ميثم الثوري
قد لا يشعر بالخطر الحقيقي من يعيش حلاوة السلطة ويحلم بالوصول اليها وربما تقوده خياراته المفتوحة الى اختيار اصعبها واعقدها باعتبار ان صاحب السلطة والساعي اليها اعمى لا يرى الا تحقيق الوصول اليها والحفاظ عليها والامساك بها.المشهد العراقي الراهن يستجيب لانفعالات وارتجالات سياسيين امسكوا زمام المبادرة في السلطة والقرار ويعكس طبائع العاشقين للسلطة والبقاء بها ولو على جثثت الابرياء واشلاء الضحايا ومستنقع الدماء.السلوك السياسي لبعض الفائزين في الانتخابات يعكس اهتزاز الشعارات المرفوعة والتصورات المعلنة ويضع مصداقية هؤلاء السياسيين المعرقلين للممارسة الديمقراطية على المحك ويكشف خطورة المشهد العراقي الجديد واقترابه الى حد بعيد من ممارسات النظام السابق واستئثاره بالسلطة واحتكاره القرار والحكم والشعور بانه هو الوحيد المنقذ وهو الجدير بالحكم دون سواه.الشعور بالمسؤولية الوطنية وخطورة المنعطف ينبغي ان يكون باعلى درجاته لدى من عاش معاناة ومأساة المرحلة الماضية وذاق طعم المرارة والقمع والتعذيب ولا يمكن ان ينسوا او يتناسوا خطورة وبشاعة المرحلة السابقة التي دفع ثمنها شعبنا بكل اطيافه وطوائفه.وان هدف الوصول الى السلطة ليس باهم من الحفاظ على المعادلة الجديدة او التفريط بها فمن فقد المعادلة الجديدة سيفقد كل شىء وسيندم ولات حين مندم باعتبار ان الاطار العام للدولة الديمقراطية الجديدة في العراق سيحقق لنا المنجز الاهم في الوصول الى السلطة وبغيابه سيغيب كل شىء فليس من الصحيح التفريط بالاطار العام للدولة من اجل نشوة الوصول الى الحكومة.المواطن العراق يتابع بذهول واستغراب ظاهرة التمسك بالسلطة بكل السبل والامكانات وتقوده هذه الممارسات الى مقارنة قهرية بين رجال السلطة الحاليين وغيرهم من السابقين الذين اساءوا استخدام السلطة اسوء استغلال وكشفوا عن شهوة مبيتة ومستحكمة للسلطة ولم يفكروا بمغادرتها الا بضغط خارجي بينما هم يعلنون بشكل صريح بانهم ضد التدخلات الخارجية.بناء العراق ومؤسساته الدستورية وتأكيد ثقافة انتقال السلطة سلمياً لا يتحقق بالطريقة التي تدار بها السلطة هذه الايام بل تؤكد خلاف ذلك تماماً فهناك من يحاول عرقلة كل الجهود الرامية الى تشكيل الحكومة وتعميق الشراكة الوطنية والانتماء الوطني وطمأنة الاخر باخلاقية وشفافية الاسلوب الذي يقود الحكم في العراق.الحكم اسلوب ووسيلة لتحقيق اهداف عليا تخدم الوطن والمواطن وعندما يتحول الى غاية للاحزاب السياسية فانه يسيىء الى سمعة القوى السياسية التي ناضلت وقاتلت النظام السابق من اجل تحقيق حكم عادل تسوده الكرامة والحرية والامان.التضحية من اجل الوطن تتطلب موقفاً مشرفاً للاحزاب السياسية بالتخلي عن طموحاتها السلطوية التي تقود البلاد الى حافة الهاوية وتأسيس وعي سياسي لثقافة استلام السلطة وفق المناخات الديمقراطية بعيداًعن الانقلابات والاغتيالات التي اعتاد عليها العراق السابق.
https://telegram.me/buratha