المقالات

حكومة البرنامج الخدمي

684 15:40:00 2010-05-21

د. احمد المبارك

يتصارع اليوم على الساحة السياسية العراقية مشروعان يعتبران المقدمة الموضوعية للدولة العراقية ومشروعها المستقبلي وكما يقال في المنطق ان الامور بمقدماتها فمتى ما كانت المقدمات صحيحة كانت النتائج صحيحة ومثمرة ، وان ما يريده العراقي هو الخدمة الوطنية او برنامج الخدمة الوطنية والنزاهة والشفافية ولهذه الحكومة مقدمة واحد تنجح بها ومقدمة اخرى لن توصلنا الى ما نريد من نتائج ولنحاول ان نحلل صراع المشروعيين المطروحيين على الساحة السياسية المشروع الاول جوهره يقوم على الشخص الذي سيقود رئاسة الحكومة حيث تقوم هذه النظرية على ان الزعيم س او ص هو الذي يأخذ على عاتقه تقديم ما يريده المواطن ضمن مبدأ الحكومة القوية ورجل المرحلة وهذه النظرية من النظريات القديمة التي عاشها العراقي بل العرب جميعا لايزالون يرزحون تحت نير هذه النظرية التي خلفت الاقصاءات وغرف الاعدام المظلمة وغرف التعذيب النتنة والتي لم تدفع الى تطور اي دولة من الدول العربية التي في غالبها تعتمد هذه النظرية والتي تجد في شخص الرئيس الولي والمنعم والمقدس والصحيح وما عداه شر وجاسوسية حيث تتضخم دوائر الامن وتتسيد الرتب العسكرية التي لاتعترف الا بالقمع وسيلة ناجعة لتدجين المجتمعات وهي مقدمة لاتتشكل فيها خدمة وطنية ولا ترقى فيها الشعوب ولا تتقدم الى الامام بل تنحدر نحو التخلف ودونية المواطنة ولا نحتاج للكثير من الامثلة فالعراقي عاش اسوء تلك الامثلة والتجارب اما النظرية الثانية هي تلك النظرية التي يحاكم عن طريقها السياسيون على برامجهم التي وضعوها لا نفسهم النظرية المؤسساتية في بناء الدولة وهي المرحلة او النظرية التي لم نعشها او نطبقها بعد كما لم تعشها اي دولة عربية لحد الان والتي تعيشها اليوم معظم الدول الغربية المتقدمة التي ينظر البعض اليها على انها تجارب مبهرة رغم ان تلك الشعوب تعيش انحدار اخلاقيا وثقافيا مريعا ومع ثقافتنا واخلاقنا فأن تجربة البرنامج الانتخابي لو تم التأسيس لها في حكومتنا القادمة لقدمت نتائج وثمرات مبهرة قد تدعو الدول الاخرى لانتهاجها ونحن اليوم على مفترق طرق اما ان نعود رويدا الى حكم الرئيس الواحد ودكتاتورية العوائل والشخوص او نذهب الى الامام بتطبيق الرؤية الثانية نظرية البرنامج الانتخابي وحكومة الخدمة الوطنية وهو خيار السياسيين اليوم وضغط المواطن في دولة ولدة فيها الديمقراطية حديثا ودائما ما تكون طفولة الدولة هي الصيغة التي تنشأ من خلالها قوة الدولة فأن الطفل السقيم لن يحقق الكثير من احلامه بقدر ما يحققه ذلك الطفل السليم الذي ينشأ نشأة سليمة ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك