المقالات

.خجل...واستحياء...عروبي...مؤجل

829 11:24:00 2010-05-20

الدكتور يوسف السعيدي

المؤلم والمحزن والمخيف إن بقيت الأوضاع على ما هي عليه في كل أقطار العالم العربي من خنوع وتملق وانتهازية ووصولية وسكوت عن الظلم وإنكار للحق وتزييف للحقيقة، أن تغرق شعوب هذا العالم في حالة من اليأس والإحباط، وتلتهمها نيران الضغائن والأحقاد، وتعود إلى موروثها الدموي لتسن منه الرماح والنبال المسمومة لتطعن بها كليبا آخر، ويظهر جساسون جدد.كنا نتصور بعد قرون من الانفتاح الحضاري على العالم الآخر ومدّ الإنسانية بأقدس رسالة في هذا الكون دينيا وأخلايا وثقافيا وتربويا واجتماعيا أننا ودّعنا والى الأبد جاهليتنا الأولى، وخرجنا من دوائر القبيلة وأعرافها وأحكامها وقيودها، وأن الزاد الوحيد الذي أخذناه منها هو النبل والشرف والوفاء والكبرياء.هل كتب علينا أن نعود في كل مرة إلى الخيمة نفسها لنستحضر رموز القبيلة ونؤلبهم على إخوانهم وبني جلدتهم، وننكر عشق عنتر لعبلة، ونجرّم قيس لأنه أحب ليلى وندوس على حلمهم الجميل.هل قدّر لنا أن نرجع في كل مرة إلى أزمنة الانحطاط وعصور الحريم والجواري والعبيد لنستعطف الكافوريين، ونظل واقفين على أبواب التاريخ نشاهد حبال المشانق في كربلاء.هل قدّر للحسين أن يموت مرتين من أجل جرعة ماء، وتسقط كلماته من غير أن تنقذ الحق من ذهب الأمراء..؟وهل بإمكان ابن رشد أن ينصفنا من الدجّالين والسفهاء..؟هل يجوز للعرب أن يتخاصموا فقط فيما بينهم ويضمرون الشر لبعضهم البعض وينزلون الفارس من على صهوة جواده ولا يشعرون بالغيرة على شرفهم المداس، وعلى رموزهم الدينية والحضارية وهي تنتهك وتتعرض للتحريف وللتزييف..!كيف يمكن أن يكونوا على غير هذه الصورة وعلى غير هذا الوضع وهم راضون ومستسلمون صاغرون مستعبدون يجلدون على جباههم وعلى جنوبهم، دخولهم إلى أماكن العبادة كخروجهم منها لا شيء يحمي فيهم الضمائر والنفوس كأنهم ما سمعوا وما تلِيت عليهم الآيات الكريمة ولا وقر الإيمان في قلوبهم، صُمُّ عُمي فهم لا يبصرون.؟هل بأمثال هؤلاء وبمن يحكمهم تتحرر العقول.. وتنزع الغشاوة عن الأبصار، وتستقيم الأوضاع ويعود الرشد إلى من لا رشد له.؟هل بهؤلاء الذين يكيدون لإخوانهم ويكرسون المظالم ويدفنون الحق ولا يجهرون إلا بالباطل، في حين ترتعد فرائصهم ويصابون بالخوف وبالذعر من عدوهم التاريخي، يمكن أن نتوسم الخير ونأمل في المستقبل، ونحلم بالتغيير..؟..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك