ميثم الثوري
يذكر احد رجالات الحركة الاسلامية في مصر في ذكرياته بان حركة اخوان المسلمين كان تطالب السلطات المصرية بحرية الرأي والمعتقد وحرية القول وعندما تم اعتقالنا في سجن طره المصري اخذنا نطالب السلطات الامنية بحرية (البول) بسبب عدم وجود مرافق صحية داخل الزنزنات وغرف المعتقلات الضيقة فتحولت مطالبنا من حرية القول الى حرية (البول).هذه القصة تذكرنا بتقزيم طموحاتنا ومطالبنا وتهميشها الى حد ان نتنازل عنها ثم تتحول مطالبنا الى هامشية ونتخلى عن مطالبنا الاساسية، وتذكرنا ايضاً هذه الذكريات بما حصل ويحصل هذه الايام في العراق وتحديداً الضجة المفتعلة حول لقاء الزعيمين السيد المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون والدكتور اياد علاوي زعيم ائتلاف العراقية.الحديث عن هذا اللقاء واهميته وترتيباته غطى على كل الاهتمامات والهموم الاخرى حتى كأن شعبنا شارك في الانتخابات من اجل حصول مثل هذا اللقاء.ومع كل تقديرنا وتأكيدنا المستمر على اهمية وجود تفاهمات ولقاءات بين المالكي وعلاوي وترحيبنا بذلك لانه يصب في سياق الحراك السياسي الفاعل في العراق الجديد وترسيخ العملية السياسية والاسراع في تشكيل الحكومة وانقاذ البلاد والعباد من الازمات والفراغ الدستوري والتردي الامني والخدمي.المشكلة في هذا اللقاء المرتقب بانه تحول الى ازمة حقيقية وكأنه هو الحل السحري للازمة القائمة رغم تمسك الشخصين المذكورين على رئاسة مجلس الوزراء وعدم التنازل او التخلي ولو ببعض المصالح من اجل شعبنا.انشغال الاعلام والاروقة السياسية بضرورة هذا اللقاء والاختلاف على المكان والزمان واشغال الناس بخطورة وضرورة هذا اللقاء وضعنا امام حيرة حقيقية ومفارقات خطيرة فالتأكيد على هذا اللقاء اخذ منحى خطيراً حتى اصبح الجميع يترقب هذا اللقاء ولا ندري هل فعلاً هذا اللقاء سيكون بشارة للعراقيين ويفتح عليهم ابواب الجنة والامن والخيرات ام سيكون مجرد مصافحات ومجاملات وتبادل القبلات
https://telegram.me/buratha