاتي القادم. والمؤسف في هذا السياق هو تمسك البعض بالسلطة وعدم الانتباه الى مخاطر هذا التمسك السلبي ونتمنى لو يقتدي هؤلاء بالزعيمة الاسرائيلية ليفني الذي تقدمت على منافسيها ولكنها فشلت في ايجاد تحالفات تؤهلها لرئاسة الحكومة الاسرائيلية فانسحبت تاركة المجال لغيرها وكذلك لا ننسى موقف رئيس وزراء بريطانيا براون وكيف قدم استقالته من الحكومة.من العار علينا ان نحسب انفسنا على المعارضة العراقية السابقة التي كانت تدين نظام صدام وتكرر نفس اخطائه السابقة وقد صدق الشهيد الصدر في رؤيته حول السلطة والامارة بقوله لو كان دنيا هارون بأيدينا فهل نسجن موسى الكاظم ام نطلق سراحه ... انها مجرد افتراضات وتساؤلات سينجح فيها قوم ويخسر اخرون.
https://telegram.me/buratha