المقالات

المقابر الجماعية ..شاهد على التأريخ

950 18:22:00 2010-05-18

احمد عبد الرحمن

 يبدو ان ازلام نظام البعث الصدامي البائد الذين مازالوا يأملون باعادة عجلة الزمن والتأريخ الى الوراء، يختارون الايام السوداء في سجل نظامهم الاجرامي الدموي، ليفصحوا عن نواياهم ومخططاتهم وطموحاتهم.والبيان الذي اصدرته جماعة المجرم الهارب محمد يونس الاحمد مؤخرا، والذي تؤكد فيه بكل صلافة ووقاحة نهجها الدموي ضد ابناء الشعب العراقي، جاء متزامنا مع اليوم الوطني للمقابر الجماعية، التي بلغ عدد المكتشف منها حتى الان اكثر من اربعمائة مقبرة في مختلف انحاء البلاد، وربما الباقي اعظم.ولعل ذلك التزامن يعكس حقيقة ان هؤلاء المجرمين الارهابيين لايقرأون التأريخ ولايستذكرونه، لانهم لو كانوا يقرأون ويستذكرون لاختاروا توقيتا اخرا للاعلان والتأكيد على نهجهم غير يوم المقابر الجماعية، التي تعد لوحدها كافية للتدليل على دموية واجرام وعنجهية نظام البعث الصدامي. فالمقابر الجماعية تعد واحدة من ابرز مظاهر الحقبة البعثية الصدامية، وهي تحكي بطريقة مأساوية تتقاطع مع كل القيم والمباديء الانسانية والاخلاقية والدينية جزءا من تأريخ دموي حافل بأبشع صور الجرائم.وللمرء ان يتصور بشاعة ان يتم دفن مجاميع من البشر وهم احياء، او بعد قتلهم، في حفر كبيرة، مثلما يتم التعامل مع اكوام النفايات حينما يراد التخلص منها.واذا كان العالم مازال يذرف الدموع على ضحايا الحكم النازي في المانيا خلال الحرب العالمية الثانية، الذين قتلوا في ما يعرف بـ"الهولوكوست"، فأن ضحايا المقابر الجماعية يستحقون ان يذرف العالم عليهم اضعاف ماذرف ويذرف على ضحايا النازية.ان استذكار ضحايا المقابر الجماعية، يمثل خطوة مهمة، حتى يعرف العالم وتعرف الاجيال اللاحقة ماتعرض له العراقيون من ماسي وويلات على يد ابشع نظام ديكتاتوري استبدادي دموي عرفه التأريخ.وبنفس المستوى من الاهمية لابد ان يتم الحفاظ على المقابر الجماعية وعدم تضييع ودرس معالمها، لانها تحكي واقع حقبة زمنية مؤلمة من تأريخ العراق المعاصر، لاينبغي ان تعود مرة اخرى، وتكاتف العراقيين وتوحدهم بوجه كل المخططات الارهابية هو الكفيل بالحؤول دون عودة الحقبة السوداء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك