علي حسين غلام
التصريحات اللامسؤولة حول الحرب الاهلية صدرت لأول مرة على لسان السيد اياد علاوي خلال فترة أعلان التحالف الوطني بين أئتلاف دولة القانون والأئتلاف الوطني العراقي ، والغاية منها الضغط على هذا التحالف الجديد ووضع العصى في عجلة العملية السياسية من رؤية سياسية قاصرة ناتجة عن ردود أفعال غير منضبطة لتصور ضياع منصب رئاسة مجلس الوزراء وهي مصلحة شخصية بحته بالأضافة الى طموح رموز وشخصيات معروفة في القائمة العراقية لأستلام الحكم وتثبيت دعائم وأسس البقاء في السلطة بنفس المضمون السابق ولكن بشكل جديد ، مع دالة تدخل القوى الأقليمية والتأثير الفعال لها على السيد علاوي بأجندة لا تخفى على أحد ، وأن هذه التصريحات هي رسالة الى الجانب الأمريكي لغرض الضغط على التحالف الجديد أيضاً ، من أجل عدم أقصاء القائمة العراقية وأشراكه في السلطة التنفيذية للأسباب التي ذكرناها سلفاً ، والتصريح الجديد لتركي الفيصل رئيس جهاز الأستخبارات السعودي السابق هو مكمل لنفس المشروع الذي يرى في التحالف الجديد تحطيم لأحلام وغايات أستلام السلطة ، وبعثرة لجهود مضنية وضياع لأموال كبيرة صرفت ، والأهم من كل ذلك هو الفشل الذريع للدور السعودي في تغيير ما كانت تصبوا اليه ، لتكون القوة المؤثرة في جميع المعادلات السياسية العربية والشرق الأوسطية ، وأضافته لو كتب النجاح لهذا المشروع الى خزينة السياسة السعودية الأقليمية والدولية ، بالأضافة الى رفع المعنويات لدى القاعدة نتيجة تلقيهم الضربات الموجعة على أيدي القوات الأمنية ، وتحفيز القوى التي تدعمها لتقديم المزيد من الدعم المادي واللوجستي ، ألا أن السيد علاوي والسيد الفيصل للأسف لا يدركان ولا يعلمان عن قصد أو غير قصد العواقب الخطيرة لا سامح الله من قيام حرب أهلية بمفهومها الواسع لتشمل جميع المكونات العرقية والقومية والمذهبية والأثنية ، والنتائج السلبية للتطور هذا الحرب أقليمياً ومن ثم دولياً ، وجر العراق والدول الأقليمية الى صراعات أيدلوجية قومية وطائفية وأثنية تأخذ طابعاً دموياً وويلات وخراب ودمار لتحرق الأخضر واليابس ودق الأسفين بين الشعوب الأسلامية والعربية ، وزرع بذرة الفتنة والتخندق بين هذه الشعوب التي ستمد الى سنين وقرون لا يعرف نهايتها الا الله عزوجل ، وبلا شك أنها ستكون كارثية مهولة بسبب أشتراك جميع القوى الأصولية الرادكالية في هذا الصراع ، والأهم من كذلك فأن أية شرارة تحدث مهما كان حجمها وقوتها ، يبدأ معها الشروع بخطوات نحو مشروع بايدن للتقسيم وهذا ما تصبوا اليه أمريكا والغرب ، وتعمل عليها دول أقليمية وخليجية من أجل أضعاف العراق وتفتيته لعقدة في نفوسهم من أهميته ومحوريته بالرغم من الضعف الحالي ، فعلى القائمة العراقية التي تدعي الوطنية أن تشجب هذا التدخل وأن تتخذ موقفاً صارماً منه وقطع الطريق على كل من يعمل لصالح هذا المشروع ، كموقفها من التصريحات الايرانية على مختلف المستويات ، وألا فأن تقسيم بايدن سيكون حقيقة والحل الواقعي لأنهاء الحرب الأهلية التي يزعمون ، ومن ثم تبدأ تركيا في محاولة ضم الموصل وكركوك المتنازع عليها مع الأكراد ، ونوايا سورية وأردنية في قضم أراضي عراقية ما عدا المآسي والآلام التي سعاني منها الشعب العراقي نتيجة الحرب الأهلية ، فهل هذا ما تريدونها ياأيها السادة في القائمة العراقية ؟.!
https://telegram.me/buratha