ميثم المبرقع
ثمة حقيقة لا يمكن تجاهلها او التغافل عنها وهي انه كلما طال تأخير تشكيل الحكومة كلما ضعفت ثقة الشعب بتجربته الديمقراطية الرائدة التي كان يعول عليها كثيراً ويضحى من اجلها وما زال يدافع عنها.قد يكون التأخير قهرياً وخارجاً عن ارادة الكتل النيابية الفائزة وقد يكون التأخير لمصلحة عليا وربما يضر التسرع احياناً على تشكيلية الحكومة بمفاصلها الصحيحة.واذا تفصحنا بدقة اسباب التأخير فلسوف نجد انها اسباب تتعلق بموقع رئاسة الوزراء والصراع على هذا المنصب المثير ونكاد نجزم ان التأخير لم يكن بسبب مصالح عليا او ظروف قاهرة خارجة عن ارادة السياسيين بل السبب الاول والاخير تنافس على هذا الموقع الخطير.لا نريد ان نقتدي بالزعيمة الاسرائيلية ليفني وشجاعتها وشفافيتها بالتخلي عن موقع رئاسة الوزراء بعدما فشلت في ايجاد ائتلافات وتحالفات تؤهلها للوصول الى منصب رئاسة الوزراء في اسرائيل، او رئيس وزراء بريطانيا بروان الذي استيقظ صباحاً ليقدم استقالته من منصبه خلال اربع وعشرين ساعة ، فهذا الاقتداء مخجل في بلد تحرر من الديكتاتورية واتجه باتجاه الديمقراطية كما لا نريد استعارة ادوار واستنساخ مواقف الحكام العرب المتمسكين بالسلطة الى الابد ولم يخرجوا منها الا محمولين على التابوت الى مثواهم الاخير.نأمل ان يعكس المتنافسون على موقع رئاسة الوزراء الوجه المشرق للمشروع الديمقراطي في العراقي ويعطوا انطباعاً ايجابياً للشعب العراقي وشعوب المنطقة ويكون انموذجاً يقتدي بها الاخرون لا محاولة للمقارنة ما بينهم وبين النظام السابق وكيف كان يختزل كل العراق بشخص (المهيب) الذي يهاب كل شىء الا شعبه.نتمنى ان يصحو عشاق السلطة من اغماءة الوعي ونشوة المنصب لكي يعلنوا بشجاعة موقفهم للتنازل عن بعض مصالحهم دون الشعور بان العراق لن يستقيم الا بوجودهم ووصولهم الى رئاسة الوزراء.ان ما يدور في العراق من مأدبة طعام اقامه الرئيس مام جلال لقادة الكتل السياسية هي خطوة بالاتجاه الصحيح من اجل اذابة الجليد وتبديد حالات سوء الظن وتقريب المواقف وترطيب المشاعر بين قادة العراق ولكننا نقولها بأسف اذا لم يجمعنا نزيف الدماء فكيف توحدنا مأدبة غداء؟
https://telegram.me/buratha