اكرم المبرقع
حاول اعداؤنا طيلة التغيير الحاصل في العراق سنة 2003 بذل كل جهودهم ومساعيهم لاجهاض المشروع الديمقراطي في العراق او محاولة تشويهه على اقل التقادير.ووظفوا امكانات ضخمة مالية واعلامية وساندتهم حكومات ومؤسسات خليجية (خيرية) بتطويع الانتحاريين والسيارات الناسفة وفضائيات وخبرات من اجل زعزعة الوضع السياسي والامني او زعزعة ثقة المواطن العراقي والعربي بالنموذج الديمقراطي الفريد في العراق والمنطقة.ورغم كل الامكانات والقدرات التي سخرها اعداء العراق ومحاولة ايجاد الفتنة الطائفية من جهة والايحاء بفشل قادة العراق الجدد في ادارة البلاد بالاتجاه الصحيح لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً ولم يحققوا غاياتهم واهدافهم المرسومة بسبب صبر العراقيين وصمودهم وحكمة المرجعيات الدينية وحرصها ووعي القيادات السياسية وحنكتها.وما نخشاه بعد نجاحنا في تجاوز الازمات وتحقيق ما يهدف اليه اعداؤنا بمختلف توجهاتهم هو تحقيق ما عجز عنه هؤلاء الاعداء وتقديم لهم خدمة مجانية نتيجة اخطائنا القاتلة وسعينا الشديد على السلطة والمناصب وهو ما سيحقق لاعدائنا ما عجزوا عنه وهذا هو الخطر الحقيقي خاصة عندما تبدأ الاخطاء من داخل العملية السياسية وليس من خارجها.الممارسات السياسية اليومية والسعي الى السلطة وطبيعة الصراع القائم ومحاولات تأخير تشكيل الحكومة وعدم الاعتراف باخطائنا وتشتيت اصواتنا وتفرقنا بائتلافين سيعطي انطباعات خطيرة على الممارسة الديمقراطية وتطبيقاتها الخاطئة وسيؤدي الى خلط وتعميم وتشويه من الداخل للمشروع الديمقراطي في العراق.اخطاء بعض الساسة العراقيين وانشغالنا واهتمامنا بقضايانا الخاصة سيخدم المخطط الارهابي التكفيري بشكل مجاني بعدما عجز اعداؤنا رغم الامكانات المبذولة من تحقيق معشار ما تحقق بسبب اخطائنا.متى ننتبه الى خطورة التوجهات الانانية والحزبية ومتى نصدق مع شعبنا ونكون بمستوى المسؤولية التأريخية؟ ومتى نضحي من اجل الشعب ولو ببعض المصالح؟
https://telegram.me/buratha