احمد عبد الرحمن
يبدو ان ازلام نظام البعث الصدامي البائد الذين مازالوا يأملون باعادة عجلة الزمن والتأريخ الى الوراء، يختارون الايام السوداء في سجل نظامهم الاجرامي الدموي، ليفصحوا عن نواياهم ومخططاتهم وطموحاتهم.والبيان الذي اصدرته جماعة المجرم الهارب محمد يونس الاحمد مؤخرا، والذي تؤكد فيه بكل صلافة ووقاحة نهجها الدموي ضد ابناء الشعب العراقي، جاء متزامنا مع اليوم الوطني للمقابر الجماعية، التي بلغ عدد المكتشف منها حتى الان اكثر من اربعمائة مقبرة في مختلف انحاء البلاد، وربما الباقي اعظم.ولعل ذلك التزامن يعكس حقيقة ان هؤلاء المجرمين الارهابيين لايقرأون التأريخ ولايستذكرونه، لانهم لو كانوا يقرأون ويستذكرون لاختاروا توقيتا اخرا للاعلان والتأكيد على نهجهم غير يوم المقابر الجماعية، التي تعد لوحدها كافية للتدليل على دموية واجرام وعنجهية نظام البعث الصدامي. فالمقابر الجماعية تعد واحدة من ابرز مظاهر الحقبة البعثية الصدامية، وهي تحكي بطريقة مأساوية تتقاطع مع كل القيم والمباديء الانسانية والاخلاقية والدينية جزءا من تأريخ دموي حافل بأبشع صور الجرائم.وللمرء ان يتصور بشاعة ان يتم دفن مجاميع من البشر وهم احياء، او بعد قتلهم، في حفر كبيرة، مثلما يتم التعامل مع اكوام النفايات حينما يراد التخلص منها.واذا كان العالم مازال يذرف الدموع على ضحايا الحكم النازي في المانيا خلال الحرب العالمية الثانية، الذين قتلوا في ما يعرف بـ"الهولوكوست"، فأن ضحايا المقابر الجماعية يستحقون ان يذرف العالم عليهم اضعاف ماذرف ويذرف على ضحايا النازية.ان استذكار ضحايا المقابر الجماعية، يمثل خطوة مهمة، حتى يعرف العالم وتعرف الاجيال اللاحقة ماتعرض له العراقيون من ماسي وويلات على يد ابشع نظام ديكتاتوري استبدادي دموي عرفه التأريخ.وبنفس المستوى من الاهمية لابد ان يتم الحفاظ على المقابر الجماعية وعدم تضييع ودرس معالمها، لانها تحكي واقع حقبة زمنية مؤلمة من تأريخ العراق المعاصر، لاينبغي ان تعود مرة اخرى، وتكاتف العراقيين وتوحدهم بوجه كل المخططات الارهابية هو الكفيل بالحؤول دون عودة الحقبة السوداء.
https://telegram.me/buratha